IMLebanon

عربيد جال في قرى راشيا: سنضع امكاناتنا في خدمة المنطقة

أكد رئيس المجلس الاقتصادي الاجتماعي شارل عربيد، خلال جولة في قرى قضاء راشيا، أن “هناك تمويلا يدخل الى لبنان ولا يستخدم، لأن ليس هناك من يطلبه ضمن الحاجات التي تحددها تلك الجهات الممولة، ان لجهة الاهداف وقواعد العمل، أو لجهة المصداقية والشفافية المطلوبة، او الطريقة العلمية التي تؤثر من خلال من يستفيد من التمويل ومدى استدامته وطريقة استخدامه”. مشددا على “أهمية مساعدة مركز حرمون للتأهيل والرعاية كي يتخطى الظروف الصعبة، خصوصا أنه يحتضن العشرات من ذوي الإحتياجات الخاصة وصعوبة نقلهم الى المركز”.

رافق عربيد في جولته في قرى راشيا، عضو الهيئة الادارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور أنيس أبو ذياب، الصناعي الياس الحداد، اختتمت بلقاء حواري بدعوة من مركز انماء راشيا والبقاع الغربي – آفاق واتحادي بلديات قلعة الاستقلال وجبل الشيخ، أقيم في قاعة قلعة الاستقلال في بلدة خربة روحا في قضاء راشيا، بحضور قائمقام راشيا نبيل المصري، نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد، رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال بالوكالة عصام الهادي، عضو المجلس الاقتصادي الاجتماعي ماجد سعيفان، والصناعي رئيس جمعية آفاق أحمد ثابت، رئيس رابطة مخاتير راشيا جميل قاسم، رؤساء بلديات من الاتحادين ومخاتير وفعاليات اقتصادية واجتماعية.

استهل عربيد جولته بزيارة مركز حرمون للرعاية والتأهيل، حيث كان في استقباله قائمقام راشيا، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ، رئيس مركز حرمون حافظ غطاس ابو لطيف، رئيس بلدية راشيا جو سعد، منسق الجولة فايز ريدان وفاعليات.

وبعد جولة في قسم ذوي الاحتياجات الخاصة، عقد لقاء استهل بكلمة ترحيبية لمدير المركز حافظ غطاس، شكر فيها الحضور على “زيارة هذه المؤسسة الانسانية التي تعاني اليوم مثل سائر المؤسسات الانسانية والتعليمية من الوضع الاقتصادي الصعب والضاغط والذي يحرم الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من الحضور الى مركزهم لتلقي علاجاتهم ومتابعة تحصيلهم الأكاديمي والمهني”، ثم قدم لعربيد مذكرة موجهة الى المؤسسات المحلية والجهات الدولية المانحة كافة، تطالب بايجاد حل لمشكلة نقل الطلاب وضرورة انطلاق العام الدراسي.

ثم كانت كلمة لوهبي ابو فاعور باسم منظمي الجولة واللقاء، شدد فيها على أن راشيا “لم تترك الدولة ولم تترك خيار الدولة والمؤسسات وان كانت الدولة قد وضعت هذه المنطقة طويلا في غياهب النسيان والإهمال”، مؤكدا “ضرورة التعاون بين الجمعيات المحلية وضرورة دعمها من قبل المؤسسات الرسمية ومنها المجلس الاقتصادي والاجتماعي”، ومنوها بدور رئيسه “العملي والنشيط”.

من جهته، رحب المصري بعربيد معلقا الآمال على “دور المجلس بمساعدة البلديات والجمعيات الاهلية في الحصول على التمويل الدولي لحل عدد من المشكلات التى تعاني منها المنطقة مثل مشاريع الصرف الصحي ومعالجة النفايات وغيرها”.

أما عربيد، فشكر منظمي الجولة وأبدى إعجابه بمركز حرمون “الرائد والمميز والذي يضاهي المراكز الكبرى في المدن الرئيسية”، وقال: “توفر الإرادة والعزم من شأنه أن يزيل الحاجة والحرمان من مناطق لبنان كافة”. وأعرب عن تأثره ب”الدور الإنساني لهذا المركز” وعن رغبته واستعداده “لمساعدته بتخطي الظروف الصعبة في هذه المرحلة”. بعدها سجل كلمة في سجل المركز الذهبي.

