IMLebanon

الحلبي افتتح ورشة مشروع المركز التربوي

أكّد وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال عبّاس الحلبي الوزير الحلبي: “قبل قرابة شهر تقريباً حضرت إلى المركز التربوي للبحوث والإنماء لرعاية احتفال التسليم والتسلم بين الرئيس السابق للمركز الدكتور جورج نهرا ورئيسة المركز الحالية الدكتورة هيام اسحق. كان همّنا أن نعيد الى هذه المؤسسة التربوية العريقة تألقها ونعزز استقرارها لتتولى مسؤولياتها التربوية على أكمل وجه وبما ينيط بها القانون من مهمات كبرى في التربية”.

كلام الحلبي جاء في خلال افتتاح ورشة العمل التي نظّمها المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى المطبعة في سن الفيل  عن “المشروع الأولّي للخطة الإستراتيجية الخمسية” للمركز التربوي، وخصوصا مكوّن “الهيكلة الإدارية والحوكمة الرشيدة”، في حضور رئيسة المركز البروفسورة هيام إسحق، المنسق العام لتطويرالمناهج التربوية الدكتور جهاد صليبا، المديرة الإدارية إيما ابو ديوان، ورؤساء المكاتب: جورج نهرا، غيتا حنا ، ومنسقة الهيئة الأكاديمية رنا عبدالله، ومنسق الوحدات الفنية باسم عيسى، ورؤساء أقسام المواد ومديري دور المعلمين والمعلمات ومراكز الموارد، وجمع من كبار الموظفين والتربويين .

وقال: “اليوم تناقش هذه الورشة أول مشروع تحت مسؤولية الدكتورة اسحق، المسودة الأولى للخطة الاستراتيجية الخمسية للمركز بالعنوان الأول أي “إعادة هيكلة المركز وترشيد الحوكمة، ويعني ذلك أن المركز التربوي بدأ يتلمس خطواته الجديدة من دون أن يقطع مع ما أنجز خلال الأشهر الماضية، لكن الاهم أنه بدأ يخرج من الظروف العصيبة والاوضاع غير المستقرة التي عاناها وانعكست على انتاجيته وعلى ممارسة دوره في التخطيط ووضع المناهج وتأليف الكتب وإعداد البحوث والدراسات ومراقبة تطبيق المناهج وأيضاً تدريب المعلمين”.

وأضاف: “نحن هنا اليوم نناقش خطة المركز واعادة هيكلته وترشيد الحوكمة لتأكيد تجاوز الخلل السابق الذي كان يكمن في العلاقة المتوترة مع وزارة التربية. فالمركز مستقل بنظامه لكنه أيضاً يلتزم توجيهات التربية، إذ لم يكن ممكناً انجاز الإطار الوطني لمناهج التعليم ما قبل الجامعي والكثير من المشاريع التي انطلقت من حوار وطني وتربوي وأكاديمي مع كل العائلة التربوية ومكوّناتها، وايضاً السير بإعادة الهيكلة لو كان الخلل لا يزال قائما”.

وتابع: “نتأكد اليوم أن المركز يسير على الطريق الصحيح، ويمارس دوره المفصلي ومهماته التي لا تقتصرعلى التّحديث والتطوير التربويّين ووضع الخطط والسياسات وتوجيه المناهج التربوية ومستلزماتها لبناء المتعلّم المواطن، بل يتقدم لأن يكون “عقل التربية”. لذا يسير بخطوات مهمة نحو تطبيق الحوكمة والتطوير والتقييم والمتابعة واستخدام نظام إدارة المعلومات التربوية في القرارات العملية، وفي جمع المعطيات والداتا وتحليلها واستخدام معطياتها وتطوير المناهج التربوية، وتدريب المعلمين وتقييم تحصيل التلامذة وإنجاز الإحصاءات”.

