IMLebanon

الأمم المتحدة: لا نريد أخذ دور الدولة أو الحكومة اللبنانية

زارت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في لبنان ومنسقة الشؤون الإنسانية الدكتورة نجاة رشدي، على رأس وفد ضم: ممثلة منظمة الصحة العالمية في لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي، مدير برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة عبدالله الوردات، ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في لبنان بالإنابة إيتي هيغينز ونائبة رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هيلينا مازارو ومسؤولين أمميين من ذوي الاختصاص، مركز الرعاية الصحية التابع لجمعية الوعي والمواساة الخيرية في مركزها الرئيسي في بلدة كترمايا.

وعقدت رشدي في مستهل زيارتها لقاء في الجمعية، حضره المدير التنفيذي في الجمعية محمد يحيى ومدير المركز الصحي مصعب الخير سعيد و منسقة العلاقات العامة نجوى سعيد وعضو مجلس الإدارة فادي بصبوص، حيث إستمعت من يحي الى شرح مفصل عن الجمعية ومراكزها الموجودة في كترمايا وعكار وصيدا وعرسال، لافتا الى “أن برامج عمل الجمعية متنوعة وهي: قطاع الرعاية الصحية الذي يتضمن مركز الرعاية الصحية الاولية، الحملات والمساعدات الطبية وغيرها، فضلا عن برنامج الرعاية الاجتماعية الذي يتضمن كفالات للطلاب والأسر على الصعد كافة، من مساعدات عينية وصحية وتربوية”، مشيرا إلى “أن الجمعية تعمل على ثلاث برامج تعليمية: برنامج ما قبل السن الدراسي اي قبل عمر ست سنوات ( للسوريين) ومشروع محو الامية ومشروع تقوية للطلاب في المواد العلمية وبرنامج التدريب المهني المرخص منذ عام 2004 ، والذي يقدم دورات معجلة مثل الخياطة والنجارة والكهرباء وتكييف وتدريب، وغيرها من المهن التي تساعد الأشخاص على بناء مستقبل عملي”.

وأوضح يحيى أنه “جرى التعاون مع اليونيسيف، وحاليا مع الـ UNDP، حيث شارك في أول مشروع 130 طالبا، وفي نهاية المشروع حصل 33 طالبا على ماكينة خياطة ومستلزماتها والمشروع مستمر”.

وشرح أيضا للمشاريع الإنسانية والإغاثة التي تقوم بها الجمعية، لافتا إلى مشاركة الجمعية في عمليات الاغاثة في انفجار مرفأ بيروت، معلنا عن افتتاح حديقة عامة وترميم للمنازل في برج حمود في بيروت.

وتناول يحيى مشاريع تمكين المرأة من خلال مشاريع التنمية البشرية ومشاريع الدعم النفسي للأطفال مع منظمات دولية”. كما شكر للضيوف “مساهمتهم الكريمة في خلال الثلاثة اشهر الماضية في تأمين كمية من المازوت لزوم تأمين الكهرباء للمركز”.

سعيد

ثم عرض مصعب سعيد لبرامج وانجازات المركز الصحي، الذي يقدم خدماته من خلال أطباء وفريق طبي كفوء، مشيرا الى أنه في العام 2018  تم  إبرام عقد مع وزارة الصحة العامة، ليكون المركز مركزا للرعاية الصحية الاولية، ومنذ ذلك الوقت يقدم المركز الرعاية الصحية، وأصبح اليوم من المراكز النشيطة على الأصعدة كافة، حيث يقدم خدمات لحوالي 4000 خدمة طبية شهريا.

وأكد أن الاطباء في المركز من الاختصاصات كافة، فضلا عن عيادة طب الأسنان التي تقدم حوالي 3000 خدمة خلال السنة، بالإضافة الى التصوير الصوتي الشبه مجاني وتقديم العلاجات والادوية المزمنة ومختبر لسحب الدم.

اما بالنسبة للخدمات الخارجية للمركز الصحي فهي عبارة عن مشروع الزيارات المنزلية الذي يستهدف ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والوقوف عند أوضاعهم واحتياجاتهم الصحية والنفسية.

ولفت سعيد الى “ان المركز الصحي في صدد تأسيس قسم للصحة النفسية بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، فضلا عن التحضير لإطلاق قسم الصحة المدرسية”.

