IMLebanon

الشيخ أبي المنى جال على عدد من قرى راشيا

أقامت طائفة الموحدين الدروز وبلدة كفرقوق في قضاء راشيا موقفا تأبينيا مهيبا للشيخ “أبو وليد” سعيد عربي في قاعة كفرقوق العامة، بمشاركة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابو المنى الذي حضر على رأس وفد روحي واجتماعي كبير، تقدمه المشايخ: ابو زين الدين حسن غنام وابو نعيم محمد حلاوي وماجد ابو سعد،، وقاضي المذهب الدرزي الشيخ غاندي مكارم، ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي الشيخ عماد فرج واعضاء من المجلس ومن الهيئة الاستشارية لمشيخة العقل. وكذلك حضر موقف التأبين عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور ممثلا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط.

وتحدث النائب وائل أبو فاعور قائلا: “بأسف شديد ولكن برضى وتسليم نقف في وداع الشيخ أبو وليد سعيد عربي الذي بعرفي الشخصي ارى فيه فقيد هذه المنطقة، ومرد ذلك لا يعود إلى عامل العاطفة فحسب وهو من اصحاب الفضل الشخصي علي كما على الكثيرين من أبناء هذه المنطقة ومن غيرها في محبته وحرصه وعاطفته وفي سعيه، ولا الى العمر وقد نال منه ما نال وعندما بغتته تلك النعمة التي اصيب بها بقي صابرا راضيا مسلما وكنا نزوره دائما وبسمة الرضا على وجهه. وفي عرف أهل التوحيد فإن الطاعة هي العبادة وان الرضا والتسليم منزلة لمن بلغها، فكان الشيخ أبو وليد من اهل الخير والدين بمعناه الاخلاقي الواسع ومن أهل الاخلاق والسعي الى الخير والاصلاح بين الناس وهو مسلك الغايات النبيلة والشريفة”.

وتوجه الى الشيخ ابي المنى قائلا: “سماحة الشيخ تشرفون اليوم انتم والمشايخ من جبل لبنان، هذا الجبل الذي نحن وإياه مآل ومصير وموقف وموقع واحد، تظلله عباءة المشايخ وعباءة سماحتكم وقيادة وليد جنبلاط الحكيمة التي يسعى البعض بغير طائل الى إعادة الفصل بين هذه المنطقة وبين جبل لبنان، تشرفون اليوم وفي تشريفكم عزاء كبير لنا وانت صاحب الكلمة الجامعة والموقف التوحيدي الجامع على مستوى المجلس المذهبي وعلى مستوى الوطن. وكم كانت رسالتكم بليغة الدلالة والمعاني عندما اتصلت بسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لكي تؤكد على الشراكة الوطنية المشتركة بين كل ابناء هذا الوطن”.

وختم: “الرحمة للشيخ الجليل الذي قضى عمره في خدمة مجتمعه والتعزية لاهلنا في كفرقوق على ما خسروه في الاسبوع الماضي سواء الأخ المرحوم الشيخ مصطفى عربي، أو الشيخ عاطف الشعار، او المربي الفاضل رجل الخير والعلم والتربية الاستاذ كمال عربي، فالتعزية لكم جميعا والتعزية بحضوركم سماحة الشيخ وحضور هذا الطيف الواسع”.

وقال الشيخ ابي المنى: “الشيخ أبو وليد سعيد عربي واحد من أولئك الرجال النخبة القلة في مجتمعهم، تخسره طائفة الموحدين الدروز، وتخسره عاليه والجبل كما خسرته كفرقوق وخسره وادي التيم وجبل الشيخ، ويخسره الوطن والمجتمع اللبناني وجها معروفيا موحدا، وقامة اجتماعية وإنسانية شامخة، ويدا سخية معطاء، وبيتا مضيافا يتسع لجميع الأهل والإخوان والأصدقاء والمحبين. الشيخ أبو وليد كما عرفناه وعرفه الجميع كان إنسانا مندفعا لخدمة الناس، منكبا على قضاء حاجاتهم دون تذمر، مواضبا على السير في دروب مسلك التوحيد، عاملا بإخلاص من أجل الصلح والصالح العام وإرساء روح الأخوة والمحبة بين الناس جميعا، مسارعا إلى رأب الصدع أينما وجد، بحكمته وعاطفته وصدق نواياه وإرادته الصلبة”.

وتابع: “وما المشهد اليوم في كفرقوق بحضور المشايخ الأجلاء والفاعليات المقدرة والشخصيات الكريمة وأهالي كفرقوق جميعهم، سوى تعبير عن وفاء وتقدير لرجل أعطى كفرقوق من قلبه وساهم مساهمة الكبار في هذه المنطقة التيمية الغالية، كما في كل المناطق التي أحبها وأحبته، ونحن إذ نقف إلى جانب عائلته الكريمة وكل العائلات التي فقدت عزيزا غاليا وجميع عائلات كفرقوق الموحدة والموحدة، فإنما في ذلك رسالة أردناها في تأدية الواجب مع الأهل والأخوة على امتداد وجودنا، وفي تكريم من أكرمنا بعطائه، وفي التأكيد على وحدة المصاب ووحدة الشعور ووحدة الموقف، وعلى ميزة التماسك الاجتماعي التي تميزت بها هذه الطائفة المعروفية الإسلامية التوحيدية، هذه الميزة التي نأبى أن نتخلى عنها، تماما كما لا نتخلى عن وحدتنا الوطنية والإنسانية. ولذا نحن في كفرقوق لنذرف في ذكرى المرحوم الشيخ أبي وليد سعيد عربي العبرة ونستمد العبرة منه ومن المشايخ والأهالي الشرفاء والأتقياء والمناضلين المتمسكين بأرضهم وتاريخهم ووطنهم، نستمد منهم العزم والأمل والثقة والإيمان، كيف لا؟ وهنا في كفرقوق تاريخ حافل بالرجولة والوداعة والتقوى والكرم والإقدام، وهنا في كفرقوق خلوة المرحوم الشيخ أبو عبيد (ر) وخلوة الشيخ الكفرقوقي (ر) وتراث زاخر بالروحانية والأدب والقيم والانتماء الوطني والعربي الأصيل”.

واردف شيخ العقل: “إذا لم يكن لنا من حظ يعد تسلمنا مهام مشيخة العقل أن نحظى برؤية المرحوم الشيخ أبو وليد ومحادثته، وهو من كان دائما في دائرة الاهتمام والعمل الدؤوب في سبيل المصلحة العامة، لكننا نعاهده كما عاهدنا مشايخنا الأجلاء وأهلنا الكرام أن نعمل بنية طيبة وإرادة صلبة ورؤية توحيدية وطنية واضحة من أجل جمع الشمل ومعالجة قضايا مجتمعنا المتعددة ورفع شأن الطائفة والمساهمة في البناء الوطني على أسس العيش الواحد المشترك واحترام التنوع وترسيخ الوحدة الوطنية”.

وختم: “عظم الله أجركم جميعا، نسأله تعالى الرحمة لجميع المنتقلين إلى رحمته تعالى، وطيب البقاء والسلامة لذويهم وعائلاتهم. رحم الله الأخ الشيخ أبا وليد وأبقاكم بخير سالمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون”.