IMLebanon

باريس وموسكو تضغطان: محاولة جديدة لكسر المراوحة

مرة جديدة، تجلّى الاهتمام الروسي بالوضع اللبناني المأزوم، في الساعات القليلة الماضية. ففي الداخل، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري بعد ظهر الجمعة في “بيت الوسط” السفير الروسي الكسندر روداكوف في حضور مستشاره للشؤون الدبلوماسية باسم الشاب، وتناول اللقاء مجمل الأوضاع العامة والعقبات التي تعترض تشكيل الحكومة الجديدة. وخلال اللقاء، سلّم الرئيس الحريري إلى السفير الروسي رسالة موجهة إلى رئيس حكومة جمهورية روسيا الاتحادية ميخائيل ميشوستين.

في الموازاة، أعلن تيار “المردة” في بيان، عن “اتصال هاتفي جرى بين مساعد وزير خارجية روسيا ميخائيل بوغدانوف، ورئيس تيار “المرده” سليمان فرنجيه، وكانت التطورات السياسية على الساحة اللبنانية مدار بحث خلال الاتصال”. اما الخارجية الروسية، فأشارت في بيان الى مكالمة هاتفية تمت الجمعة بين الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الاوسط وبلدان افريقيا نائب وزير الخارجية الروسية مخائيل بوغدانوف ورئيس حزب المردة، مضيفة “اثناء الحديث تم البحث في كيفية معالجة الازمة الاقتصادية والاجتماعية في لبنان مع التشديد على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة مهمة انقاذية جديدة برئاسة سعد الحريري”. وتابعت: من جانب موسكو تم التأكيد على الموقف الروسي الثابت الداعم لاستقلال لبنان وسيادته ووحدة اراضيه وكذلك تم بحث امكانية مساعدة روسيا الاتحادية للبنان في محاربة انتشار وباء كورونا.

الحضور الروسي على الساحة المحلية عموما والحكومية خصوصا، ليس جديدا وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فهو انتعش في اعقاب انتعاش المبادرة الفرنسية منذ اسابيع، واتّخذ معالم اوضح من خلال التواصل الذي حصل في موسكو، بين موفدين رئاسيين لبنانيين ومسؤولين روس، وفي اتصالات هاتفية اجراها بوغدانوف بعدد من القيادات المحلية في الايام الماضية، شددت على ضرورة التشكيل سريعا. ما يجذر التذكير به هنا، هو ان الدور الروسي حكوميا يتماهى تماما مع الدور الفرنسي ومع الجهود الدولية كافة، العربية والغربية، للدفع الى تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين يحظون بثقة شعبهم والعالم، قادرة على الاصلاح ومحاربة الفساد. ولم تكتف موسكو بهذا الموقف، بل ذهبت ابعد، حيث افيد انها أبلغت من يعنيهم الامر في بيروت والمنطقة، بأنها ضد ان ينال اي فريق سياسي، الثلث المعطل في الحكومة العتيدة.

غير ان هذه الضغوط الدولية كلها، لا تزال عصية على دفع الحكومة الى الضوء. لكن يبدو، وفق المصادر، ان ثمة محاولة جديّة لفتح ثغرة في جدار الازمة، انطلقت في الساعات الماضية، برزت عبر زيارة قامت بها السفيرة الفرنسية آن غريو الى رئيس التيار الوطني جبران باسيل في اللقلوق مساء الخميس، وفي الاتصالات الروسية، بالتزامن مع زيارة لافتة قام بها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الى بكركي، واتصال اجراه الرئيس الحريري بالبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الخميس ايضا. فهل يمكن لهذه المساعي، في نسختها الجديدة، ان تقود هذه المرة الى كسر حلقة الشروط والشروط المضادة، و”اسطوانة” الثلث المعطل والصلاحيات والحقوق، وتُجبر المتخاصمين على تنازلات، سيما وان الوضع النقدي المعيشي يتدهور سريعا، وبلا حكومة اصلاح حقيقية، وفق المعايير الدولية، لن يكون للبنان لا دعم ولا مساعدات؟