IMLebanon

المطران عبد الساتر: إنقسام الجماعة الواحدة يؤدي إلى خرابها

ترأس راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر، القداس الإلهي لمناسبة العيد السابع والعشرين لأخوية شبيبة العذراء، بدعوة من إقليم المتن الأعلى والأوسط، الذي احتفل به مرشد الإقليم الخوري جورج مسعود، وعاونه فيه خادم رعية السيدة في بعبدات والسفيلة الخوري طانيوس خليل، في حضور ممثلين عن اللجنة المركزية وأعضاء الأخويات.

وألقى المطران عبد الساتر عظة، ضمنها بعض الوصايا والإرشادات لشبيبة اليوم ليتحلوا بمسيرة إيمانية ويكونوا شهودا حقيقيين ليسوع القائم من الموت والمنتصر على كل شر. وأبرز ما جاء فيها: “أخرجوا من همومكم وقلقكم واذهبوا نحو الآخرين لتحملوا عنهم همومهم وقلقهم، وبذلك يكون لحياتكم طعم وفرح بالخدمة. لا تخافوا من المستقبل لأنكم ستعيشونه في الجماعة ومع الرب يسوع. فكونوا بسلام لأن الله معكم. إكتفوا بالأساسي، ولا تهرعوا إلى اقتناء أشياء لا حاجة لكم بها في حياتكم، كي لا تصبحوا عبيد ثقافة الاستهلاك المسيطرة على العالم. تخلوا عن ذهنية العشيرة وتحلوا بذهنية الأخوة. لا تدافعوا عن الظالم لأنه ينتمي إلى طائفتكم أو منطقتكم أو حزبكم، بل كونوا بقرب المظلوم أيا كان انتماؤه، لأننا كلنا بشر وبنات وأبناء الله. تعلموا ولا تملوا، وثابروا على ذلك حتى خارج مقاعد الدراسة. تسلحوا بالمعرفة والثقافة لأنكم بذلك تنفعون أنفسكم وتفيدون الآخرين”.

وأضاف: “صلوا ولا تملوا، لأننا اليوم نتلهى بأمور كثيرة وننسى أن نصلي من أعماق قلبنا. لا تقولوا إنكم اكتفيتم بإعطاء وقت محدد في يومكم للصلاة. فإذا فكرنا فقط بالمرضى والمهمومين والموتى وعائلاتهم، نعي أننا ما زلنا مقصرين في صلاتنا وحضورنا الحقيقي أمام الرب. لا تجادلوا في الدين بل اشهدوا لحقيقة المسيح. فبشهادتنا ليسوع في حياتنا نجذب الآخرين إليه.أنظروا الى فوق وإلى محيطكم ولا تنظروا إلى تحت. فكم من الوقت نقضيه واضعين نصب أعيننا هواتفنا المحمولة، وكم ننسى أن ننظر إلى من هم من حولنا ونتغاضى عن النظر صوب السماء نحو ما هو أسمى؟”.

وختم عبد الساتر: “إفرحوا بما فيكم من مواهب. لا تقللوا من أهمية النعم التي وضعها الرب فيكم. ولا تحسدوا الآخرين على ما لديهم. كونوا متواضعين ومطيعين، فبالتواضع والطاعة تتقدسون، وعدم الطاعة يؤدي الى انقسامات داخل الجماعة الواحدة، وانقسام الجماعة الواحدة يؤدي حتما إلى خرابها. ولنتعظ مما يجري داخل مجتمعنا المسيحي”.

وتلى القداس لقاء روحي مع راعي الأبرشية تمحور حول صورة الله وتدبيره.