IMLebanon

المرتضى: إقالة وزير أو استقالته لن تغيّرا شيئًا!

أعلن وزير الثقافة محمد وسام المرتضى انه “لم يصدر عن الدولة اللبنانية أي موقف عدائي تجاه المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج”، سائلا:”أين السبب الوجيه والمقنع الذي يبرر التحامل عليها و”تفجير” هذه الأزمة في وجهها، وتحميلها وزرها وتداعياتها، وهي التي جاهرت من خلال البيان الوزاري الأخير لحكومتها بنيتها السعي إلى تعزيز علاقات لبنان مع الدول العربية الشقيقة والإصرار على التمسك بها والمحافظة عليها”.

وأضاف المرتضى: “إن جميع المعطيات الجدية تفيد بأن هذه الأزمة ليست في عمقها إلا رد فعل تجاه تطورات في الإقليم لها ارتداداتها وتداعياتها الاستراتيجية الكبرى. فإن تعثر المفاوضات الإقليمية، أوجد نظرية وجيهة ومسندة تشير إلى أن السعي في الشهر المنصرم كان منصبا على افتعال أزمة كبرى في لبنان تمهيدا للتفاوض على أساسها وللمقايضة بينها وبين أزمة قائمة في مكان آخر”.

واشار الى انّ “الأزمة ليست نتاج تصريح صدر في وقت سابق لتشكيل الحكومة، وهي كانت ستقع في كل الأحوال حتى ولو لم يصدر هذا التصريح عن صاحبه أو يخرج إلى حيز العلن، وقد أضحى من المسلم فيه أن إقالة وزير أو استقالته لن يغيرا في الأمر شيئا، وثمة شبهة قائمة بقوة تشي بأن المطلوب هو “استفحال أزمة” وليس “حلها”؛ ما يدفع إلى التساؤل: ما دام الأمر على هذا النحو فلماذا الاستمرار تلميحا وتصريحا في حض وزير على الاستقالة؟ ولماذا التلويح أحيانا بأنه يجري راهنا تدارس أمر إقالته أو استقالة رئيس الحكومة أو استقالة بعض الوزراء؟ أوليس واضحا أن كل هذه المواقف لن تجدي نفعا وأن الأزمة الأخيرة المفتعلة لن تتلاشى إلا متى أدرك مفتعلوها أنها في غير محلها ولن تفضي الا الى تشنج وسلبية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه الى التفاعل ايجابيا مع كل ما يعترينا على أمل التعافي والإنطلاق الى واقع افضل؟”.

وعن رأيه بالموقف الأمثل الذي يقتضي أن تتخذه الدولة اللبنانية حيال هذه الأزمة، قال المرتضى: “إن حساسية المسألة ودقة الوضع والمسؤولية الوطنية والحرص على الأخوة العربية يفرضان على الدولة اللبنانية مقاربة الأزمة بطريقة مبدئية لا مساومة فيها ولا مناورات، بل مواءمة بين أمرين لا تنافر بينهما:

1 – سيادة لبنان وعزته وكرامته وما يترتب على ذلك من رفض قاطع لكل محاولات استصغاره وفرض الإملاءات عليه.

2 – النية الصادقة لدى الدولة اللبنانية بترتيب أمتن العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، والتطلع إلى إصلاح ذات البين بين الأخوة العرب”.

الى ذلك، توجه المرتضى بكلمة الى للبنانيين والأشقاء العرب”: “إن واقع العرب، واللبنانيون منهم، يستدعي الركون من جديد إلى الترفع والشهامة والكبر في المواقف والالتزام بقاعدة “ولا تزر وازرة وزر أخرى” والى الحوار فهذا ما يرأب الصدع العربي ويوقف النزف، كما يستدعي استحضار واستلهام ما قاله الشاعر “المقنع الكندي” في قصيدته “الدالية”:

وإن الذي بيني وبين بني أبي         وبين بني عمي لمختلف جدا
فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم     وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
وإن قطعوا مني الأواصر ضلة       وصلت لهم مني المحبة والودا
ولا أحمل الحقد القديم عليهم         وليس كريم القوم من يحمل الحقدا
وإني لعبد الضيف ما دام نازلا       وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا
ونحن في لبنان “نتنفس” حوارا وحرية… لا نحمل الحقد… ولا نكن للأشقاء العرب إلا المحبة والود…. لكن لا شيم لنا تشبه العبد!