ثم وصل عربيد وأبو ذياب والحداد الى مرج كفرمشكي، حيث كان في استقبالهم رئيس بلدية كفرمشكي كمال السيقلي وعائلته، وكيل داخلية البقاع الجنوبي في “الحزب التقدمي الاشتراكي” رباح القاضي ومدير شركة GNA للشحن جورج نقولا أيوب، وقد أقام السيقلي لعربيد “ترويقة بلدية” في حضور اعضاء من جمعية “آفاق” ورؤساء بلديات ومخاتير.

وأعرب عربيد عن سعادته “في هذه المنطقة البيئية الجميلة التي تعد النموذج الأفضل للسياحة البيئية والزراعية والطبيعية، ولما تتمتع به من مناخ جميل وسهل يفيض بالخير”، داعيا الى “الاستفادة من المنطقة من اجل تصوير الافلام”.

وقال: “ما هو موجود في المنطقة يجب ان يعمم، ونحن نحب الحياة، وقد استقبلنا منذ اسبوع البطريرك بشارة الراعي الذي ركز بشكل لافت على التغيرات الاجتماعية والمجتمعية والتفكك الاسري، وقال في السياسة نحن نعرف عندما تأتي التسوية وسوف تأتي، ووليد جنبلاط دائما يتحدث عن التسوية، وانا أويد هذا الامر لانه لا يمكن ان نستمر بدون تسوية، والامر الوحيد الذي نخاف عليه ان يتغير هو الانسان وعلاقته بالارض. يجب حماية الاسرة والتعليم من اجل محاربة الفقر، فليس المهم ان نأتي الى هذه المنطقة، بل ان نضيء على ما تمتلكه، وهذا يحتاج الى اعلام لخلق استراتيجية وطنية لحماية العلامة الفارقة لبنان، ونحن باقون في هذا البلد”.

من جهته، ثمن السيقلي زيارة عربيد، مؤكدا ان “ما نحتاجه هو الثقة بهذا البلد والفكر الخلاق المبدع وعدم اليأس، لأننا نملك مقومات كبيرة زراعية وصناعية وثقافية، ونملك بلدا جميلا اسمه لبنان، وهناك مفكرون ومبدعون في شتى المجالات، وسهل المرج يصدر سنويا عشرات الآلاف من اطنان العنب المميز بجودته العالمية وافخر انواع الزيت والزيتون، كما ان مشروع الطاقة الشمسية في بلدة كفرمشكي والذي بدأنا به منذ ما يقارب الخمس سنوات، حقق اهدافه وبتنا ننعم بكهرباء 24/24 ووفرة في مياه الشرب، اضافة الى برك الري الاصطناعية في مرج كفرمشكي، ونحن فخورون بأبناء البلدة المقيمين والمغتربين”.

بعد ذلك اطلع عربيد على مشروع الطاقة الشمسية في بلدة كفرمشكي.

ثم توجه والوفد المرافق إلى معمل “حدائق راشيا”، حيث كان في استقباله رئيس مجلس الادارة الصناعي فارس فايق ومديرة الانتاج ليندا فايق والسيدات العاملات في المعمل.

وقد رحب فايق بعربيد “الذي يحمل الهم الاقتصادي ويمثل قامة اقتصادية ووطنية بارزة”، فيما أكد عربيد أن “هذه المنتوجات الغذائية التي تتميز بجودتها وخصوصيتها في راشيا تشكل علامة فارقة”، ووجه الدعوة “للمشاركة في اكسبو دبي 2020 دون مقابل لعرض منتوجات المعمل وخلق الفرصة وتعزيز الانتاج”، معربا عن ايمانه ب”الجودة والمواصفات والمنافسة والتقنيات وبناء القدرات”.

كما زار عربيد قلعة الاستقلال في راشيا، رافقته المرشدة السياحية في القلعة وفاء زاكي التي شرحت له عن معالم القلعة واقسامها وصورها القديمة لا سيما تلك المتعلقة بمرحلة الانتداب الفرنسي. وعلى الفور أجرى عربيد اتصالا بوزير السياحة وليد نصار داعيا إياه الى “زيارة القلعة وإيلائها الاهتمام الذي تستحقه على الخارطة السياحية”.