رشدي

بعدها قامت رشدي بجولة في أقسام الجمعية وشملت المركز الصحي والإداري  والثقافي والاعداد والتوجيه ومركز الصحة النفسية والمشغل المهني ومشغل صناعة البطانيات وعيادات طب الاسنان والعيادات الأخرى، والتقت العاملين والعاملات في المشاغل واطلعت منهم على طريقة العمل والتصنيع، وأبدت إعجابها الكبير بالجمعية وتقديماتها ومستوى خدماتها.

وفي ختام الجولة، قالت رشدي في تصريح: “ان الخدمات المقدمة من قبل الجمعية تنم عن مهنية عالية من خلال أشخاص وضعوا كل طاقتهم للمساعدة وتقديم الخدمات المتنوعة، وهم يلعبون دورا مهما، ليس فقط على صعيد المنطقة، بل في كل المناطق المجاورة، وينقذون ارواحا، حيث لديهم كل التحضيرات لمستقبل البلد، لأنهم يستثمرون بالتعليم، وقد كان لنا لقاء مع  النسوة اللواتي تعلمن حرفة تجعلهن قادرات على إنماء مجتمعاتهن”.

مستشفى سبلين

بعدها انتقلت رشدي والوفد المرافق، الى مستشفى سبيلن الحكومي، وعقدت لقاء مع مدير المستشفى الدكتور ربيع سيف الدين، حضره رئيس بلدية سبلين محمد أحمد يونس ومديرة التمريض لينا بلوز ومسؤول الإدارة سمير أبو ضاهر ومسؤول شؤون الموظفين علي البقيلي ورئيس لجنة الأطباء في المستشفى الدكتور بلال ترو.

سيف الدين

ثم رحب مدير المستشفى الدكتور سيف الدين، بالوفد باسم إدارة المستشفى، مثمنا ما تقدمه الأمم المتحدة للمستشفيات الحكومية وللبنان في ظل الأزمة القاسية التي يمر  بها.

وعرض لتقديمات الامم المتحدة للمستشفى، سواء لجهة مادة المازوت، او بخصوص المعدات والتجهيزات الطبية والتقديمات للطاقم الطبي منذ بداية جائحة كورونا والأزمة الإقتصادية حتى الان .

وفند النواقص في المستشفى، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية وقال:”رأسمالنا هو بالدرجة الأولى الموظفين والممرضين، فضلا عن المسألة المادية، ونحن لدينا نقص في الممرضين، لاسيما بعد إعادة افتتاح قسم كورونا مجددا، حيث اعدنا تأهيله، واضطررنا إلى تقليص بعض الاقسام بسبب نقص التمريض، من أجل إعادة افتتاح قسم كوفيد، ففي الفترة السابقة كان لدينا 40 سريرا في القسم، وقدمنا لقرى الإقليم والجوار ولكل للبنان العناية الطبية، لم نميز بين منطقة واخرى، فقد كان 50 في المائة من مرضانا من خارج الإقليم”.

أضاف: “ان الوضع الاقتصادي صعب، ونحن في حاجة لدعم من أجل استمرارية الموظفين، أما بالنسبة للمعدات فنأمل أن تستمروا في مساعدتنا ومساعدة المستشفيات الحكومية  لتستمر. لدينا نقص معدات في الأقسام ” مونيترز، أسرة جديدة،  ومستلزمات اخرى”، نأمل مساعدتنا بأسرع وقت، مع الشكر، وانتم لم تقصروا”.

وشكر سيف الدين وزارة الصحة العامة ومساندتها للمستشفيات الحكومية وعدم التقصير في الكثير من الأمور .

أبو ضاهر

وتحدث مسؤول الإدارة سمير ابو ضاهر، فأشار الى “ان كل المؤسسات تطلب منا “فريش” دولار والجهات الضامنة لدينا كوزارة صحة او ضمان اجتماعي، تؤجل الدفع، ونحن كمستشفى حكومي نجد صعوبة في طلب فروقات من المرضى، لاتنا مستشفى حكومي”.

أضاف: “في العام 2019 وصل عدد المرضى إلى 12 ألف مريض، وانخفض خلال جائحة كورونا وانعكس سلبا علينا وعلى ايراداتنا، وكل المدخرات المالية التي كانت موجودة في المستشفى حوالي 6 مليون دولار، استهلكت، من خلال توقيف أقسام استشفائية، وقسم العمليات مع بداية جائحة كورونا وافتتاح قسم  كورونا”.

