IMLebanon

بو عاصي: لا أخاف من الشعب الثائر بل من الشعب المحبط

أكد النائب بيار بو عاصي أننا لا نستطيع الخروج من هذه الأزمة التي “تعصف بلبنان من الباب الاقتصادي، فالمدخل الى الحل يبدأ سياسيا”، مشددا على أن “معركة استعادة السيادة مستمرة وما نحن عليه اليوم هو نتيجة أن المعارك السياسية لم تُخاض في السابق بشكل صحيح”.

واعتبر بو عاصي في مقابلة عبر “تلفزيون لبنان”، أن “أي انتخابات إن كانت نتيجتها مضمونة ليست بانتخابات بل تصبح عملية معلبة، لذا نتائج هذه الانتخابات غير معروفة بتاتا فيما الإحصاءات هي مؤشرات فقط وليست نتائج محسومة”.

ورأى أّن “الاستحقاق الانتخابي سيحصل ويجب أن يحصل ولكن هناك محاولات لعرقلته من المطالبة باقتراع المغتربين لستة نواب في الخارج الى الطعن أمام المجلس الدستوري وصولا الى طرح الـ”ميغاسنتر” بشكل مفاجئ مع العلم أنه غير وارد في قانون الانتخاب وتذكره فريق “التيار الوطني الحر” قبل شهرين عبر حفلة مزايدات اجراها”.

واضاف: “عندما طرح الموضوع في العام 2017 كنت كوزير امثل “القوات” في اللجنة. نحن كنا من الداعمين له ولكن طوي الامر جراء الخلافات التقنية والسياسية. أكرر ان “القوات اللبنانية” مع الميغاسنتر شرط عدم تأخير الانتخابات ليوم واحد”.

وتابع عضو تكتل “الجمهورية القوية”: “أشعر بأن هناك ارتباكا لدى فريق رئيس الجمهورية ميشال عون بإجراء الانتخابات لأنه عند كل مفرق ثمة محاولة تأجيل أو مماطلة ربما خوفا من النتائج وما تظهره الاحصاءات أو ربما لأنه سيلي الانتخابات النيابية الانتخابات الرئاسية وهم مصرون على ضمان نتيجتها”.

الى ذلك، اشار الى أنّ “زعيم تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية كان الأصدق في التعبير عبر وصفه الوضع من منظور 8 آذار بالطريقة الأدق حين اشار الى ان المواجهة اليوم بين خيارين: مشروع محور الممانعة ومشروع القوات اللبنانية المتمسكة بالسيادة والشراكة والذي تشكل الهوية اللبنانية نقطة بدايته ونهايته”.

وشدد على انه “لا يسمح لنفسه بأن يتوجه بفوقية الى ما يسمى بالثورة أو الحراك كونه كحزب “القوات اللبنانية” حزبا منظما ووازنا ومنتشرا على مساحة الوطن. بالطبع يحق لأي كان الترشح، لكن الفرق كبير بين الوصول إلى سدة البرلمان إفراديا أو ضمن حزب سياسي وتكتلات. في كل دول العالم، الاحزاب هي التي تستطيع مواجهة مشروع كالذي نحن نواجهه اليوم”.

وأكد أنه “لا يخاف من الشعب الثائر إنما من الشعب النائم”، موضحا أنه “حين يحبط الشعب ويتخاذل يرضى بأي شيء ويستخفون فيه”.

وأردف: “المفكر جان جاك روسو يعتبر ان الشعب لا يصنع ثورة بل انتفاضة ومؤسسات الدولة لا تصنع ثورة بل انقلابا ومعا يصنعان ثورة كما شاهدنا في مصر وتونس ولم نشاهدها في سوريا. من اجمل ما تضمنته اللحظة الاولى لانطلاقة 17 تشرين انها عابرة للطوائف والمناطق والطبقات الاجتماعية”.

وردا على سؤال، أعلن بو عاصي أن “القوات اللبنانية تتواصل مع بعض مجموعات الثورة في كافة المناطق اللبنانية”، وقال: “لا يكفي ان يكون المرء نزل في 17 تشرين الى الشارع كي نتحالف سويا. نحن لدينا هويتنا وثوابتنا ومشروعنا ونتحالف مع من يتلاقى معنا عليها وإن كان مشاركا في “17 تشرين” فهذا عامل ايجابي اضافي. من الممكن أن يكون هناك ثوار على لوائح “القوات” كما في بعبدا حيث تحالف معنا الصيدلي ألكسندر كرم الذي نزل وعائلته في 17 تشرين الى ساحة الشهداء ويعيش معاناة الناس يوميا. فهل بمجرد ترشحه مع “القوات” لا يعود ثائرا على الوضع القائم! من يحدد من الثائر؟!”.

وعن الخلاف مع الكتائب، قال بو عاصي: “بصراحة لا اعرف سببه وأتأسف لذلك ولا أريد الدخول بالحديث عنه والتدخل بقرار القيادة الكتائبية ألا تكون على أي لائحة مع “القوات” كي لا نزيد الشرخ”.

وأضاف: “أخاف أن أؤذي بأي موقف أطلقه واصيب بسهامي أخي أو ابي او ابن عمي بالسياسة والشخصي، خصوصا ان هناك الكثير الذي يجمعنا في الماضي وتضحيات مشتركة ومقدسة وكذلك فإن التطلع للمستقبل والشراكة وهوية لبنان والسيادة مشابه والاختلاف فقط على التفاصيل. لعبة السلطة مشروعة ولكن وفق ضوابط. ففي هذا الظرف المصيري الاذى غير مسموح ولا ترف لدينا كي نهدر جهدنا في هكذا اللعبة. الاستحقاقات التي بانتظارنا لا تنتهي في 15 أيار بل تبدأ في 16 أيار، لذا المطلوب تضافر كل طاقات مجتمعنا”.

في الختام، شدد بو عاصي على “أننا لا نريد أن نعود إلى الحرب والعنف بأي شكل من الأشكال، مضيفا: “لكن اليوم كل مواطن خائف من عدم توفر الطبابة وفرص العمل وقلق على مستقبل اولاده وهجرتهم يعيش تحت وطأة العنف. فالخوف أبشع شكل من العنف المعنوي”.