وزار معصرة القضماني لصناعة دبس العنب، حيث كان في استقباله مديرها العام الصناعي بهاء القضماني، الذي تحدث عن “تاريخ راشيا في صناعة دبس العنب والتي تعد من تراث راشيا، شارحا آليات تطويرها وتحديثها، إضافة الى خصوصية عسل راشيا المميز”. ونوه عربيد بجودة الانتاج.

وتفقد عربيد الجمعية التعاونية الاستهلاكية في راشيا، حيث كان في استقباله عضو مجلس ادارتها كمال الساحلي الذي رافق عربيد في جولته في قضاء راشيا، وفريق عمل الجمعية الاستهلاكية.

وانتقل عربيد والوفد المرافق إلى مصانع جبل الشيخ لصناعة الصوبيات حيث كان في استقبالهم رئيس مجلس الادراة الشيخ جمال الدين أبو ابراهيم والشيخ فريد أبو ابراهيم ومدير الانتاج والتسويق ريدان محمود، وجرى عرض لأنواع المدافئ ومميزاتها، فشرح ابو ابراهيم تاريخ صناعة الصوبيات في راشيا وكيف تحولت هذه الحرفة الى صناعة متطورة وحديثة، لافتا إلى “قيام المصنع بتصدير عشرات آلاف المدافئ الى دول خارجية ومنها تركيا والاردن”. وحيا عربيد جهود القيمين على المصنع.

كما زار عربيد الى المنطقة المصنفة صناعية في ضهر الأحمر، حيث زار مصنع بلاستيك راما، وكان في استقباله رئيس مجلس الادارة المدير العام الصناعي فهد منذر والصناعي موفق منذر وعدد من الصناعيين.

وقال فهد منذر: “بنينا هذه المؤسسة في بلدتنا كي يعمل فيها ابناؤنا في هذه القرية والمنطقة، وكان يمكن ان نختار طريقا اسهل اقرب الى العاصمة بيروت ولكننا آثرنا ان نبقى بين اهلنا وفي منطقتنا كي نفيد شبابنا ونستفيد من هذه المؤسسةالتي انطلقت منذ العام 1990.. وكان الحلم ان يكون هناك منطقة صناعية في راشيا وتم اختيار هذه المنطقة في ضهر الاحمر بجهد الصناعيين وبمتابعة حثيثة وتسهيلات كبيرة من النائب وائل أبو فاعور الذي أولى الصناعة اهتماما كبيرا وفتح الطرقات الصعبة امامنا وتثبتت منطقة صناعية بمساحة مملوكة تزيد على المليون ومئتي ألف متر مربع ومساحة تقدر ب590 ألف متر مربع مشاع”.

وأعرب عربيد عن سعادته بوجود منطقة صناعية، مؤكدا “التواصل مع وزير الصناعة والجهات المعنية لايلاء هذه المنطقة الاهتمام اللازم”.

وتفقد عربيد جمعية “نجمة الصبح” في المحيدثة، حيث استقبله رئيس مجلس ادارتها رئيس بلدية المحيدثة المهندس مروان شروف والسيدات العاملات في الجمعية. وشرح شروف عمل الجمعية “وتخصصها في المواد الغذائية التي تصنع من المنتوجات الزراعية في البلدة وفي القرى المجاورة، والتي تعد من اجود المنتوجات الغذائية المصنعة دون مواد حافظة والغنية بتنوعها وجودتها ومنافستها في دول الخارج وفي السوق المحلية وفي كارفور”، وكشف عن “خط انتاج لتصنيع الحمص بالطحينة والباذنجان بالطحينة دون مواد حافظة، اضافة الى انواع من المربيات والمخللات ودبس الرمان والقمح المحمص والقصعين وماء الورد والزهر”.

وأشاد عربيد بعمل الجمعية وبنوعية منتجاتها، مذكرا بشعار “بتحب لبنان حب صناعتو”، ومؤكدا ان “مثل هذه التعاونية الانتاجية تشكل شريانا حيويا للقرى، فالريف اللبناني هو ملاذ آمن للصناعات الغذائية النظيفة والصحية”. ونوه بعمل سيدات التعاونية وبنظافة المعمل.

