IMLebanon

احتدام المعركة الانتخابية بين لائحة القوات ولائحة “الحزب” في بعلبك الهرمل

كتبت ديمة حسين صلح:

تتصاعد حدّة الخطاب السياسي كلّما اقترب موعد الاستحقاق النيابي في 15 ايار بين حزب الله والتيار الوطني الحر من جهة، وبين القوات اللبنانية والمعارضة من جهة أخرى.

وتطلق شعارات التخوين من قبل قيادات حزب الله على كل من يتحالف او يقترع لمصلحة لوائح القوات اللبنانيه، في اكثر من منطقة، وبخاصة في دائرة بعلبك الهرمل، حيث تشكلت لائحة بناء الدولة التي يترأسها الشيخ عباس الجوهري، والتي تضم مرشحين للقوات اللبنانية اضافه الى مرشحين اخرين سنة وشيعة.

وقد واجهت هذه اللائحه منذ تشكيلها مواجهة سياسية في اكثر من بلدة، ورفض وتخوين واستفزازات للمرشحين الشيعة في اكثر من بلدة، مما اضفى على الصراع السياسي الانتخابي الذي يُفترض ان يكون ديمقراطيا،نوعا من التهديد والتخويف والتخوين من الاقتراع لهذه اللائحة، وسيادة مناخ سلبي في اعتقاد الناخب في منطقة بعلبك الهرمل بأن المشكلة مع هذه اللائحة وليس سواها.

لاسيما ان حزب الله تعهد بالعمل لانجاح مرشحي حلفائه من التيار العوني، مما يجعل معركته تستهدف اسقاط النائب انطوان حبشي والمرشح الكاثوليكي ايلي البيطار، حتى وان حصلت اللائحة على حاصل، واحد فسيكون احد المرشحين السنة.

امام هذا الموقف الحاد من قبل حزب الله وحليفه العوني وما يتعرض له بعض المرشحين الشيعة من ضغط  للانسحاب من اللائحة، كان آخرهم المرشح رامز امهز الذي اعلن انسحابه من لائحة بناء الدولة،اعتبر رئيس لائحة بناء الدولة الشيخ عباس الجوهري ان مسألة ترشحه ترجع لقضية خاصة بالوسط الشيعي وهي قضية تغييرية تهدف لخلق واقع تعددي بعد ان سيطرت الأحادية على القرار البعلبكي.

وهذه الاهداف لا تتحقق الا بالتحالف مع صوت مسيحي وازن في المنطقة المتمثل بانطوان حبشي مرشح القوات. وكون القوات مكون اساسي من مكونات الدولة.

ان حزب الله لم يجد مواد تحريضية او عناوين تحريضية سوى التحالف مع القوات، وعلى ما يبدو ان حزب الله اعتمد تكتيكا آخرا في حربه الانتخابية ضد اللائحة.

فهو اتخذ قرارا مركزيا بعدم التعرض للمرشحين الشيعة مباشرة، الا ان عمليات التحريض والتخوين متصاعدة.

و يرى الجوهري ان مجرد نجاح صوت شيعي معارض للثنائي سيعتبر علامة فارقة، وسيستجلب الانظار بالمحيط العربي والدولي، كون المعارضين الشيعة لم يدخلوا بالاشتباكات والصراعات التي ادخل حزب الله البلاد فيها عربيا ودوليا.

وهذا ما سيكون له القدرة على استجلاب المشاريع للمنطقة.

واكد على ضرورة اقبال السنة على الانتخاب بكثافه للحفاظ على هويتهم حتى لا يتم اختزالهم.

ان امكانات الحزب الهائلة على جميع الصعد وقدرته على التأثير ببيئته، تجعل من الصعب حصول خرق شيعي في منطقه بعلبك الهرمل، خاصة مع الامكانات المتواضعة نسبيا مقارنة بإمكانات حزب الله.

الا ان منطقه بعلبك بحاجة لكتلة معارضة وازنة ممثلة بجميع الطوائف لإعادة احياء الدور التاريخي لبعلبك وارجاعها لحضن الدولة.

ان الواقع الديمغرافي في منطقة بعلبك الهرمل من حيث التوزيع الطائفي و حجمه يأتي في مصلحة حزب الله،مما يؤكد استمراره في السيطرة السياسية والشعبية، وبالتالي النيابية و البلديات.ما لم تتوحد المعارضة الشيعية وتُحتضن من قبل القوى السيادية.

ان المعارضة الشيعية كي تحقق حضورا فعليا،يجب أن لا تبقى وحيدة دون دعم واحتضان من المكونات السياسية المتمثلة بالأحزاب السيادية و قوى التغيير و الاعتراض وكل من يؤمن بلبنان اولا.