IMLebanon

سامي نادر : مشكلة الحكومة خارجية

 

رأى مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية د ..سامي نادر، أن المبادرات والمساعي واللقاءات حول تشكيل الحكومة، مجرد شراء للوقت، بانتظار ان تتبلور مفاوضات فيينا بين طهران وواشنطن، ما يعني ان البعد التعطيلي لتشكيل الحكومة، خارجي بامتياز، واشبه بتشكيل حكومة الرئيس تمام سلام بعد 12 شهرا من الفراغ، حين اطل وزير خارجية ايران جواد ظريف، ليسأل اللبنانيين عن سبب انتظارهم لتشكيل حكومة، وذلك على اثر انطلاق مسار التفاهم الاميركي الايراني في العام 2012 حول الملف النووي.

وعليه أكد نادر في تصريح لـ «الأنباء»، ان ما يتم تسويقه بان محور الخلاف بين بعبدا وبيت الوسط، هو تسمية الوزيرين المسيحيين، مزحة سمجة، لا بل استخفاف بعقول المراقبين المحليين والدوليين، لان المشكلة في حقيقة الامر، لا تتصل بتوزيع الحصص والمغانم، ولا بانعدام الثقة بين العهد والرئيس المكلف، انما هي خارجية من الفها حتى يائها، وقد تنتهي اما بارسائها كطبق تسووي على المائدة الاقليمية، واما بصفقة تعيد هندسة ما كان يسمى بدولة «لبنان الكبير»، الذي انتهى زمانه، وانهار سياسيا وديموغرافيا واقتصاديا، علما، انه مازال هناك بعض الدول تهتم بدعم الجيش اللبناني في ظل النفوذ الايراني وهيمنة سلاح حزب الله على الداخل اللبناني.

من هنا، يرى نادر ان لا حكومة على المدى المنظور، ولا حتى «جمهورية لبنانية على الطريق»، فالمؤسسات انهارت برمتها، لاسيما التي تشكل منها العمود الفقري للدولة اللبنانية، الا وهي التشريعية والاجرائية والقضائية والمصرفية، ما يعني من وجهة نظر نادر، اننا امام طريق مسدود، ولا مخرج امام اللبنانيين قبل ان تقبض ايران الثمن من دول القرار العالمي، على غرار الثمن التي قبضته من ادارة اوباما، لفك الطوق عن حكومة تمام سلام في العام 2012، «مشوار لبنان مع العذاب والالم طويل».

وردا على سؤال حول تصاعد الدعوات لكي يستلم الجيش زمام السلطة كمخرج من النفق ولو بشكل مؤقت، أكد نادر، انها دعوات لا تتجاوز عتبة الاستهلاك الاعلامي والمزايدات السياسية، لان مثل هذا الاجراء، في حال قفز الى الواقع، سيصطدم دون ادنى شك، اما مع حزب الله كفصيل مسلح خارج نطاق الشرعية، واما بأقل تعديل مع «القمصان السود»، سائلا من جهة افتراضية ثانية: «ماذا لو اقدم حزب الله على استدراج اسرائيل الى حرب مع لبنان، بهدف تليين قبضة المؤسسة العسكرية؟ مغامرة غير مدروسة النتائج».