IMLebanon

قبلان يهاجم الإعلام: “لوبي” يبيع الهواء لمن يدفع أكثر

أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “أهل البيت حذروا مرارا وتكرارا من خطورة ظلم الفكرة والمفهوم والسلطة والثروة والقضاء والتبعية والسكوت والجحود وغير ذلك”، مشيرا إلى أن “هذا ما يشكو منه وطننا بشدة، ويكاد يدفع به وبناسه نحو كارثة غير مسبوقة، ولذلك أتوجه بالقول للقوى السياسية والسلطة الغافلة، بأن الإنسان أكبر مقدسات الله، وهو يتعرض في هذا البلد لعملية إبادة شاملة عن طريق عاصفة تجويع وترويع غير واضحة النهاية، فيما دولتنا العتيدة غير موجودة لا بل متهربة، وتتعامل مع قضايا الوجع والجوع والانهيارات دون مسؤولية أو اهتمام، وسط شعب بمعظمه يلفظ أنفاسه، وهذا ما لا يقبله عقل أو دين أو أي منطق إنساني، ما يحتم علينا المواجهة بكل ما أعطانا الله من قوة، لأن الوطن إنما يكون وطنا بإنسانه وعدالته الاجتماعية والحقوقية، وليس بالمراكز والمناصب السياسية. وعليه، في سياق ضرورة حماية البلد والناس لا يمكن للسلطة وأزلامها ومتنفذيها التلاعب بالرسوم والتكاليف المالية الحكومية أو بالدولار الجمركي من دون وجود ضمانات فعلية تمنع خطورة الأزمة التي تجتاح الناس”.

واعتبر أن “قصة البطاقة التمويلية أصبحت كقصة الأفعى الوديعة، والبلد مرتهن لدولار الخارج وللعبة التمويل الانتخابية والمشاريع المفخخة، بوجود لاعب مأجور على طريقة التموضع الانتخابي والارتزاق السياسي، والأخطر هناك لوبي إعلامي يبيع هواء البلد لمن يدفع أكثر، وهم يدعون السيادية وحرية الرأي والكلمة والمواطنية، وهم أشد الناس مرارة وسوداوية في طائفيتهم وعقولهم البائدة، رغم أن البلد يسقط عموديا، بل لم يمر في تاريخ لبنان كارثة أخطر وأمر مما نحن فيه”.

وفي ما يتعلق بالأزمة القضائية قال: “فتشوا عن السياسة، ولمجلس القضاء الفاسد الأعلى والهيئة العامة لمحكمة التمييز أقول أيضا كلمة “أفظع ما في الحياة ظلم القضاة”، وأخطر الظلم ظلم قاض يرى الوطن زواريب أو طائفة أو تبعية سياسية أو صفقة لما وراء جدران الوطن، والأخطر منه عندما تسقط ثقة المواطن به وبضميره الإنساني”.

وأضاف: “في خصوص الأزمة الخليجية: المنطقة على فوهة بركان بسبب تعسر ولادة شرق أوسط جديد، أراده الأميركي ملعبا لتل أبيب ومصالحها، لذلك النصيحة لوجه الله: إن ثمن إطفاء النيران أقل بكثير من ثمن الحرائق، واذكروا قول الله سبحانه وتعالى (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)”.

ووجه كلمة أخيرة إلى  واشنطن وحلفها الدولي الإقليمي قائلا: “إذا كنتم تظنون أن لغة الحصار والخنق وزيادة الأعباء وخاصة بحاجات الناس – ولا شك إنه أسلوب غير أخلاقي – يمكن أن يحقق الأهداف السياسية لاختطاف لبنان، فاعلموا أن هذا خطأ تاريخي جديد في صفحات تاريخكم الأسود في المنطقة، فلبنان قبل الحصار وبعده لن يكون إلا لأهله، مسلمين ومسيحيين، وما يمر به لبنان مجرد قطوع مر إلا أنه ضرورة لتحريره ومؤسساته من هيمنتكم. ومن يعتقد أن من يزرع في أرضنا الحصار كي يحصد الاستسلام فهو واهم، فالدول الحرة تعيش بصبرها ووعيها، ومن صبر ظفر، إن شاء الله تعالى”.