IMLebanon

فضل الله: لو تصدّينا لهم لكانوا اختبأوا!

رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “ما اقترفه المجرمون مجزرة دموية سيكون لها تداعياتها الكبيرة على صعد مختلفة، ونحن لم نعتد أن نترك دمنا على الأرض، ونعرف كيف نحمله وندافع عنه، وكيف نحوّل مظلومية قضيتنا إلى قضية منتصرة، ومن موقع المظلوم المعتدى عليه سنواجه هذا العدوان الإجرامي بما لا يدع هؤلاء ينغشون كثيراً بعنترياتهم وبخطابهم الاستفزازي الذي نسمعه في هذه الأيام بأنهم تمكنوا من قتل مشاركين في تحرك سلمي، وكل هذه العنتريات لأنهم يعلمون أن قرارنا عدم الانجرار وراءهم إلى حرب أهلية يخططون لها منذ زمن، وقرارنا هذا من موقع القوي المقتدر الذي يواجه أسياد هؤلاء، وقد هزم مشاريعهم، ولو كانوا لديهم قناعة أن يكون قرارنا التصدي لهم، لكانوا اختبأوا ولما تجرأوا أن يقوموا بهذا الفعل”.

وأكد فضل الله من بلدة ياطر الجنوبية، “أننا نظمنا تحركاً سليماً واتخذنا كل الاحتياطات لمنع أي مشكلة، ولم نكن لنقوم بهذا التحرك لو لم نؤمّن له الإجراءات المطلوبة، وقد حصلنا على تعهدات موثقة من الجيش بأن تدابيره مُحكمة، وحتى عندما وردت معلومات أن هناك مجموعات تتحرك في بعض الشوارع والأحياء، تمت مراجعة مخابرات الجيش، وكان الجواب أن كل الأمور تحت السيطرة، وأنه لا يوجد أي مؤشر إلى إمكانية حصول أي مشكلة، خصوصاً أن التحرك الأساسي تجنّب بعض النقاط الحساسة، وبالتالي نحن أخذنا التزامات من الجهة الرسمية الأمنية المكلفة بالقيام بما عليها القيام به”.

وشدد فضل الله على أننا وإخواننا في حركة أمل عندما نريد أن نحمي تظاهرة أو تحركاً نعرف كيف نحميهما، وكنا ننظم مسيرات بعشرات الآلاف ونحميها، ولكن لأنها منطقة مختلطة، ونتيجة طبيعة المكان، تركنا كل الأمور في عهدة القوى الأمنية الرسمية وليس فقط بكلام عام، وإنما بإجراءات محددة في كل طريق ومكان يمكن أن يحصل فيه مشكلة، وحصلنا على التزامات من الأجهزة الأمنية التي أبلغتنا أن كل شيء على ما يرام.

ولفت إلى أن هناك أسئلة مشروعة عند الناس حيال ما حصل، وحالة الغضب شديدة، وأنه لماذا عندما نضع أمننا بعهدة القوى الأمنية الرسمية يسقط لنا شهداء في الطريق، وهذا سؤال مشروع، وهذا ما نتابعه مع الأجهزة الأمنية التي عليها أن تلتفت أن هناك رأي عام اليوم تضعف ثقته بمثل هذه الإجراءات، لأن هذه الحادثة ليست الأولى، وهناك جمر تحت الرماد وهذا الجمر يلدع، وأول إجراء لمحاولة إطفائه، المسارعة إلى القبض على جميع المتورطين وأسماؤهم معروفة، وهناك من حرّض وخطط وقرر نشر المجموعات وأطلق النار، والمطلوب أيضاً محاسبة كل من له صلة أياً كان ومن أعلى مسؤول إلى أدنى عنصر.

وأكد فضل الله أننا لم نكن عاجزين عن توفير الحماية للناس الذين ذهبوا إلى هذا التحرك السلمي بقدراتنا الداخلية، وكل الناس معها سلاح، ولقد بذلنا جهداً كبيراً لسحب الناس من الشارع ومنعها من أخذ حقها بيدها، وهي قادرة على ذلك ولا أحد يستطيع الوقوف بوجه هذا الحق، وكنا نقول لهم أننا سنبقى نلجأ للقانون والدولة، ونضع الأمور في عهدة مؤسسات الدولة، لأننا أهل القانون، والمحاسبة تكون عبر الدولة، لا سيما وأننا لسنا أصحاب المنطق الثأري.

وأشار إلى أنه منذ أكثر من سنة تردنا معطيات حتى من أصدقاء هؤلاء المجرمين والقتلة، أنهم يحضّرون لفتنة وأعمال قتل وحرب أهلية، ويتباهون أمام السفارة الأميركية وسابقاً أمام السبهان، بأن لديهم تشكيلات وقوة عسكرية جاهزة لمواجهة المقاومة في لبنان، ويقوموا بالدور المطلوب منهم أميركياً ومن بعض دول الخليج، وكنا نحن نتجنب أي مشكلة كي نسقط مخططاتهم، بما فيها أي سجال إعلامي يقدموه لأسيادهم بأنه إنجاز في مواجهتنا، فهم يتقاضون بدلات مالية على تهجمهم، ولا ندري كم هي المبالغ التي تقاضوها على ارتكابهم هذه المجزرة.

وقال فضل الله إن هذه الجهة كان شعارها بأنها تحاول أن تنظّف صورتها، ولكن مثل هؤلاء لا يمكن أن ينظف، لأن صورتهم الإجراميه تغلب على أي صورة أخرى، ولكن بعد الذي حصل، أسقط كل شعاراتهم بأنهم تخلوا عن نزعتهم الحربية، وعن فكرهم التقسيمي إذا كان لديهم فكر، وعن مشروعهم للحرب الأهلية، فخطابهم الحقيقي هو القنص والقتل والعودة إلى الغيتو الذي فشل في السابق ولن يكون له مستقبل في لبنان الغد.

وأشار فضل الله إلى أن عنوان معركتهم هو الحصول على الأكثرية النيابية، وحتى هذا النوع من الإجرام ومن الخطاب المذهبي والطائفي، الهدف منه الحصول على شعبية، ويعتبرون أنهم بهذه الطريقة يشدّون عصب الناس إلى جانب مشروعهم بالحرب الأهلية، وهؤلاء يريدون الحصول على الأكثرية النيابية ليس من أجل تشكيل مجلس نيابي، بل لإعادة تشكيل المجلس الحربي لأنهم لا يجيدون إلاّ هذا العمل، ولأنهم لا يؤمنون بدولة المؤسسات والتعايش ووجود الآخرين، ولا يعرفون معنى حرية الرأي، وكل تحركاتهم في الشارع عبارة عن سباب وشتائم وضد الرأي الآخر فضلاً عن القتل والمجازر، وما ارتكبوه سيرتد عليهم بدءاً من استفاقة اللبنانيين على صورتهم الحقيقية التي أطاحت بكل محاولاتهم لتلميع وجوههم، وتبيّن لهم بأن هؤلاء لا يعرفون سوى ارتداء البدلة الحربية، ولا يعرفون العيش مع الآخرين في لبنان، وأيقظوا مواجع كل لبناني قتلوا أحباءه في الماضي، ويظنون أنهم يكسبون أصواتاً انتخابية تشبههم، لكن لن يستطيعوا حرفها، لأنهم اليوم بنظر غالبية اللبنانيين مجموعة من القتلة.