IMLebanon

وزير الزراعة: لبناء نظم قادرة على الصمود والاستدامة

ألقى وزير الزراعة عباس الحاج حسن كلمة لبنان في المؤتمر الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي المنعقد في اسطنبول، مؤكدا “بناء نظم غذائية ذات قدرة أكبر على الصمود والشمول والاستدامة”.

ولفت الى “أن من تداعيات كورونا والازمة الاقتصادية تعرض أكثر من 50% من سكان لبنان لخطر عدم الوصول إلى الحاجات الغذائية الاساسية”، وقال: “ان منظمة الفاو صنفت لبنان من بين 20 دولة مهددة بانعدام الأمن الغذائي عالميا”.

ودعا الى وجوب “جعل النظام الزراعي والغذائي محركا رئيسيا لضمان قدرة الاقتصاد اللبناني على الصمود وتحويله نحو اقتصاد منتج”

استهل الحاج حسن، كلمته مرحبا بالمشاركين ، وقال: “نلتقي اليوم بشكل استثنائي وفي ظروف استثنائية مر ويمر بها العالم، منذ ظهور جائحة كورونا وانتشارها وما تركته من تداعيات قتصادية واجتماعية كانت كبيرة ومؤثرة على المستويات العالمية والاقليمية والقطرية، وفرضت قضية الأمن الغذائي والتغذوي كقضية أساسية، ووضعت قطاع الزراعة والأغذية في موقع متقدم وفي قائمة الأولويات بعد الأمن الصحي.

وتقدم بـ”التهنئة لمناسبة تنظيم المؤتمر الوزاري الثامن لمنظمة التعاون الاسلامي بشأن الأمن الغذائي والتنمية الزراعية الذي نعول على نتائجه”.

وقال: “أحييكم من لبنان الذي زادت تداعيات كورونا على ازمته الاقتصادية معرضة أكثر من 50 % من سكان لبنان لخطر عدم الوصول إلى الاحتياجات الغذائية الاساسية وارتفعت معدلات الفقر والبطالة بشكل حاد بسبب التباطؤ الاقتصادي الكبير، وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية بنسبة 78 في المائة علما ان لبنان يستورد نحو 85 في المائة من استهالكه للقمح. كل ذلك ادى الى تصنيف بلدنا أخيرا من بين 20 دولة مهددة بانعدام الأمن الغذائي عالميا وفق التقرير الذي صدر أخيرا عن منظمة الفاو.

واذ نعرض هذه الوقائع نؤكد سعينا الحثيث لتأمين سهولة حصول جميع الناس على غذاء كاف يقيهم من الجوع وسوء التغذية بشكل مستدام. وقد انعكس ذلك في الاستراتيجية الوطنية للزراعة في لبنان 2020-2025 التي اطلقنا العمل بها منتصف العام 2020 وتهدف الى جعل النظام الزراعي والغذائي مساهما اساسيا في تحقيق الأمن الغذائي، ومحركا رئيسيا لضمان قدرة الاقتصاد اللبناني على الصمود وتحويله نحو اقتصاد منتج. وهي تعكس اولويات القطاع الزراعي والغذائي في لبنان من خلال خمسة محاور وعلى رأسها تأمين ديمومة سبل عيش صغار المزارعين والمنتجين الذين تشكل الزراعة والغذاء مورد رزقهم الأساسي. وهنا لا بد لي من التأكيد على أهمية جدولة الاولويات للاستجابة لهذه التداعيات ولبناء نظم غذائية ذات قدرة اكبر على الصمود والشمول والاستدامة”.

وتابع: “نحن على يقين ان قطاع الزراعة والأغذية هو اليوم بأشد الحاجة الى تعزيز قدرته على الصمود والإستدامة كي يتمكن من مواجهة التحدي القائم في تلبية الاحتياجات الغذائية والتغذوية للجميع وبشكل مستدام. وهذا يستدعي تحول استراتيجي في سياسات واستراتيجيات الأمن الغذائي ونظم الزراعة والأغذية في دولنا جميعا. فمنطقتنا مثلا ما زالت تعتمد بشكل كبير على استيراد السلع الغذائية، وتعاني أصلا من ندرة المياه والجفاف والتصحر ومن تأثيرات تغييرات المناخ على الزراعة والغذاء والموارد الطبيعية، يضاف اليها عدم الاستقرار الأمني والحروب والنزوح وما تسببت به من فقر وعوز.

وعليه لا بد ان تركز استراتيجياتنا وتوجهاتنا الجديدة على ابتكار الحلول المناسبة لهذه المشاكل والتحديات. ونتطلع الى مقررات هذا المؤتمر لرسم اطار العمل المشترك الذي سيحدد المجالات ذات الأولوية للمرحلة القادمة. ومنها:

اولا: تحقيق التوازن بين ما نستورده وما ننتجه محليا

ثانيا: التوجه نحو تعزيز المنتجات الغذائية المحلية والتقليدية. مع التركيز على الجودة والنوعية والقيمة التغذوية ومراقبة النوعية والتوجه نحو انماط الغذاء الصحي.

ثالثا: توسيع شبكات الأمان الاجتماعي وتطوير نظام الحماية الاجتماعية فهو الحل الأمثل لتأمين الأمن الغذائي والتغذوي. وليشمل جميع الفئات الأكثر حاجة كأولوية لتتمكن من الحصول على الغذاء الصحي ولمنع حصول نقص التغذية والأمراض المرافقة لها لا سيما في ظل جائحة كورونا.

رابعا: الاستمرار بتأمين الدعم للمزارعين ومنتجي الغذاء، لا يمكن ان يستمر القطاع الزراعي والغذائي ويتطور من دون دعم وحوافز، والتوجه نحو دعم انتاج المدخلات الزراعية محليا مثل انتاج الشتول والعلف والأسمدة العضوية للحد من فاتورة استيرادها.

خامسا: تكثيف برامج الارشاد والخدمات لمجموعات المزارعين للحفاظ على ربحية الاستثمار الزراعي من خلال تطبيق الممارسات الزراعية الجيدة التي تعتمد على مدخلات اقل من الأسمدة والمبيدات وتنافسية اعلى وتخفيض كلفة الإنتاج والمدخلات المستوردة.

سادسا: التركيز على سلاسل انتاج ذات قيمة مضافة وقدرة على التصدير.

سابعاً: العودة الى أنماط الغذاء الصحي والانظمة الغذائية التقليدية.

ثامنا : تطوير آليات حوكمة جديدة وتضافر الجهود بين جميع المعنيين”.

وختم الوزير الحاج حسن كلمته بتأكيد “الجهود الكبيرة والتقدم الملموس الذي تحرزه هذه المنظمة الموقرة ونتطلع بجهود جميع الاعضاء الى مستقبل كريم لشعوب المنطقة”.