IMLebanon

قبلان: مبادرة بري أو الخراب… لعبة “القط والفأرة” انتهت!

اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “البلد دخل في الكساد الكبير، بعد أن أصبحت الثقة معدومة، ووصلت الدولة إلى مرتبة شركة مفلسة، والخزينة كيس مثقوب، وعمر الأزمة في البلد أصبح كبيرا، والأدوات الإنقاذية معدومة، مع كل ذلك هناك من يصر على تحميل الناس كلفة من نهب، ومن سمسر، وحول البلد ثروة عائلية ونفوذية، بالتوازي المعالجة السياسية المالية معدومة جدا منذ سنوات طوال، فأصبحنا على قاب قوسين أو أدنى من سيناريو فوضى، قد يؤدي إلى تفكيك الدولة”.

وطالب، في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، بـ“إنقاذ البلد بالسياسة، إذ معه يمكن الحديث عن إنقاذ رغيف الناس، ودوائهم، ومادة عيشهم، ونفطهم. فاللعب بالناس على طريقة (إلغاء الدعم وما حدا بموت) تصرف خطير أرعن كارثي، لا نستبعد أن يكون سببا في تطيير البلد. وللأسف هناك من نهب أموال الناس وفلس بلدهم، وما زال يتصرف وكأنه دولة فوق الدولة، وقانون فوق القانون. فيما أكثرية الناس تحت الصفر، وتعيش اليأس والبؤس والجوع والموت على أبواب المستشفيات، والفلتان الأمني الاجتماعي خاصة، في أعلى مستوياته ومنسوبه، دون أن يرف جفن لمن نهب الناس”.

ونبه المفتي قبلان محذرا “من يهمه الأمر، من صولة الكريم إذا جاع. وقد جاع أكثر هذا الشعب الكريم، على يد طبقة لئيمة نهبت البلد وحولت ودائع الناس إلى ثروات شخصيات وامبراطوريات عابرة. فالجوع دخل بيوت اللبنانيين بعد أن طرق أبوابهم منذ سنوات، والبطون فارغة، والأكثرية الساحقة يائسة بائسة، لم يعد لديها أي شيء تخسره، والجائع مظلوم، والمظلوم غير ملام، ومنطق حكومة الإمام علي بن أبي طالب يقول:”عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه”. الإمام علي يضع الناس بين منزلتين، كلمة حق لا خير في من لا يقولها، وفعل باطل لا خير في باطله وفريقه وطبقته والسكوت عنه. والحق يعلو ولا يعلى عليه، وكفانا صمتا لأن الصمت على الظلم والفساد وحيتان البلاد هو عين الكفر بالله العظيم. هذه هي الحقيقة التي لا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيكم إن لم تسمعوها”.

أما بخصوص تشكيل الحكومة، اعتبر المفتي قبلان أنه “إما القبول بمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري أو الخراب. وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته وكفانا شعارات فارغة، وزمن الدراما الطائفية ولعبة “القط والفأرة” انتهت، ولن نقبل بقانون أو قاض أو طاقم أمني أو فريق سياسي يحمي الحرامي”. مضيفا أننا “اليوم أمام واقع مفاده: رغيف الفقراء مقابل أمن الأغنياء”.

وعن ذكرى رحيل الإمام الخميني، لفت المفتي قبلان “إلى أهمية هذا الإمام العظيم، الذي قدم الإسلام كعنوان لحقوق الشعوب، وميزان العدل والكمالات، وضمانة شاملة للناس في كافة الأمم. هذا الإمام الذي خاض معركة إنقاذ السلطة من أيدي الظالمين، تحولت معه طهران إلى عاصمة للحقوق ومركزا للشعوب المظلومة، وقوة علمية وهيكلية وضعت على رأس أولوياتها إنقاذ القدس، وتحرير فلسطين، وتطهير المنطقة من أشكال الاحتلال الصريح والمقنع، لأن حق الشعوب يفترض إنقاذها من طغيان السلطات الفاسدة وطواقم التبعية الظالمة التي كرست الدولة والسلطة والشعوب لخدمة عائلاتها، بعيدا عن حقوق الناس وضمانة الشعوب”.

وأضاف:”أما نحن كلبنانيين وأبناء المحور المقاوم، نعم نستذكر الإمام الخميني الذي دعم مقاومة لبنان بكل الإمكانيات التي سحقت المشروع الإسرائيلي، وهزمت آلة الحرب الصهيونية، وحولت لبنان قلعة تحرير ونصر وصمود وسيادة، بعيدا عن مقبرة مجلس الأمن ولعبة الأمم. نعم، الإمام الخميني هو واحد من أكبر رموز الإسلام المجتمعي ورواد العدل السياسي، هو شخصية استثنائية أسست لنصرة المستضعفين والمظلومين، وأعاد هيكلة الدولة لتشكيل مركز قوة المنطقة، بل رأس مشروع التغيير الثوري للإطاحة بالتفرد الأمريكي. من يقرأ إيران اليوم يدرك أهمية الإمام الخميني عقلا وفكرا وأولويات ومشروع سلطة وثورة ومنظومة تغيير كسرت جبروت التفرد الأمريكي، وهي إن شاء الله في طريقها لتطهير المنطقة من الطغيان الدولي والإقليمي، لتحيا الشعوب بنعمة الأمن والسلم والعدل، بعيدا عن الفساد وعقلية الجلاد وتبعية الظالمين”.

ولمناسبة ولادة الإمام السيد موسى الصدر، اعتبر المفتي قبلان أن “السيد موسى إمام العلم والوعي والاجتهاد والمقاومة والعيش المشترك والسلم الأهلي، أصر على كرامة الإنسان بما هو إنسان وخاض معركة المواطن والوطن، وعينه على مظلومية فلسطين وسرطان الطائفية، والإقطاعية التي أنهكت لبنان، وكانت وصيته الأساس “إسرائيل شر مطلق، وأن المقاومة ضمانة الأوطان، وأن لبنان مهدد إلا أن يكون وطنا لمواطن ضمن ميثاق إنسان وروح إيمان وعدالة اجتماعية شاملة، بعيدا عن لعبة السلطة وإقطاع المال والنفوذ والطائفية، وتم اختطافه، وبين شفتيه أن لبنان وعيشه المشترك وسلمه الأهلي وأمنه المجتمعي وصية الله، وأنه قد يضيع بالسياسة والمال، محذرا من تحويل لبنان إلى ملعب أمم، لأن لعبة الأمم تعتاش بطبيعتها على بيع الأوطان وتمزيق طوائفها وناسها”.