IMLebanon

قبلان: لانتفاضة سياسية تمارس أقصى الضغوط

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “التاريخ الحديث يؤكد أن الحق قوي، ولديه كل القابلية للانتصار”، لافتًا الى “أن معادلة الأكثرية قوية ومنتصرة ليست صحيحة، وكنموذج الجمهورية الإسلامية التي قلبت المعايير، لدرجة أن قوى العالم الكبرى كانت تهاب أن ترمي القواعد العسكرية الأميركية بالورود، جاءت الجمهورية الإسلامية بقوة الحق لتقول “لا” لأميركا، لا لظلمها، لا لطغيانها، لا لاستغلالها واستبدادها واستعبادها للشعوب ونهب ثرواتها. نعم الجمهورية الإسلامية تشكل اليوم قوة عالمية رئيسية، ومعها تحولت حركات المقاومة إلى قوة للحق، قوة تحرير وتحرر في مواجهة الجيوش المحتلة كهزيمة الإسرائيلي في جنوب لبنان على يد المقاومة، وهو دليل على قوة الحق وتغيير المعادلات. وما يجري في غزة اليوم دليل آخر على أن الثكنة الصهيونية التي حولها الغرب إلى واحدة من أكبر جيوش العالم في فلسطين ليست إلا بيت عنكبوت”.

وأشار قبلان خلال خطبة الجمعة إلى أن “تل أبيب تعيش اليوم هزيمة نفسية غير مسبوقة وخسارة استراتيجية فادحة، لأن الانتفاضة اليوم انتفاضة صواريخ وليست انتفاضة حجارة، والدمار أصبح يطال تل أبيب. فقدرة المقاومة شكلت صدمة غير متوقعة لواشنطن ولندن وتل أبيب، وخياراتها تجاوزت الرقعة الصغيرة لغزة، بعدما حولت تل أبيب ومنصات الغاز والأبراج الاستيطانية التجارية والمواقع الحيوية إلى فريسة سهلة أمام صواريخ غزة، وسط فشل مذل للقبة الحديدة”.

واضاف: “أقول للمطبلين للتطبيع، ما يجري في تل أبيب دفن أحلامكم وسحق آمالكم، وزمن خيبر ليس ببعيد. وكمفصل نصر لتاريخ المنطقة نبارك لغزة ومقاوميها وكامل الشعب الفلسطيني ولمحور المقاومة هذا الانتصار الكبير، فما النصر إلا صبر ساعة تفصلنا عن صلاة المقاومين في القدس، وفرحة الشعوب العربية والإسلامية”.

أما داخليا، فقد اعتبر قبلان أن “البلد أشبه برهينة سياسية تتحكم فيه طبقة ما زالت مصرة على إلهاء الناس، مصرة على شيطنة المطالب، على نهش المال العام، مصرة على تسخيف الجوع، والدفع نحو القطيعة الوطنية، وإغراق البلد بالعتمة والبطالة والفوضى والجريمة ورشوة الأتباع، وتأكيد الإقطاع، وقطع الطرق والتخندق الطائفي، والاحتكار الشامل للأسواق بكافة أشكالها، وهذا أمر كارثي، أغرق البلد من أقصاه إلى أقصاه، ودفعه بقوة نحو خط زلازل، في ظل هجمة دولية إقليمية تريد الانتقام من لبنان بكل الأساليب”.

وتابع: “لقد أصبحنا في لبنان أمام طبقتين واحدة فقيرة وتشكل أكثرية الشعب اللبناني، وأخرى قليلة غارقة بالثراء، تمسك بالسلطة وتعمل على لجم الشعب وضربه ببعضه البعض، لحماية مشاريع ابتلاع البلد وناسه. وعلى القوى الوطنية والغيورة على لبنان واللبنانيين أن تضغط باتجاه التغيير، والعمل بكل قوة لإخراج اللبنانيين من هذه المأساة الوطنية الكبرى، وتأخذهم إلى لبنان الجديد، لبنان الحاضن للجميع، والمبني بسواعد أبنائه، الذين وحدهم يعنيهم مستقبل لبنان وليس الخارج، الذي لا يريد للبنان سوى وظيفة سمسار مصالح”.

ودعا قبلان “إلى انتفاضة سياسية وطنية تمارس أقصى الضغوط من أجل قيام حكومة طوارئ بأسرع وقت، لأن البلد ليس حقيبة سمسرة، ولا شيك على بياض ولا ورقة في الجيبة ولا صفقة لحوم فاسدة، والتعويل على الغرب تعويل على سمسار مصالح عابرة، فالغرب لا يهمه من لبنان إلا الدوريات البحرية، لمنع مراكب التهريب إلى الغرب. والغريب أن جوقة السماسرة تعمل على رنة الذهب. وللأسف نحن في لبنان يتم فيه نهش الضعيف بلا رحمة والارتزاق بالتبعية”.

وختم المفتي قبلان:”في مثل هذا التاريخ، أقدمت عقول متحجرة ونفوس منافقة على هدم قباب قبور آل بيت محمد في البقيع الغرقد، عداوة منهم لمن قال الله فيهم (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى). وفي هذه المناسبة الأليمة جدا على قلب النبي وآله ومحبيهم، نؤكد إدانتنا للمدارس التي عاشت وتعيش على عداوة آل محمد، وندعو إلى التخلص من وثن هذه العقليات، والتحرر من استيطان التلموديات لهذه المجاميع المتهودة والمتسترة بالإسلام. ومعه تتأكد وحدة المسلمين على محبة النبي وآله، كشرط شرطه الله تعالى أجرا للدين، وسببا لمعنى الانتساب لأعظم الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا ونبينا محمد”.