IMLebanon

“الوفاء للمقاومة”: مساعي تشكيل الحكومة لا يصح أن تتوقّف

اعتبرت كتلة “الوفاء للمقاومة” أن “الجهود والمساعي التي بُذلت وتُبذل من أجل تسريع تشكيل حكومة لبنانية تنهض بمعالجة ملفات وتداعيات الأزمة المتفاقمة في البلاد، لا يصح أن تتوقف بأي حال من الأحوال، لأن خيار مواصلتها يبقى أسرع وأقل كلفة من أي خيار آخر. فيجب تضافر كل الجهود في هذا السبيل، لقناعتها بأن الحكومة هي المدخل الحصري لمعالجة التداعيات الناجمة عن الأزمة الحادة في البلاد”.

وأضافت، في بيان بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب محمد رعد، أن “الأزمة المعيشية الضاغطة التي تعبر عنها الانتظارات الطويلة للمواطنين أمام محطات البنزين وكذلك أمام الصيدليات ومستودعات الأدوية فضلا عن الكثير من المواد الحيوية المفقودة اضافة الى شح المياه والتقنين المتصاعد للكهرباء. إن كل ذلك يحتاج إلى تداعٍ جدي من قبل كل المسؤولين وعلى رأسهم حكومة تصريف الاعمال والجهات السياسية وحاكمية مصرف لبنان، للبحث في الحلول الممكنة والخطوات اللازمة للتخفيف من ضغوط هذه الملفات.

وتابعت: “مع إطلالة ذكرى استشهاد رئيس حكومة لبنان والزعيم الوطني العريق رشيد كرامي تؤكد الكتلة على ضرورة استلهام مواقفه الوطنية في التصدي للأزمة الخانقة التي تعانيها البلاد، وترى أن الوفاء لهذه القامة الوطنية يكون بالحفاظ على إرثه وخطه السياسي ومحاكمة المجرمين المتورطين بقتله الذي سيبقى مدانا مهما تقادم الزمن”.

وأشارت إلى أن “ما أسفرت عنه الانتخابات الرئاسية في سوريا من فوز كاسح للرئيس الدكتور بشار الأسد والحشود الجماهيرية التي احتفلت بذلك على امتداد المحافظات السورية وفي بلدان الاغتراب، تؤكد بشكل قاطع على السقوط والخيبة اللتين انتهت إليهما الأعمال الإرهابية المنظمة والمتعمدة والمدعومة من كل دول وقوى الشر في العالم، كما تدل على عمق صلة الشعب السوري بقيادته الشجاعة المعبرة عن أهداف ومصالح السوريين الحقيقية والحاسمة. إن الكتلة إذ تهنئ الرئيس والشعب السوري بهذا الفوز الكاسح الذي يؤسس لمرحلة من الاستقرار، تأمل أن تقفز فيها سوريا قفزة نوعية في مجال التنمية الذاتية وتعزيز القدرات والفاعلية وتحقيق التقدم والازدهار.

وشددت على أن “نتائج مواجهة “سيف القدس” تواصل فرض تداعياتها داخل كيان العدو الصهيوني تباعا، وتسهم في تعقيد الأزمة السياسية والحكومية والأمنية، وتدفع الصهاينة نحو المزيد من الضياع والتيه وتصفية الحسابات الداخلية في مقابل تنامي ثقة الفلسطينيين بجدوى خيارهم المقاوم وأهمية الرهان عليه لاستعادة الحقوق الفلسطينية كافة. إننا نجدد دعمنا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ونؤكد على ضرورة استفادته من كل فرصة متاحة لحفظ وحدته وتعزيز الالتفاف حول خياره المقاوم والعمل الحثيث لاستثمار حالة التضامن الشعبي التي عبرت عن نفسها بشكل عفوي في مختلف الدول الصديقة في العالم”.

وأردفت: “إن التواطؤ الدولي لإطالة أمد الحرب والحصار العدواني ضد اليمن وشعبه، لن يفاقم إلا المزيد من التوتر وتصاعد الهجمات القتالية فيما الواقعية تقضي بتسريع الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار وفك الحصار فورا، كمقدمة ضرورية لإقرار الحل السياسي خصوصا بعدما بات واضحا أنه وما لم يتحقق هذان الأمران معا فإن التطورات مرشحة، كما يبدو، لمزيد من الإنجازات العسكرية التي يواصلها الجيش واللجان الشعبية في اليمن ضد التحالف العدواني الأمريكي – السعودي الذي ارتطم حزمه بالحائط المسدود.

وقالت: “إذا كان التاريخ يدين بأحداثه وتحولاته لرجال وشخصيات يحسنون قراءة الماضي وصناعة الحاضر واستشراف الزمن الآتي، فإن الإمام الخميني رضوان الله عليه هو قامة رسالية استثنائية صنعت تحولا استراتيجيا وأسست بنى دستورية وإدارية استمرت بعد رحيله ترفد الإنسانية والعالم بنتاجها الحضاري في كل المجالات وتقدم نموذجا تطبيقيا معاصرا للإسلام المحمدي الأصيل الذي تلتزمه شعوب وجماعات كثيرة في مختلف أرجاء العالم. ورغم مضي اكثر من ثلاثين عاما على ارتحاله رضوان الله عليه فإن المدرسة العقائدية والسياسية والقانونية والإدارية التي أرسى معالمها الإمام الخميني قدس سره، لا تزال تلهم الشعوب والقوى الحية والدول الهادفة. وإن الجمهورية الإسلامية في إيران التي تمثل إحدى إنجازاته الكبرى، لا تزال شاهدة على الأبعاد الحضارية المتعددة الوجوه، ولا تزال قضية نصرة المستضعفين ومواجهة المستكبرين قاعدة ارتكاز فاعلة تضخ الحيوية الدائمة في قضية القدس وفلسطين وقضية مواجهة الإرهاب والتكفير والتمييز العنصري بشكل جدي ومتواصل”.

وتوقفت الكتلة، في الختام، عند مناسبة رحيل الإمام الخميني، وأكدت “اعتزازها بالانتماء الى مدرسته الإنسانية النموذجية وإلى قواعدها التي تستند إليها لاتخاذ المواقف الرصينة والمطلوبة إزاء التطورات والأحداث المتعاقبة وتكبر الدور الرعائي والقيادي الذي يضطله به سماحة الامام القائد السيد علي الخامنئب دام ظله واطال الله بعمره”.