IMLebanon

جعجع: “الحزب” حاسس بالسخن!

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “للقوات آمال كبيرة في المتن باعتبار ان الوضع يقتضي ذلك ولأن “المتن بيستحق” و”نحنا منتسحق كمان”، فأيها الناخب المتني “صوّت لنفسك، صوّت لمستقبلك، ضع صوتك في المكان المناسب، اي صوّت للقوات اللبنانية”.

جعجع تحدث في خلوة لرؤساء المراكز والماكينة الانتخابية في المتن الشمالي، نظمت في معراب، في حضور المرشح عن المقعد الماروني رازي الحاج، معاون الأمين العام لحزب “القوات” وسام راجي، رئيس جهاز الانتخابات نديم يزبك، منسق منطقة المتن الشمالي بيار رزوق ورئيس الحملة الانتخابية للمرشح عن المقعد الكاثوليكي تينو بارد.

واستغرب رغبة فئة من الناخبين باختيارهم للمرشحين اما على خلفية علاقات اجتماعية او صلة قرابة او تقليد عائلي او “لأنو خدمني بانتخبوا”، اما اعادة اختيار من كان من ضمن الفريق الحاكم الذي سبق ولمسنا اداءه وهو من اوصلنا الى هذه الحالة، ام رغبة فئة اخرى تردد دائما عدم اهتمامها بالتعبير عن رايها في الانتخابات، علما ان هذا الاستحقاق واجب وطني على كل مواطن لانقاذ بلده.

كما توجه الى اهالي المتن، قائلا: “يجب الا نكون ديبلوماسيين ونطرح الاشياء كما هي، فامامنا خيارات منها اختيار “التيار الوطني الحر” وهو متواجد في صلب المجموعة الحاكمة ونال اهم الحقائب والمناصب، وكان لديه الثلث المعطل منذ 12 عاما اي قبل انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية. كما بات “التيار” بعد انتخابه في العام 2016 الفريق الاكبر في المجموعة الحاكمة يحدد مسار الامور في ظل وجود رئيس للجمهورية و29 نائبا وثلث معطل لوحده وثلثي معطل مع حلفائه، وبالرغم من كل هذا لم يقم بشيء، لا بل لم يترك سيئا الا وقام به. فعلى سبيل المثال لا الحصر: وزارة الاتصالات وما رافقها من فضائح، وزارة الطاقة جميعنا نرى بأم العين النتيجة، اما وزارة الخارجية فـ”حدّث ولا حرج” اذ بات لبنان معزولا عن كل العالم”.

وسأل: “اذا اردت انتخاب “التيار” فعلى ايّ أمل؟ انتم تنتخبون كل ما سبق وذكرت، وانا اقول ذلك وفقا للمنطق، وبعيدا من اي حساسية، قد انتهت عام 2016 بعد مصالحة معراب، ولا جكارة ولا منافسة”.

وعزا جعجع معادلة “حزب الله” الى تحقيق مشروعه والحفاظ على سلاحه بينما همّ “التيار” الوحيد حصد المزيد من المواقع والمناصب والنواب والمكتسبات. فـ”حزب الله” سلّم “التيار” زمام الامور في الداخل اي على المستوى التكتيكي فيما الأخير سلّمه المستوى الاستراتيجي.

كذلك ذكّر بمسألة تعطيل “حزب الله” للحكومات لأشهر عديدة ارضاء للتيار، غير آبهين بما كلفت هذه الخطوة البلد على الصعيد الاقتصادي، فكانت احدى الاسباب التي ساهمت في تدهور وضع البلد. ولفت الى ان هدف “حزب الله” من منح التيار افضل المناصب يكمن في تقويته على “القوات” والافرقاء الآخرين كي يكون لديه حليف “ساند ضهرو عليه”  في ما يتعلّق بأموره الخارجية في سوريا والعراق واليمن وايران وفي اي مكان آخر يعنيه.

واذ جدد التأكيد على ان انتخاب “التيار” يعني بكل بساطة انتخاب “حزب الله”، اوضح جعجع انه من المؤسف ان هذا الاخير يغش قاعدته ايضا حين يتباهى بمحاربة الفساد ويسعى الى تحسين الدولة، في الوقت الذي يتحالف مع افسد الفاسدين على مساحة الوطن وفي طليعتهم “التيار الوطني الحر”.

تابع: “هناك خيارات آخرى وهي المجتمع المدني، الشخصيات المستقلة، والاحزاب الصغيرة، ومنهم من هو جيد ويتمتع بنية حسنة ولا شبهة فساد عليه، وفق معلوماتي، ولكن هل هذا كافٍ لانتخابهم؟ فالنوايا الحسنة لوحدها لا تكفي، وشخص بمفرده او ضمن مجموعة صغيرة لا يستطيع ان يحقق شيئاً، وخصوصاً انه يرفض التعاون مع احزاب اخرى. وجمعينا يعي ان “طريق جهنّم مفروشة بالنوايا الحسنة”، لذا انا كناخب متني لماذا اريد ان اصوّت له؟”.

وأردف: “من هنا اهمية ان ننتخب “حدا” قادر على تنفيذ خطة انقاذية عملية للبلد، وليس من يتحدث فقط في المجلس النيابي، باعتبار اننا نريد “فعل مش حكي”. انطلاقا من هنا، أدعو المتنيين الى انتخاب لائحة “القوات اللبنانية” لأنها “فيا تعمل” و”بدا تعمل” وهي تتمتع بتجارب وخبرات ومشاريع وعلاقات عربية ودولية وحجم مناسب لتكون فاعلة وقادرة على التآلف مع الأفرقاء الآخرين، ومنها أحزاب كبيرة من كل المناطق والطوائف، كي تشكّل قوة تغيّر الموازين في البرلمان لانقاذ البلد”.

وشدد على انها “لا تخوض هذا الاستحقاق بالمعنى التقليدي، فهو في هذه الحالة الوسيلة وليس الغاية، والسبيل الوحيد للخروج من الوضعية التي نعيشها، واذا لم نقم بإنقاذ جدي سيتفاقم الوضع يوما بعد يوم، وتصوّروا عندها النتيجة”. من هذا المنطلق شكلت القوات لائحة مكتملة في المتن الشمالي”. ولفت الى ان هدف “القوات” ليس الحصول على “نايب بالزايد او بالناقص” بل تغيير موازين القوى في المجلس النيابي والا سنكون امام ازمة كبيرة.

وجدد جعجع التأكيد ان المعركة مصيرية وان “حزب الله” يخوضها للمرة الاولى بجدية، لأنه “حاسس بالسخن”، وبدأ يروّج انه في حال لم يحصل على الاكثرية فلا مشكلة، اذ ان البلد لم يُحكَم يوما بمنطق الاكثريات بل بالميثاقية. واوضح ان حكومات “الوحدة الوطنية” هي من ضمن الاسباب التي اوصلتنا الى ما نشهده اليوم، لأنها كانت حكومات “لا وحدة” و”لا وطنية”، ما جعلها عديمة الفعالية والقرار والسلطة، مستشهدا بمقولة البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير: “كيف يمكن لعربة ان يجرها حصانان كل واحد باتجاه؟”.

لذا توجّه جعجع الى الناخب المتني بالقول: “”صوّت لنفسك، صوّت لمستقبلك، ضع صوتك في المكان المناسب، اي صوّت للقوات اللبنانية”. ونحن لدينا آمال كبيرة في المتن باعتبار انه، من جهة، الوضع يقتضي ذلك، ومن جهة اخرى، “المتن بيستحق” و”نحنا منتسحق كمان”.