وتابع: “عندما تقدم مستشفى سبلين 700 لقاح في اليوم خلال الماراثون، بينما مستشفى بيروت الحكومي الجامعي تقدم 2000 لقاح، فهذا يعني أن ما نقدمه رقم كبير جدا . نحن سباقون لنكون مع وزارة الصحة للوقوف إلى جانب أهلنا في تقديم الطبابة، ولكن للأسف مدخراتنا وصلت إلى نقطة الصفر”.

وقال: “ان دعم المازوت من قبلكم جاء في الوقت المناسب ،لأننا  في شهر أيار،  وصلنا إلى الاقفال قسريا لمدة 15 يوما واقتصر عملنا على استقبال الحالات الطارئة، لأنه لم يكن لدينا لا اوكسجين ولا مازوت، كما أن “السكانر” تعطل. المازوت الذي قدمتموه، وفرعلينا الكثير”.

رشدي

ثم قامت رشدي بجولة في المستشفى، وقالت في ختامها: “قمنا اليوم بجولة على مراكز للرعاية الصحية، ومستشفى سبلين،  وشاهدنا بأم العين الوضع فيما يخص الخدمات الصحية والاجتماعية، وكيفية الوضع الاقتصادي وتأثيراته على الظروف المعيشية، سواء فيما يخص النازحين واللاجئين وما يخص اللبنانيين”.

أضافت: “لقد تأثرنا كثيرا عندما سمعنا ان حاجات اللبنانيين زادت بنسبة أكثر من 40 في المائة، وهذا أمر محزن جدا. وتحدثنا خلال اللقاء عن دعم الأمم المتحدة وما تقدمه للمراكز الصحية ودعم التعليم ولمجموعة من النساء، وقد لمسنا خلال هذه الزيارة أشياء جميلة جدا  في احد المشاغل بالخشب في جمعية الوعي  وطريقة التصنيع، مما يظهر مدى التضامن والإنسانية، على الرغم من الظروف الصعبة والتحديات، حيث لم يتخل احد عن الخدمات او عن دعم الناس، وما من أحد تخلى أيضا عن واجبه، سواء كان طبيبا او ممرضا او مديرا او كمنشط اجتماعي، وهذا من بذور الأمل ان هناك مجالا للتعافي”.

وأوضحت “ان دور الأمم المتحدة في دعم كل ما هو يتعلق بالطوارئ، لا يعني اننا نريد ان نأخذ دور الدولة او الحكومة والبلديات، نحن دورنا للدعم”، مشيرة الى “ان المساعدات الإنسانية الطارئة لا يمكن ان تكون الحل”، معتبرة انها “حلول قصيرة المدى، حيث لا تحل مشكلة المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ولا مشكلة العمل”.

ودعت الى “خطة تعاف اقتصادي ومالي واجتماعي في لبنان، ويكون هو الحل الوحيد، ويخرج من الطوارئ وخطط الإغاثة”.

وردا على سؤال قالت: “في البداية كانت المساعدات تخص النازحين واللاجئين . لكن في العام الماضي بدأنا بمجموعة برامج مخصصة للبنانيين، وضمن الأولويات، وشددت على كثرة الحاجات.

وفي موضوع مادة المازوت كشفت رشدي عن انه تم توزيع 7.7 مليون ليتر مازوت في لبنان، وشملت 250 مركزا صحيا ومستشفى و360 مركز مياه، وأشارت الى انه “تمت المباشرة بتوزيع المازوت في شهر سبتمبر( أيلول ) الماضي”، مؤكدة انها “مساعدات استثنائية، لأنه ليس من عمل الأمم المتحدة توزيع المازوت”. وشكرت الجهات المانحة والبرنامج العالمي للأغذية ومكتب منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والشراكة مع عدد من الجمعيات، فهم من يعرف الحاجات”.

وأشارت الى انه “تم ابلاغ الحكومة اللبنانية والوزارات ان الأمم المتحدة ستوقف توزيع المازوت على مراكز المياه الشهر المقبل وعلى مراكز الصحة والمستشفيات في شهر آذار المقبل”.

وشددت على “أهمية إيجاد حلول بديلة ومستدامة في لبنان للخروج من ازماته”، وتمنت النجاح ل”مشروع الكهرباء من الأردن والغاز من مصر”، ولفتت الى الاستمرار في المساعدات”.

بعدها قامت رشدي بالاشراف على تسليم كمية المازوت من صهريج مخصص، تم تفريغه في خزانات المستشفى .

واختتمت زيارتها لبلدة برجا، حيث سلمت بئر منطقة السنترال كمية من المازوت أيضا، في حضور رئيس البلدية الدكتور ريمون حمية وشخصيات .