IMLebanon

هل تؤجّل الاستشارات؟

كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:

الملف الحكومي لم يغادر الكواليس، ومازال يتحرك في مساحة المشاورات المستبقة للاستشارات، وهذا ما يفسر غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن المشهد، وبمعزل عن التزام بري حيال الرئيس المكلف المعتذر سعد الحريري، فإن رئيس المجلس يرفض الدخول في مشاورات رئاسية غير ملزمة، تستبق الاستشارات النيابية الملزمة، فتسمية رئيس الحكومة المكلف شأن النواب، وليس خيار اي جهة دستورية أخرى.

أما على صعيد المشاورات الجارية في بعبدا، فلايزال المشهد غامضا، وغربال الرئاسة لم يتوقف عن الهز، فالأسماء الملائمة من وجهة نظر رئيس الجمهورية ميشال عون ومعاونه الرئاسي جبران باسيل، لا تحظى بالقبول لدى معظم الآخرين، والأسماء المقبولة من الآخرين، لا تصمد في غربال القصر، الباحث عن رئيس حكومة، وحكومة يحسنان وفادة العهد في سنته الدستورية الأخيرة.

وما يساعد في ضياع الوقت كما يقول المثل: الطبل في مكان والطبال في مكان آخر والإيقاع المرغوب، لا بأس به من اي وزن، عدا وزن الحريرية المشطوب من نوته القصر الرئاسي في بعبدا.

بمعنى آخر، ان على المرشح للتسمية رئيسا للحكومة ان لا يكون بمواصفات سعد الحريري، وهذا بالنسبة للرئيس المعتذر، بمنزلة الضارة النافعة.. بدليل تخبط مشاورات القصر في بحيرة الأسماء والاتجاهات، اضافة الى اكتشافه انه في اتجاه الوصول الى حكومة اللون الواحد، المرفوضة بالكلية من المجتمعين العربي والدولي.

وفي هذا الضوء، بات السؤال مبررا، حول ما اذا كانت الاستشارات ستحصل في موعدها الاثنين المقبل، او ستتأجل إفساحا في المجال للمزيد من المشاورات؟

مصادر التيار الحر، لا تتوقع التأجيل، بينما الأطراف الأخرى لا تستبعده، في ظل المقاطعات النيابية الممكن ان تحصل، وثمة فريقا ثالثا، لا يرى الفريق الرئاسي راغبا في تشكيل حكومة، مفضلا الاستمرار في سياسة التحكم الثنائي المباشر، مهما بلغ عمق الجحيم الذي آل لبنان اليه.