IMLebanon

عودة: نأمل ألا تستغل الدولة مواطنيها وتفرض الضرائب

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، قداس في الذكرى الأولى لكاهن رعية القديس نيقولاوس الأرشمندريت ألكسي، في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

وسأل، في عظته بعد الإنجيل: “لماذا يتقاتل الإخوة أبناء الوطن الواحد؟ من أجل من؟ هل أي من زعماء هذه الأرض قدم نفسه ذبيحة خلاصية؟ وإذا كان كذلك فلماذا لم يخلص بلدنا وشعبه بعد؟ إنه لأمر مستغرب ومستهجن جدا، مجبول بألم شديد، أن نسمع يوميا مسؤولين يتكلمون ويدافعون بحماس كبير لا حد له عن أوضاع بلادي وإنسان بلادي المذلول. لكنهم يكتفون بالكلام وكأني بهم، كما يقول النبي، “لهم أفواه ولا تتكلم، لهم أعين ولا تبصر، لهم آذان ولا تسمع” (مز115: 5 – 7) أي زعيم يعمل بما يعلم؟ ألا يخرجون جميعا، كل يوم، برأي مغاير عما تفوهوا به قبلا؟ ألا تناقض أعمالهم وتصرفاتهم ما ينادون به ويبشرون؟ فلماذا إذا ينقسم الشعب ساعيا وراء أناس لا يهتمون إلا بمصالحهم ومراكزهم وارتباطاتهم وجيوبهم، غير آبهين بتأوهات الشعب وبما يثقل كاهل المواطن”.

وتابع: “في الأسبوع المنصرم غطى الثلج جبال لبنان وقراه. وعوض أن يكون هطول المطر والثلج نعمة في بلد يشكو الجفاف وقلة المياه، جاء نقمة على اللبنانيين العاجزين عن تأمين الطعام والدواء، المفتقرين إلى وسائل التدفئة والوقاية من موجات الصقيع وتدني الحرارة على الساحل، فكيف بالمرتفعات، مع انقطاع الكهرباء وغلاء المحروقات، وغياب الدولة عن المساعدة. أما التجار وبعض فاقدي الضمير فيستغلون حاجة الناس من أجل جني الأرباح دون أي عقاب. هنا لا بد من تذكير الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها، وضرورة منع كل استغلال لهم. وبما أن مجلس الوزراء يناقش الموازنة، أملنا ألا تستغل الدولة أيضا مواطنيها وتفرض عليهم الرسوم والضرائب فيما نحن نمر بأوقات عصيبة بالكاد يستطيع المواطن فيها تأمين بقائه على قيد الحياة”.

وختم: “دعوتنا اليوم، إلى جميع المسؤولين، أن اعملوا مثل زكا، تعرفوا على الرب، دعوه يعلمكم كيف تحبون، وكيف تعطفون على المساكين والأيتام والأرامل والفقراء والمرضى، كيف تضحون من أجل الآخر وكيف تساوون أنفسكم بالمواطنين عوض التكبر عليهم واستعبادهم واستغلالهم، عندئذ ستفعلون عكس ما أنتم مرتكبون الآن، عندئذ ستصبحون مسؤولين حقيقيين”.