IMLebanon

المرتضى: المقاومة درع لبنان

شدّد وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى على ان “اسرائيل هي عدوة لبنان ونقيضه وعدوة كل اللبنانيين، وان لا محيد عن مواجههتها هي ومكائدها وان المقاومة هي درع لبنان الحصين وسبب منعته وضمانة عزة كل اللبنانيين، فلا مناص من حفظها والالتفاف خلفها لحماية ظهرها”.

وقال: “أجددُ دعوتي من هنا، من دار الكبار في الوردانية، إلى بعض السياسيين في لبنان، الذين لا يتورعون عن إثارة العصبيات المختلفة، إلى أن يرأفوا بأجيالنا الطالعة ويعلِّموها على طرائق الفكر الذي يحصّنُ العقل ويُنَمّي ثقافة الوحدة، بدلًا من الشعارات التي تبث الفرقة وترسخ الشروخ بما يرمينا الى التهلكة خدمة لاهداف اعدائنا”.

وتابع: “الوطنُ كله وثرواته في خطر، وحراك الاعداء وما اكثرهم لا يبشر براحة، لكننا على اهبة الاستعداد ونتكل بعد الله على وحدتنا وعزيمة جيشنا وصلابة مقاومتنا وتراكم قدراتها وايضا على روحية لن يدرك اعداؤنا كنهها او يفقهوا رموزها واسرارها. لا يعوزنا الا تمتين وحدتنا والاستزادة من سيرة ابطالنا وشهدائنا والوعي الجماعي ان اسرائيل هي عدوة لبنان ونقيضه وعدوة كل اللبنانيين وان لا محيد عن مواجههتها هي ومكائدها وان المقاومة هي درع لبنان الحصين وسبب منعته وضمانة عزة كل اللبنانيين فلا مناص من حفظها والالتفاف خلفها لحماية ظهرها”.

كلام المرتضى جاء خلال مشاركته في افتتاح “بيت الكبار في الوردانية”، بحضور وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، المدعي العام المالي علي ابراهيم، النائب والوزير السابق نعمة طعمة، الاستاذ سمير الخطيب، رئيس اتحاد بلديات الاقليم زياد الحجار، رئيس البلدية علي بيرم واعضاء المجلس البلدي، اضافة الى حشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية في الودرانية والجوار.

استهل وزير الثقافة كلامه بالآية القرآنية ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرا.”
وقال: “لا يُقاسُ تقدُّمُ دولةٍ بمعيارٍ أثمنَ من الأمانِ الاجتماعيِّ الذي توفِّرُه لمواطنيها، ولا سيّما الكبار منهم. أولئكَ الذين كانوا في زمن مضى ملءَ العمل والبذلِ والشباب، فباتوا يسيرون في أرجاءِ يومِهم، متكئين على عُكّازٍ من ماضي الذكريات”.

وأضاف: “لعلَّ واحدًا من أهمِّ ما ميَّزَ دولَ العالم الأول عن سواها، هو اهتمامها الرسميُّ الواسع بكبار السن. الأمرُ عندنا في الشرق مختلف جذريًّا، فقبل أن يكون سياسة دولةٍ هو تربيةٌ دينية واجتماعية وعائلية اكتسبناها جيلًا بعد جيل، تفرض علينا قواعدُها توقيرَ الكبارِ وخدمتَهم، فُرادى وجماعاتٍ، وأن نحملَ أمّهاتِنا هَوْنًا على هَوْنٍ كما حملْنَنا وهْنًا على وَهْنٍ، ونُكْرِمَ آباءَنا طاعةً بعد طاعةٍ كما أكرمونا عطاءً بعد عطاء. ذلك كان لنا سبيلًا لاستمرار أعظم نعمةٍ اجتماعية في حياتنا: العائلة. ولا أقصد بها العائلة الصغيرة فقط، بل تلك الروابط الواسعة التي تشد الناس في موضعٍ ما إلى التعاضد في الرحمة بكبار السن بكل ما لهذه الكلمة من معنًى أخلاقيٍّ وإنساني.”

وتابع المرتضى :”نحن اليوم إذًا ههنا لنترجم تلك التربيةَ ترجمةً عملية، كدأبنا في بيوتِنا كلَّ يوم، بالخدمة والعناية والرعاية، كما يستحقُّ كبارُنا. دارُهم هذه ستكون مقامَ راحةٍ وتسلية وفائدة يدخلونها آمنين لينهلوا ما شاؤوا من غبطة اللقاء. لكنَّ أجمل ما فيها بالنسبة إلى وزارة الثقافة هو المكتبة التي ستكون زادًا للمعرفة متجددًا، وسترافق كتبُها أولئك المتقاعدين وتُبقي أيامَهم مثمرة. ”

وشدد على الدور الاساسي للثقافة “منذ تسلمي مهامي الوزارية حرصتُ على مواكبة أي نشاط يمت إلى الثقافة بصلة، لإيماني بأنها القاسم المشترك الذي يجمع بين اللبنانيين، ويدربهم على مقاربة الاختلافات بالروح الفكرية العلمية التي همُّها السعي إلى اكتناه الحقيقة وبناء السلام. فمن أدب الثقافة الاختلاف الذي يشحذُ العقل على النقاشِ وطرح الحلول وصولًا إلى ما هو مشترك، بدلًا من التعصب الذي يعني احتكار الحق وادعاء العصمةِ في كلِّ شيء. ولعلَّ من بعض المظاهر الصادمة في مآزقِنا الحالية أننا لا نقاربُها بالروح الثقافية أو العلمية بل بالهوى، ولذلك ما برحنا ننتقلُ من صعبٍ إلى أصعب، وما برح وطنُنا رازِحًا تحت أثقالٍ كثيرة، كان بإمكاننا أن نحركَها عنه لو ابتعدنا عن رميِ الآخر دائمًا بالضلال.”

وانتهى الى تهنئة “من عمل وبنى وقدم باي صورة من الصور ليرتفع هذا البيت. وعسى ان تأتم قرى وبلدات اخرى على اتساع الوطن”.