IMLebanon

ما بعد زيارة هوكشتاين ليس كما قبلها

جاء في “الجمهورية”:

أجرى رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب جولة أفق واسعة في التطورات المحلية والإقليمية والدولية، وتم تقويم المحادثات مع الوسيط الأميركي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، والمعطيات التي توافرت حول اتصالاته لتحريك ملف المفاوضات غير المباشرة والتي يفترض ان تستكمل بترسيم الحدود، بحسب مكتب الإعلام في القصر الجمهوري.

وتفسيراً لقول بو حبيب، أمس الأول، بعد لقائه هوكشتاين، ان “زيارة الوسيط أحرزت تقدماً هائلاً” قال بو حبيب لـ”الجمهورية” ان “المفاوضات قطعت اشواطاً بعيدة ودخلنا في كثير من المراحل المتقدمة وصولاً الى المراحل التقنية التي هي من مهمة أعضاء من فريق هوكشتاين واللبنانيين من الاختصاص نفسه”. ولفت بو حبيب إلى انه “سأل فور وصول هوكشتاين إلى مكتبه عن بقية أعضاء الفريق المرافق له بعدما لاحظ انّ معاونيه خمسة، وانّ مَن رافقه الى اللقاء كانوا ثلاثة، فلفته هوكشتاين الى ان “الغائبين عن المشاركة في اللقاء يشاركون الآن مع الفريق التقني اللبناني في صوغ التفاهمات التي انتهينا إليها في لقاء قصر بعبدا. فما تفاهمنا عليه يجب ان احمله على الفور الى إسرائيل في أسرع وقت ممكن، لأنّ الوقت مهم جداً وهناك معطيات علينا احتسابها بدقة ومراعاتها”.

وقالت مصادر تتابع المفاوضات الجارية لـ”الجمهورية” ان “ما حمله هوكشتاين من بيروت ثمين للغاية وهو يعتقد ان ما بعد هذه الزيارة سيكون غير ما قبلها”.

ونقلت قناة «المنار» عن مصادر متابعة لملف الترسيم أن «التعديل في مسار الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وتوجّهه ليلاً إلى إسرائيل بدلاً من واشنطن، ما هو سوى جزء من الجدية التي بدأ يتعاطى بها منذ أن جالت مسيّرات «حزب الله» فوق حقل كاريش».

وأوضحت المصادر أنّ «هوكشتاين قدِم إلى لبنان ومعه وثائق ومستندات وتفاصيل مكتوبة، وحاول أن يعطي باليمين ويأخذ باليسار فأعطى لبنان ما يريده لناحية الخط 23 وحقل قانا»، لافتةً إلى أنه «حاول في المقابل أن يقتطع جزءاً من الخط 23، وهذا ما قوبِل بصد من قبل الرؤساء الثلاثة وقيل له بصريح العبارة: هذا الأمر مرفوض».

وذكرت المصادر أن «هوكشتاين أراد مهلة غير قصيرة، فلقي إصراراً على الحصول على جواب بأسرع وقت ممكن، حيث سمع من الرؤساء الثلاثة: أن الوقت ليس مفتوحاً». وأكدت أن «ما حُكي عن تقدمٍ هو صحيح من حيث الطرح الجديد، لكن العرض الذي قدمه هوكشتاين كان ناقصاً ولا يحقق المطلب اللبناني كاملاً»، مضيفةً أنه «من المفترض أن يعود هوكشتاين إلى لبنان خلال أيام وإلى أبعد تقدير خلال أسبوع، ويده مَلأى بمطلب لبنان الذي لا بد منه: خط 23 كاملاً غير متعرّج وحقل قانا كاملاً ولو تداخل مع المياه في إسرائيل».