IMLebanon

بو عاصي: كرة النار التي أوصلت إلى جهنّم ستكبر إذا!

أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي أن “من يتوهم من المكونات الداخلية ان إستقواءه بالخارج سيؤمن له الانتصار في الداخل قد يكون محقاً لوقت قصير إذ حكماً سيخسر وينتصر الخارج ولكن لفترة ما أيضاً”، وأردف: “هذه معادلة من عمر التاريخ ومن عمر لبنان، شهدناها أخيرا مع النظام المصري في زمن عبد الناصر ومع الفلسطيني والسوري واليوم نشاهدها مع النظام الايراني”.

وفي لقاء سياسي نظمته معه مصالح “القوات اللبنانية” في المعهد الانطوني – بعبدا في حضور الامين المساعد لشؤون المناطق جوزف ابو جودة والامين المساعد لشؤون المصالح المهندس نبيل ابو جودة ومنسقي المتن الاعلى ماري ابي نادر وبعبدا الساحل جورج مزهر وحشد من رؤساء واعضاء المصالح ومن اعضاء المجلس المركزي في “القوات”، قال: “أصروا على ربط لبنان بمحور الممانعة، فماذا إستفاد؟! أصبحت علاقاته الخارجية مع 3 دول فيما هذه العلاقة غير سليمة مع 190 دولة. أصبح هناك 100 الف مقاتل خارج الدولة ومئة الف صاروخ ولكن اصبح الدولار 30 الفاً والمواطنون خسروا ودائعهم. أصبح قرار الحرب والسلم خارجاً من يد الدولة اللبنانية. فكيف اسهم زج لبنان في محور الممانعة بتطور الشعب اللبناني وتأمين رفاهيته وإزدهار القطاعات فيه؟!”.

وأشار إلى أنه “نحن نتأقلم بطبيعة الحال مع المعطيات السياسية والظروف ولكن النظرة الاستراتيجية التي ذكّر بها ابينا غبطة البطريرك الراعي في عظة عيد مار مارون تبقى الاساس”، شارحاً: “لبنان قائم على عقد اجتماعي بين مكونات وهو عقد مؤسس لوطن ولا يمكن تغييره بالقوة بل بالاجماع بين هذه المكونات. المئة الف صاروخ لا يمكنها إلغاء عقد إجتماعي وإن كان بإمكانها إلغاء وطن ربما. لبنان الكبير ناجم عن خيارنا – ولم يُفرض علينا – ولكن بناء على ثلاثة شروط: نهائية الميثاقية، نهائية تكريس الوجود والدور المسيحي في لبنان ونهائية الولاء للبنان التي تحتّم الحياد”.

كما شدّد على انه “لا يمكن بناء وطن في ظل الخوف” وأردف: “حين يرضى المرء الخوف من شريكه في الوطن وطلب حمايته يفقد دوره. حين يقول “لا يمكنني أن اقول لا لهذا الشريك خوفاً من الحرب الأهلية” يتحوّل الى رهينة. نحن لن نرضى إلا ان نكون شركاء في هذا الوطن ولم ولن نعرف الخوف يوماً. قدرنا ان نحرس شعلة الوطن، فنحن مؤتمنون على الثوابت مهما كان الثمن”.

كذلك، أسف لغياب الطبقة الوسطى قائلاً: “نحن بمعظمنا من أبنائها أي “ولاد الغرفتين ودار” وفق القول المتداول والذي أحب، كافح اهلنا بجهد لتحسين اوضاعنا فنكون أكثر علماً منهم ونتمتع برفاهية أكثر. بالتالي نحن خبرنا اندفاع هذه الطبقة وحرصها على كرامتها وللأسف نشهد اليوم على زوالها”.

سأل بو عاصي: “ثنائي “حزب الله” – “التيار الوطني الحر” يتحكّم بقرار البلد منذ سنوات وهو وصل الى الحكم، فما الذي حصل؟ يقول النائب جبران باسيل من ساحة النجمة “نحن كأقلية سياسية”!!! لديه اكبر كتلتين نيابية ووزارية ورئيس الجمهورية ويريد التنصل من المسؤولية، فما المطلوب كي يتحمل مسؤوليته؟!! استلم وزارات الطاقة والاتصالات والخارجية، فهل له فقط ان يخبرنا عن واقع الطاقة والمياه والاتصالات وعلاقات لبنان الخارجية؟! “حزب الله” مسيطر على وضع البلد والقرار الاستراتيجي، هل لنا ان نسائله في السياسة لماذا اصبحنا دولة مشرّعة للفساد ودولة مصدرة للمخدرات ولماذا حدودنا سائبة؟!!”.

