IMLebanon

غريو: استمرار التعاون بين لبنان وفرنسا

أعربت السفيرة الفرنسية آن غريو في مستشفى أوتيل ديو بذكرى مرور مئة عام على تأسيسها، عن فرحتها واعتزازها بهذا “الصرح الطبي والعلمي والانساني الذي قدم ويقدم الخدمات الطبية والانسانية على مدار قرن من الزمن، وبأعلى المواصفات العلمية والتقنية”. وقالت: “هذا الصرح استمر رغم كل الصعوبات التي مرت بلبنان والمنطقة من حروب وصعوبات اقتصادية ومالية وغيرها، الا أن الارادة الصلبة لطاقمه هي التي تفوقت ونجحت في تجاوز الصعاب”، مؤكدة “استمرار التعاون بين فرنسا ولبنان لما في ذلك مصلحة للبلدين ولشعبيهما الصديقين”.

ولفت وزير الصحة فراس الأبيض إلى “ان تأسيس مستشفى أوتيل ديو في العام 1922 جاء في وقت كان لبنان يمر في مرحلة مفصلية من تاريخه، إذ كان العالم يخرج من حرب عالمية أولى تأثر فيها لبنان بشكل كبير حيث حدثت مجاعة قضت على العديد من أبنائه وهاجر الكثيرون منهم، كما شهد العالم وقتئذ جائحة عالمية هي جائحة الإنفلونزا الإسبانية. وكانت المنطقة تمر بمتغيرات سياسية وجغرافية كبيرة، وفي وسط كل هذه الظروف تشكل لبنان الحديث وأنظمته وتأسست الجامعات وكليات الطب والتمريض كما المستشفيات الجامعية التي شكلت نقطة ضوء وأمل وقادت لبنان نحو الخروج من ظروفه الصعبة، وأسهمت في تبوئه المكانة الرائدة كجامعة الشرق الأوسط ومستشفى الشرق أيضا”.

وقال: “اننا نمر اليوم أيضا في مرحلة مفصلية وظروف لعلها مشابهة لما شهده وطننا قبل مئة عام وهي مرحلة تتكاثر فيها التحديات وتطرح فيها الأسئلة الصعبة على القطاع الصحي والإستشفائي” وقال إن الأزمة الإقتصادية والمالية أدت إلى تراجع الإستيراد ولا سيما الدواء والمستلزمات إضافة إلى هجرة الطاقات البشرية من أطباء وممرضين وعاملين وعدم تمكن الكثيرين من الحصول على الخدمات الصحية المطلوبة”.

وسأل: “هل من قيامة للبنان ونظامه الصحي؟ وهل من دور للمستشفيات الجامعية في ذلك؟”. وقال: “ان أسس الإنقاذ تقوم على دعم صمود الكوادر الطبية والمؤسسات الإستشفائية عبر توفير الموارد المالية والسيولة اللازمة لخلق فرص عمل أفضل، واتباع مبادئ الإدارة السليمة والحوكمة الرشيدة لضمان استمرارية هذه المؤسسات بأوضاع مالية وإدارية حصرية، إضافة إلى إيجاد مساحات مشتركة للتعاون بين القطاعات العامة والخاصة وشراكات بين المنظمات والجهات الدولية والمؤسسات المحلية تساعد على توحيد الرؤية للمشاكل والحلول المطروحة، ومن ثم العمل في إطار يغلب المصلحة المشتركة على المصلحة الفردية”.

أضاف: “رغم ظروف لبنان الصعبة، برزت مجموعة من الشراكات والمشاريع المشتركة الناجحة والتي شارك في عدد منها مستشفى أوتيل ديو خلال مواجهة جائحة كورونا وتطوير العمل في المستشفيات الحكومية في المناطق. كان من الصعب على اللبنانيين قبل مئة عام تصور التقدم والإزدهار الذي سوف يشهده لبنان في العقود اللاحقة، لكن الأزمات تنطوي دائما على فرص”.

وتابع: “إننا نحتفي بمؤسسة عمرها مئة عام تخللتها أيام جميلة وأخرى مظلمة، ولكن بالعمل الدؤوب والإيمان بالوطن استطاعت هذه المؤسسة أن تحافظ على دورها الريادي، لذا أنا على يقين بأن شعب لبنان قادر على التغلب على مصاعبه الحالية ليعود بعد فترة من الزمن الى الإحتفال بالكثير من العطاءات الجديدة والإنجازات”.