IMLebanon

عبد الساتر: التغيير آت!

زار راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر مسقط رأسه مزرعة الشوف اليوم الأحد، وترأس قداسا احتفاليا في كنيسة مار جرجس في البلدة.

وأقيم  استقبال من أبناء البلدة والجوار، دعت اليه بلدية مزرعة الشوف ورعية مار جرجس في البلدة، بمشاركة النائب الدكتور بلال عبد الله ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط، على رأس وفد ضم الدكتور ناصر زيدان، وكيل داخلية الشوف في التقدمي الدكتور عمر غنام، ومعتمد المنطقة الدكتور بسام البعيني.

كما شارك ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن والمجلس المذهبي رئيس اللجنة الثقافية في المجلس الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، ممثل النائب نعمة طعمة طوني انطونيوس، عضوا المجلس الشيخ محمد غنام ممثلا مؤسسة العرفان التوحيدية واسامة ذبيان، مشايخ، ممثل الجيش اللبناني الرائد ريشار غانم، اضافة الى الابوين جوزيف عبد الساتر وجان عزام، القاضي السابق الشيخ فؤاد البعيني، ورئيس اتحاد بلديات الشوف السويجاني رئيس البلدية يحيى ابو كروم واعضاء المجلسين البلدي والاختياري، وفاعليات.

وكانت كلمات ترحيب لسليمان البعيني، تلاه الاب عزام الذي أشار الى “اجتماع جميع ابناء البلدة والمنطقة احتفاء بالزيارة وفي عيد سيدة التلة الذي صودف ايضا اليوبيل الفضي لعقد المصالحة الوطنية في مزرعة الشوف، وهذه ثقافتنا المحبة المتبادلة، وهي تتجلى في حب البشر لبعضهم وحب الآخر الذي يترجم محبة الله، نعيش في ظلها كل يوم، وكل هذه الزيارات بدءا من البطريرك بشارة الراعي والمطران مارون العمار تساهم في تثبيت الوجود المسيحي الفاعل في الجبل، لبناء حضارة الانسان والانفتاح والتعاون، وهذه الشركة والمحبة التي طبعت الجبل وأسست لبناء لبنان الحديث الثقافي والحضاري والانفتاح، وهو جوهر بلدنا حيث نريد استعادة هذا الجوهر، ليس لاجل الجبل فحسب وانما لاعادة بناء لبنان”.

ثم تحدث الشيخ البعيني مرحبًا بالمطران عبد الساتر، : “زيارتكم تجدد شملنا وتجمع شتاتنا، وقد صح فيكم القول، عطاء بلا حدود ويكفي مزرعة الشوف انكم أحد أبنائها”.

وتوجه الى عبد الساتر بالقول: “أينما حل تحل محبته ويتشرف به مضيفوه، فأبناء هذه البلدة وفي مقدمهم سيادة المطران حولوا العواصف نسيما عليلا، والاعاصير دفق صوت خير، والصواعق نورا يضيء الطريق، والانواء ماء عذبا سلسبيلا، وها هو سيادته ينشر فينا اليوم بركته، فتزداد مزرعة الشوف تعاضدا وتألقا وتسامحا وتعاطفا، وعنفوانا وتواضعا، كعنفوان سنديانة الست فاخرة وتواضعها وتزداد شموخا وحنينا، شموخ صوت جرس كنيسة مار جرجس وحنينه”.

كما ألقى أبو كروم كلمة ترحيبية بالمطران عبد الساتر، منوها بـ”مواقفه الشجاعة، وفي التطلع والتبصر في وجوهكم أملا في خطوة ترسي دولة القانون وتحصن المجتمع والدين”.

وتوجه الى المكرمين والمكرمات بالقول: “سيبقى لبنان، وسيبقى الجبل عصيا على كل ما يحاك من الداخل والخارج، سنبقى عنوان التماسك والتضامن لما فيه خير المنطقة والوطن، وأكثر من أي وقت مضى ستجمعنا ثقافة الحياة ونهج التقدم وإرادة الصمود فوق كل العابثين. لن نخاف الموت يوما بل خوفنا من رب العالمين”.

واضاف “من قلوب أهلكم في مزرعة الشوف حيث المصالحة الوطنية التي كرسها غبطة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير والزعيم وليد بك جنبلاط، وحيث الكنيسة تعانق الخلوة وحيث عيشنا الواحد، لكم أرقى سلام وعليكم تلقى الآمال بغد مشرق وبعيش كريم ترنو له الأجيال”.

ثم سلم أبو كروم المطران عبد الساتر درعا تقديرية باسم الاتحاد والبلدية والاهالي، وباقة زهور من طفلة في الكشاف التقدمي، وكتابا من الدكتور حسن البعيني.

من جهته، اشار المطران عبد الساتر  الى الذكريات الجميلة مع البلدة وابنائها والمناخ البيئي والطبيعي في الشوف.

وقال: “لا يستطيع الانسان السكوت عندما يرى اخيه الانسان مظلوما ومقهورا وجائعا، بينما هم يعيشون براحة على حساب كل الناس، وهذه الام الثكلى التي تصرخ مطالبة بمعرفة حقيقة من قتل زوجها او ابنها فانها لا تطلب ذلك لاجل ثورة كما يقولون وانما لقلبها الموجوع، وتطالب العالم لمعرفة من حرمها صورة أحبائها، إنها انسانة تطالب بالحق والحقيقة وكرامة الانسان، وتحاسب المسؤولين بانه ما بقى فيكن تقتلونا وتكون حياتكم عادية، ونحن اليوم لا نستطيع التكلم بنفس كلام ما قبل 4 آب كما لا يمكن السكوت ونقول له أمرك”.

واضاف: “ليست المسألة مواقف وجرأة بل شعب موجوع لا يستطيع السكوت. التغيير آت وليس من الخارج بل داخليا وليس التغيير دائما من الرأس وانما من القاعدة. فجميعنا مدعوون اليوم للتغيير في حياتنا، اذا كنا ظلمنا كي نقف عند حد والتنبه او التفرقة بين الناس وبغير منطق الاخوة والمحبة والشعب الواحد كي نغير، وهذه هي الثورة الحقيقية”.

وتابع: “لا اتحدث في مزرعة الشوف عن مسيحيين ودروز وانما أهال، وعبر التاريخ ثمة من ينسى احيانا اننا جميعا أبناء مزرعة الشوف، ولكن التاريخ والله يرسل أناسا لاعادة ترتيب ما خربه غيرهم، كي يبقى أبناء هذه البلدة كما هم. مطرانية بيروت مفتوحة أمام الجميع للتعاون على الخير، وشكري للجميع وممثل الاستاذ وليد جنبلاط واللقاء الديموقراطي واننا نعتمد كثيرا على ما يكتنزونه من محبة لكل ابناء الشوف لكي يبقى كما كان ويعود من جديد أساسا للبنان الجديد كما كان اساسا لجبل لبنان والوطن. على امل اللقاء مجددا في مزرعة الشوف وبيروت وكل مناطق لبنان. واذكر عندما حصل انفجار 4 آب كان هناك شباب وشابات من كل مناطق لبنان والشوف على مدخل المطرانية، وهؤلاء كانوا الدولة في غياب الدولة التي لا تزال، اشكركم ونصلي جميعا على نية الجبل والوطن”.