وقال: “إن هيكلة المركز التربوي وترشيد الحوكمة تهدف إلى استعادة هذه المؤسسة لدورها المحوري في بناء عناصر المجتمع اللبناني، ودمج المعارف والمهارات وتعزيز قدرته على اصدار الإحصاءات التربوية الوطنية والخريطة المدرسية وتصميم الاستراتيجيات والسياسات والخطط التربوية وتنفيذها والسير في شكل فاعل في التطوير المستمر للقطاع التعليمي وتحديثه واتباع معايير الجودة العالمية في التربية والتعليم.

لا شك في أن التخطيط هو من مهمات المركز التربوي تحت راية وزارة الوصاية، لذا كانت ورشة تجديد المناهج التربوية وعصرنتها وخطط العمل، ووضع الكتب المدرسية، والموارد التربوية، والتدريب. وانطلاقاً من ذلك، تأتي الخطة الاستراتيجية الخمسية الشاملة كخريطة طريق من ضمن استراتيجية تربوية شاملة لوزارة التربية، والشروع في الاصلاح لقطاعات التعليم وإنهاء وضع الترهُّل في الهيئة التعليمية”.

أشار إلى أن “للمركز التربوي مسؤولية كبرى في بلورة مشاريع طارئة خصوصاً في أوقاتِ الأزماتِ. وهو مدعو الى بناءِ الثقة عبر إصلاحاتٍ في العمل الإداري، وترشيد الانفاق وتشكيل الأطر المرجعية لكفايات القيادات التربوية من مدير وناظر ومنسق وأطر مرجعية للاعتماد الأكاديمي وللشراكات المجتمعية.

إننا نراهن على تعزيز دور المركز، فمن خلال اعادة الهيكلة يمكن أن نشق طريقاً لتشكل العقل التربوي بالتزامن مع تزخيم اطلاق ورشة تجديد المناهج التربوية استناداً إلى روزنامة نلتزمها، وتشكيل فرق الاختصاصيين لإنجازها ولتعيد لبنان إلى مركز الريادة. الاستراتيجية الخمسية للمركز تعزز المساهمة في الاصلاح التربوي وتعطيه دفعاً في ورشته الكبرى للمناهج والتوجيه والقيام بعملية التقويم المدرسي والامتحانات الرسمية وتقويم الشهادات. وها نحن في المرحلة الاخيرة من عملية إطلاق الإطار الوطني للمناهج بعد نقاش وطني جامع نتقدم في ورشة إعداد المعلمين، وفق مقتضيات المناهج الجديدة وترسيخ التعليم التفاعلي الرقمي واستخدام التكنولوجيا، لنكون في جهوز تام في كل الاوقات. والأهم أننا نضع القاعدة الصحيحة للسنة الدراسية المقبلة لتنطلق وفق أسس واضحة، فيما مهمة المركز أن يُعد مشاريع ضمن الامكانات المتاحة، وخططا تجيب عن المشكلات التربوية كي لا نراكم خسائر في التربية لا يمكن تحمل تداعياتها السلبية على القطاع”.

وتابع: “يكمن التحدي الأساسي في قدرة المركز على الإجابة عن اسئلة التحديث والاصلاح والمساهمة في النهوض التربوي تتعلق بورشة تطوير المناهج التربوية ، وتحديث أساليب إعداد  المعلمين وتدريبهم، والبحوث التربوية، والتحول الرقمي، وإدارة المؤسسات التربوية، حسبما يقتضيه عصر التكنولوجيا، ونركز على الحوار ليكون الأساس لانتاج فكر خلّاق، ونحن الذين سعينا دائماً إلى انتاج التسويات من خلال الحوار والوصول إلى قواسم مشتركة حول النقاط الخلافية، فسلكنا هذا الطريق القائم على الوفاق الوطني في إعداد اطار المناهج والتزمنا نصوص الدستور وتطبيق القوانين”.

