IMLebanon

مستشار وزير الثقافة: آن الأوان للتغيير

نظمت بلدية النبطية ونقابة الممثلين في لبنان والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية “تقدم المرأة” في النبطية و”بيت المصور” احتفالا تكريميا للفنان والمخرج والممثل الراحل حسام الصباح، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى ممثلا بمستشاره ناصيف نعمة.

ألقى نعمة كلمة قال فيها: “أن يزدهي المخرج حسام الصباح ويتسامى في عليائه فينحني إجلالا لمشيئة الواحد الديان ويكون أكثر استقامة على رجاء القيامة، فتتسابق اليه المراثي وهو في لحظة إغفاء، بعد أن اسدى وأكدى مخرجا وممثلا باذلا خير وأفضل عطاء، فإن ذلك يعني انتقاء لسيرته الناصعة ومسيرته اليانعة، بعيدا عن الضياع حيث النضج إلى حد الإشباع، كيف لا وهو المسرحي الذي استمد من واقعة كربلاء ويوم عاشوراء ذاك الألق ليكون له خير زاد في يوم المعاد”.

وأضاف: “منذ يومين، التقت عائلة الفقيد الفنان حسام الصباح، بحضور نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، الوزير عباس مرتضى الذي قال خلال اللقاء: تقديرا للموهبة التي أغنت الساحة الفنية اللبنانية بأعمال مسرحية وتلفزيونية راقية تمثيلا وإخراجا واحتراما لهذا التاريخ الفني الطويل، قرر فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون منح وسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الثالثة للفنان الراحل وكلفني تسليمه لعائلته ناقلا تعازيه الحارة لكم، سائلا الفقيد الرحمة ولأحبته وعائلته الصبر والعزاء. وقد اعتذر الوزير خلال اللقاء من عائلته الكريمة عدم تمكنه من الحضور اليوم، كما كلفني الاعتذار لمحبيه ومكرميه الذين افتقدوه كواحد من أصدق الفنانين إحساسا ومعايشة واقتباسا للأدوار التي مثلها، وهو الذي تجسدت فيه حركة الثورة للإمام الحسين، فعاشت فيه وفي قلبه ووجدانه، كما مدينة النبطية، مدينة الشهادة والريادة والقيادة العلمانية الحكيمة التي كانت كلمة حق وقبضة مقاومة تتصدى لكل جبار ظالم أو عدو غاشم، حيث تحضرنا في هذا المجال مواقف العلامة الشيخ عبد الحسين صادق قبل الاحتلال وبعده، وهو لم يترك أهل منطقته ومدينته وتاريخها المشرف كحاضرة في جبل عامل جبل ابي ذر وموسى الصدر، جبل الأوفياء والعلماء والشهداء، كل الشهداء الذين ساروا على هذا النهج المتمسك بالحق والحقيقة ليدافعوا عن وحدة لبنان وحدوده ويسطروا أنصع الصفحات في الكرامة ورفض المهانة وكانوا أمناء في مواقفهم ومواقعهم المتعددة، رغم الصعاب التي مروا بها وعايشوها فثبتوا بنقاء وما بدلوا تبديلا”.

وتابع: “إن تكريمكم لحسام الصباح اليوم، في ظل ظروف استثنائية، هو ترجمة فعلية تعبر عن أصالتكم ورؤاكم الواضحة في زمن المتاجرة والتطبيع والتهويد الثقافي ومظاهر الفساد والإفساد. ومن كانت رؤيته مساهمة في بناء الإنسان كبنيان ثقافي يسهل عليه أن ينتمي إلى هذا الجيل النخبوي الذي يتخذ من حسام الصباح مثالا يقتدى وأنموذجا يحتذى ضمن مسارات وحدة متناسقة، مقابل التجزئة والتعدد والعبثية الضالة والمنحرفة”.