وعقد لقاء حواري موسع في قاعة اجتماعات اتحاد بلديات قلعة الاستقلال، فرحب أحمد ثابت بعربيد والحضور، ثم تحدث رئيس الاتحاد عصام الهادي، فقال: “شبعنا جميعا من الوعود من مسؤولين غير مسؤولين، ونحن اليوم نريد ان نسمع من الاستاذ شارل عربيد كلاما يثلج الصدور لا توصيفا لواقع كلنا نعلمه مع العلم المسبق ان الحلول ليست بين يديه، لكنه بعدما زار وعاين بأم العين ما تتمتع به هذه المنطقة وخاصة في مجال الزراعة والمصنوعات، يمكنه ان يمد يد العون للوصول الى ما نطمح له جميعا من اعادة تفعيل للحركة الاقتصادية”.

وعرض قائمقام راشيا دور القائمقامية في تفعيل التنمية، مركزا على توجهها لضخ مشاريع تعاونية منها تحديث معصرة بكيفا لتكون الى جانب المزارعين واقامة زرائب الماشية في المناطق الاميرية بعيدا من القرى وغيرها من المشاريع التي يعمل اتحادا البلديات على انجازها مع الجهات المانحة.

من جهته، عرض وهبي أبو فاعور باسم “آفاق” للمشاريع المقترحة “والتي من شأنها ان تساهم في الانماء وفرص العمل وتحريك الدورة الاقتصادية وتفعيل الطاقة البديلة، ومنها براد جمعية الرؤيا في كفرقوق ومعصرة الزيتون في بكيفا وتطوير تربية النحل وتجفيف الفواكه للمونة والتصدير وتنمية الزراعات الغذائية وتحديدا الحبوب، وصناعة الفخار، واستكمال انجاز مشاريع الصرف الصحي”.

ولفت الى “مشاريع قدمتها بعض الجمعيات ومنها زراعة الفطر والاستفادة من خدمات المشروع الاخضر الذي تقدمه UNDP، ومشروع ابعاد زرائب الماشية باتجاه الاراضي الاميرية حيث يتابعه قائمقام راشيا مع الجهات المعنية، وانشاء برك زراعية للري وتربية السمك، ومراكز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز حرمون، ومركزالمسنين في راشيا وفي ينطا، ولا بد من العودة الى تدريب السيدات على المنتوجات الغذائية بشكل محترف”.

ولفت عربيد إلى أن “المنتج الذي تريدون ان تستفيدوا منه يجب ان يسلك الطريق الصحيح، ونحن سنضع علاقاتنا وامكاناتنا وتواصلنا مع الجهات المعنية في خدمتكم من اجل تطوير الانتاج واعداد برامج المشاريع المطلوبة من الجهات المحلية التي تبني وتفكر وتنتج قدرات”.

وعن الطاقة البديلة، قال: “انتم تعيشون في بيئة نظيفة، وهناك افكار خلاقة كما لاحظت في بلدة كفرمشكي من خلال مشروع الطاقة البديلة الذي يؤمن الكهرباء 24/24، وايضا من خلال معامل المنتوجات الغذائية المميزة والتي تشكل علامة تجارية، والمطلوب ان نصل الى تعميم هذه الفكرة وخلق العلامة التجارية المتخصصة لهذه المنطقة او لأي مؤسسة منتجة، وهذا يمكن ان يسلك طريقه مع وزارة الصناعة او مع الجهات المانحة والمنظمات الدولية”.

وأشار إلى ان “هناك فرصة في إكسبو دبي 2020 لعرض المنتوجات وفتح الاسواق، ونحن جاهزون للمساعدة في هذا المجال من خلال تواصلنا مع غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان، ونحن على علاقة ممتازة معهم ومع الوزارات المعنية. والمميز ان الصناعات الغذائية تستفيد من ميزتها التفاضلية المعروفة والمنافسة، ونحن نملك الارض والتربة والخبرة والمهارة وحب العمل، والمطلوب الاستفادة من الخبرات والتقديمات والامكانيات المتوفرة”.