IMLebanon

عبد الساتر: فلنتخل عن كل كلمة لا تساهم في بناء الانسان

ترأس راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر قداس ليلة عيد مار يوحنا المعمدان الذي احتفل به خادم رعية مار يوحنا المعمدان – وادي شحرور الخوري طوني كرم، وعاونه فيه الخوري جاد شلوق، بمشاركة لفيف من الآباء والكهنة، وفي حضور عدد من الفعاليات وجمع من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس القى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها: “لم تكن حياة مار يوحنا طويلة، ولكنها كانت مثمرة، إذ إنه كان يعلم منذ البداية أن الله دعاه دعوة مميزة ليعد مجيء الملكوت أي ابن الله المتجسد والمخلص. لم يهدر وقته، فراح يبشر ويعمد وينبه ويتكلم كلام الأنبياء ويردد الكلام الموجود في الأسفار المقدسة. ولم يتله بالراحة ولا حتى بالأكل والشرب بل كان همه الوحيد إعداد طريق الرب”.

اضاف: ” نحن أيضا مدعوون إلى الامر نفسه، فنحن موجودون لنخبر العالم أن الله يحب الانسان إلى درجة أنه صار إنسانا وعاش بيننا وما زال حاضرا معنا بمحبته. كثر هم الذين يخافون من الله ولا يدركون أنه يحبهم وعينه عليهم عين محبة وليس دينونة. لذا دعانا الرب لنعيش حياتنا رسلا بين الناس، فنعزي المحزونين ونشجع اليائسين على مثال مار يوحنا المعمدان. ليس لدينا الكثير من الوقت لنقضيه بالمماحكات والسجالات ولنتلهى عن نقل كلمة يسوع ومحبته للآخرين المتعطشين للرجاء. فلنتخلَّ عن كل عمل وكل كلمة وتصرف لا تساهم في بناء الانسان”.

وتابع: “في هذا العصر، يقيم الانسان بحسب ما يملك وبالانجازات التي فعلها، ووظيفته ومركزه، وعائلته والى أي مدى هو محبوب. مار يوحنا لا يقيم بأعماله، لأنه لم يقم بمشاريع خارقة بل جل ما فعله هو الإعداد عبر التبشير والعماد، وما زلنا حتى اليوم نحتفل بعيده قديسا عظيما”.

وختم:” لا تدعوا أحدا يقيمكم على أساس إنجازات كبيرة أو على أساس شعبية أو من خلال الكلام عنكم. التقييم الوحيد هو ذاك الذي نقوم به لأنفسنا: هل أنا أحب فعلا أم لا؟ هل أنا أسامح حقا أم لا؟ هل أنا أمد يد المساعدة أم لست آبها لمن هم في حاجة إلي؟”.

وبعد القداس، جال المطران عبد الساتر في مطبخ المحبة والمعرض في الرعية، كما التقى باخوة واخوات جماعة ايمان ونور.