وأردف: “إن وزارة الثقافة اليوم، في ظل هذه الأزمات المتتالية التي نعيشها، هي معنية أكثر من أي وقت مضى بالحفاظ على تراثنا وتاريخنا وثرواتنا الفكرية والتراثية، وهذا أمر ليس بسهل، وهو في حاجة لمواطنة حقيقية تعي معنى التواصل الفعال، كما تعي حقيقة العيش المشترك والتعبيرات المشتركة والاستشراف المشترك للمستقبل الذي يتجاوز شكليات وإشكالات الخلافات الفردية أو الهامشية، وصولا إلى وعي جامع، اتفاقا وانصهارا في ورشة حضارية تقي من أخطار العصبية والنبذ والانقطاع والانغلاق. إنه تحد بصمت وعلانية في آن، وعلى كل الأحزاب والأطراف اللبنانية مهما بلغ شأنها في زمن الاضطرابات والصراعات والأزمات المتتالية والتسويات الموقتة إن وجدت، أن تسلك طريقها نحو وحدة الهدف، وهو انقاذ لبنان، لا أن تنتقل بنا موجات الغضب والسباب والعقاب الى حاراتنا الضيقة وشوارع بلداتنا ، فكل الناس يعيشون اليوم الإحساس نفسه من ضغط معيشي واقتصادي وغلاء أسعار وجنون سعر صرف الدولار وإفلاسات نقدية ومصرفية”.

وأكد أن “كلنا يدرك المعرقلين لأي تسوية سياسية تكون سببا لبداية حل واستقرار واستثمار، وصولا إلى مسار تثبيت الحدود وإنتاج ثرواتنا، بعيدا عن أي محاصصة واستغلال، وهذا يقتضي من السلطات السياسية التي تستمد حضورها من محازبيها وناخبيها أن تجد نفسها، إن لم تكن هناك بدائل في المدى المنظور، كي نخرج من المحظور الذي نحن فيه، فمن حق الناخب ان يحاسب وأن يبدي الانتقادات والملاحظات، وليس على رجال السياسة ورؤساء الأحزاب فحسب، بل على كل السلطات والقيادات التي تشذ عن قواعد النظام العام بما فيها السلطة القضائية إن خرجت عن النظام وأذعنت لرأي الحكام”.

كما لفت إلى أنه “آن الأوان للتغيير، فمقامات الفعل لدى جيل شبابنا أكثر وأكبر من أن تقيد بقيد حزبي أو مذهبي أو طائفي. هذا الجيل يهاجر شرقا وغربا فينتج ويبدع، أينما حل وارتحل، وتصادر افكاره وايقاعه الناظم والمنتظم بشتى مقتضياته المعرفية ونتاجاته التفاعلية حين يتصدى لإعمار الداخل بصدقية واتقان، ويعاقب على ولائه واخلاصه لوطنه ما يجعله يصاب باليأس والإحباط”.

وتابع: “إذا ما خرجنا من هذه الأزمة بنظام مدني اقتصادي توافقي يحميه الجيش والشعب أو المقاومة أو يحضنه النظام والدستور ضمن مفاهيم الحرية المسؤولة وتفعيل أجهزة الرقابة، ستكون موروثات القبلية والطائفية والمناطقية والحزبية هي السائدة، بدل الحس بالمواطنة التي تمكننا من الوصول إلى النظام والتنظيم الذاتي والأمن والدفاع عن وحدة لبنان واستقلاله وإعادة البناء الاقتصادي المالي على أسس ومعايير ذاتية لا تعرضنا لأزمات دائمة ومتتالية”.

وختم: “كل الأمل معقود على النخب البديلة وعلى حكمة صانعي التغيير واجتراح الحلول في وطن لطالما أردناه لجميع اللبنانيين. نحن وأنتم جزء من صناعة هذا الواقع المفترض ضمن ثقافة ولغة وقواسم مشتركة ومعاشة، توحدنا جميعا للنهوض بلبنان في ذكرى الراحل حسام الصباح. كل الأمل بنقابة الممثلين والفنانين لمتابعة مسيرته التي تساهم في الاجتماع واللقاء، فالارتقاء ضمن تفاعلات حية وغنية بمضمونها ونتاجها، لروحه الرحمة والمغفرة، وليكن شفيعه الحسين ولعائلته ومحبيه كل العزاء”.

وتخلل الحفل كلمات لكل من: صادق اسماعيل باسم بلدية النبطية، نعمة بدوي باسم نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان، الزميل عماد عواضة باسم المدير العام لقناة “المنار”، زهرة سلوم باسم الجمعيات المشاركة ، والإعلامي زاهي وهبي، والفنانون رفيق علي أحمد ، نقولا دانيال، مشهور مصطفى ومنير كسرواني، إضافة إلى كلمة عائلة الراحل ألقاها نجله علي حسام الصباح.

ثم عرض فيلم وثائقي عن الراحل حسام الصباح.