وقال: “إن خطوة المركز التربوي الاصلاحية هي جزء من رؤيتنا العامة لمسار التربية للمرحلة المقبلة، وعبرها عملنا على إنقاذ العام الدراسي بتعويض التلامذة في المدارس الرسمية بعدما قدمنا منحاً الى أأفراد الهيئة التعليمية ومساعدات من الجهات المانحة، ونسير قدماً أيضاً في خطة التعافي التربوي، وها نحن نستعد بعد نحو 10 أيام لإجراء الامتحانات الرسمية للحفاظ على مستوى الشهادة اللبنانية، وهذا التحدي رغم كل الصعوبات ساهم المركز التربوي للبحوث والإنماء في وضع مساره على السكة الصحيحة، وكان له دور أساسي في تحديد المواد الأساسية وتقليص المناهج كي يتمكن التلامذة من التقدم إلى امتحانات سليمة.

في هذا المسار، نركز على تعزيز نهج الجودة ومسارها في المركز، عبر تطوير استراتيجيات الموارد في دور المعلمين والمعلمات ومراكز التدريب، لجهة الإدارة، والبحوث وأعمال الإحصاء، والتدريب والموارد، إذ ان المركز التربوي هو الجهة التي تتولى التخطيط والتدريب ووضع المناهج ومراقبة تنفيذها في النظام التربوي اللبناني. وفي هذه العملية نسعى إلى الافادة من التجارب الدولية، ومنها على سبيل المثال خبرات شبكة كانوبيه الفرنسية، لجهة المعارف المطلوب إتقانها والمهارات المطلوب تطويرها وأساليب نقلها إلى التّلامذة، لإكسابهم الكفايات. وهذا يلتقي مع العمل على رفع مستوى المؤسسات والبحث والتدريب والإحصاء وغيرها”.

وأضاف:  “إنني أرى في المسودة الاولى للخطة الاستراتيجية وإعادة الهيكلة ضرورة فتح المجال على الميدان المعرفي والتطور العالمي، وإطلاق عملية التحديث في الاستراتيجيات التربوية، والافادة من نماذج حديثة من التعليم في العالم. لذا، يبدو إدخال مسار الجودة في التربية عملية مثمرة تسمح بتحقيق تقدم في العقل التربوي ونجيب عن أسئلة كيف نتعلم وأن نعيش هذا الأمر ونكتشف ونرفع من شـأن التقويم والتنمية عبر الميدان المعرفي والكفايات الرقمية والتي تدخل إلى التعليم في المدارس، فنحقق التطور التربوي والعدالة للأجيال وتحسين نوعية التعليم .

وانطلاقاً من ذلك هناك مهمات للمركز التربوي والبحوث والإنماء للمرحلة المقبلة، وما الاستراتيجية وإعادة الهيكلة إلا جزء من عملية شاملة ومتكاملة في الاصلاح الذي نخوضه حتى ونحن في خضم الازمة. لكن المركز التربوي معني بالاستجابة للحاجات كـ”عقل مفكر” وعليه مسؤولية في إعداد خطط للإنماء التربوي في سياق إعداد المناهج وتطوير مشاريع تعليمية وتقويمها دورياً ومتابعة تطبيقها في نظام التعليم وأيضاً وضع استراتيجيات بحثية للدراسات، وتطوير تجربة إنتاج الكتاب المدرسي الرقمي أو الإلكتروني وتطوير كفايات جميع المتعلمين في لبنان”.

وختم: “اقول إننا أمام بلورة خطط تواكب كل جديد في التجارب العالمية، وتوفير خدمات تربوية عالية الجودة، وتحسين عمليات التدريب للأساتذة على كل الصيغ التعليمية، من الحضوري الى المدمج والتعليم من بعد، والمساهمة في عملية الإصلاح التربوي وتعزيز التعاون مع الجهات المانحة التي قدمت للبنان الكثير في سبيل إعلاء شأن التربية وإصدار مناهج جديدة، والأهم القدرة على الاستمرار في تطويرها وتعديلها إذا اقتضى الأمر. وعلى هذا الأساس نستمر في مسيرتنا في الوزارة لتكون مثالاً للاصلاح والنجاح والتطوير والحفاظ على الكيان التربوي ومواجهة كل المحاولات لإعادته إلى الوراء. ونشد على أيادي القيمين على المركز في هذا العمل الكبير الذي يفتح على آفاق الحداثة والتطوير”.