وأضاف: “هذه المشاكل الجوهرية التي يجب علينا مقاربتها في الانتخابات النيابية لا مسألة تزفيت طريق من هنا او بناء حائط دعم من هناك”، شدّد بو عاصي مضيفاً: “نحن كقوات نناضل منذ اليوم من أجل حق الانسان بالسعادة وكذلك حقه بالكرامة كفرد وليس فقط كجماعة وعلى الدولة أن تؤمن له مقومات ذلك لا ان تؤمن كافة المناخات كي يكون مواطنوها مذلولين”.

وإذ كرّر بو عاصي دعوته اللبنانيين الى التصويت في الانتخابات وأحترم خيارهم اياً كان، إعتبر أن الأهم ان يقوموا بواجبهم كمواطنين ويصوتوا في صناديق الاقتراع. كما أعرب عن قلقه من التصويت غير المجدي خصوصاً في هذا الظرف شارحاً: “عالمياً الخيار الثالث الذي كثر الحديث عنه في اوروبا يجب ان ينطلق من مجموعة متجانسة. في لبنان، ثمة من يطرح أن هناك “حزب الله” وحلفاءه و “القوات اللبنانية” وحلفاءها وكل من هو خارج هذين الخيارين هو الخيار الثالث وهذا الطرح غير صحيح. لأن هذه المجموعة غير متجانسة ولا طرح موحداً لها ولا قيادة واضحة لها. اتخوف ان يصوت بعض المواطنين لها عن حسن نية وأن تكون غير قادرة على تأمين الحاصل وبالتالي الوصول فتهدر اصوات هؤلاء الناس. وإن نجح عدد ضئيل من هؤلاء بالدخول الى مجلس النواب كما جرى في انتخابات عام 2018 لن يستطيعوا تأدية الدور المطلوب منهم متى كانوا قلة ضئيلة او حتى مشتتة. كما يبقى عدم التصويت هو القلق الاكبر لذا على كل منا التبشير بالديمقراطية وحض الناس على التصويت، فالأمر رسالة وطنية”.

وحذّر من أنه “إن فاز الثنائي “حزب الله” و”التيار” وحلفاؤهما في الانتخابات المقبلة، ستكبر كرة النار التي اوصلت الى جهنم. أما إن فازت “القوات اللبنانية” وحلفاؤها فسنكون امام اعادة تصويب البوصلة سيادياً وإعادة خلق توازن في البلد وفرملة الانحدار الى جهنم”.

رداً على سؤال، أجاب: “الموازنة المطروحة أشبه بحسابات دنكنجي تعتمد على زيادة الضرائب فيما اموال الناس محتجزة في المصارف ومن دون اي خطوات اصلاحية فعلية. قد نكون الدولة الوحيدة في العالم التي تدفع 40% من موازنتها للموظفين والمتقاعدين في القطاع العام الذي يؤمّن أحد اسوأ الخدمات في العالم. إنكماشنا هو الاكبر في العالم ولم تشهد اي دولة منذ الحرب العالمية الثانية حجم هكذا إنكماش في سنة”.

وتوجّه الى الحضور بالقول: “منذ طفولتنا في عمر العشرة او احدى عشرة سنة كان لدينا حسّ المسؤولية لسبب بسيط انه كان هناك شباب أكبر منا بقليل ينزلون الى المتاريس كلما تعرض حيّنا في التحويطة للخطر ونحن نكّن لهم العرفان بالجميل. اننا نفتخر بكل صبية وشاب ضحيا بمستقبلهما وتركا جزءاً من جسمهما في ارض الوطن حين التزما بالدفاع عنه وعن هويتهما وثقافتهما ومجتمعهما وتخطيا حاجز الخوف من اجل قضية اسمى هي قضية شعب ومجتمع مستدامة”.

وختم بو عاصي: “اي معاناة لا أفق لها تتحول الى عذاب اما تلك التي تمتلك افقاً فتتحول الى نضال”، هذا القول يعني لي الكثير وهو ينطبق على ناسنا ومن هم في جونا السياسي.  لم ولن يدخل اليأس الى قلوبنا لأن لدينا هدفاً وقضية. نواجه صعوبات جمّة ولكننا نتسلح بإيماننا بقضيتنا وبأن هذا الوطن يستحق الحياة ونحمل صليبنا بكرامة وفرح”.