IMLebanon

قبلان: الفراغ السياسي أشبه بشرارة حرب

لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان إلى أنه “لا شك ولا ريب أن البلد منهك بشدة، وأن مؤشر تفلت الأزمة كبير وخطير، وأن الوضع المعيشي قنبلة قد تنفجر في أي لحظة، وأن الأمل بالطبقة السياسية مخيب، وأن الفراغ السياسي أشبه بشرارة حرب، والعين الدولية الإقليمية تعيد حساباتها بخصوص لبنان، يعني خرابا أو استسلاما، فيما الحل الداخلي يساوي صفرا، والدعم الدولي يمر بالتوطين وتأمين مصالح تل أبيب”.

وأسف، في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أنه و”على الرغم من كل هذا الواقع المأسوي والخطير الذي يواجهه البلد والناس، هناك من القيادات لا يزال يتعامل مع البلد كمزرعة أرباح ذاتية وصفقات، فيما الناس تئن من الجوع والبؤس وسط بلد تم نهبه وتحويله إلى ثروات خاصة، وساحة تهريب ونهب”.

واعتبر أن “ما يجري من اتصالات ومشاورات ما هو إلا طروحات فارغة، لا بل مجرد تقطيع للوقت، وما يقوم به وزير الخارجية الفرنسي لا يقدم ولا يؤخر، لأن كلمة السر في مكان آخر. والمطلوب وطن يليق بشعبه، لا بمن نهبه وحول سلطته وثرواته إلى شركات خاصة”.

وتابع: “بات جليا أن الأمور متجهة نحو خضة كبيرة، والبطاقة التمويلية ليست أكثر من ذر للرماد في العيون، ورفع الدعم بمثابة إعدام لأكثرية الشعب اللبناني، وتهديد جدي لما تبقى من مشروع الدولة. والمطلوب صدمة وطنية لإنقاذ ما تبقى من بلد وناس”، مؤكدا أن “المطلوب هو حكومة إدارة كوارث، لا حكومة إقطاع سياسي، فلبنان بعد الانهيار سيكون مختلفا تماما عما قبل الانهيار، والاستحقاق الانتخابي يجب أن يشكل فرصة حقيقية للخلاص من الطبقة التي نهبت لبنان”.

وأردف: “لأننا في عيد الشهداء بكل ما تعنيه ملحمة الشهادة، وما ترمز إليه من وطنية وعزة وسخاء ودفاع عن الأرض والقيم والعرض والوطن، يجب أن نتذكر على الدوام أن هذا البلد لم يكن ليتحرر أو يبقى لولا هذه الدماء الزكية، وهذه التضحيات الجسام التي قدمتها المقاومة وسخت بدماء أبطالها الشهداء الذين حفروا في تاريخ هذا الوطن أحرفا مرصعة بنور الشهادة والاستشهاد من أجل لبنان بلد العيش والتلاقي، والوقوف جنبا إلى جنب في وجه من طغى وأفسد، وكان من الظالمين والمتجبرين”.

وختم: “موقفنا في شهر الله مع الله، يعني مع المضطهد والمغلوب على أمره، مع قضايا الحق أينما كانت، مع القدس وكنيسة القيامة والمسجد الأقصى، مع تحريرها وحماية قبتها ودحر المحتل عنها، وهو أكبر أهداف الإمام الخميني الذي انتصر للقدس وفلسطين، وحول قضيتها من ملف مرمي في سياسات أكثر العرب والمسلمين، إلى قضية مظلومية عالمية، ومشروع انتصار للحق، ومعركة محور حولت حلم فلسطين والقدس إلى حقيقة ثابتة في ميزان المنطقة والعالم، وثبت معادلة: لا اعتراف بالاحتلال، لا تطبيع، لا تسوية لا مساومة على قضية القدس وفلسطين، من خلال خيار المقاومة والثبات والعزيمة على تحقيق الانتصار تلو الانتصار. واليوم الذي سيصلي فيه المسلم والمسيحي في القدس وكنيسة القيامة بعيدا عن رجس الاحتلال الصهيوني سيكون قريبا إن شاء الله تعالى”.