IMLebanon

المبادرات الرئاسية تسقط في صناديق الإقتراع… أيّ رئيس نريد؟

كتب طوني كرم في “نداء الوطن”:

تبدّدت المساعي الهادفة إلى استباق الفراغ في الرئاسة الأولى وإجراء إنتخابات مبكرة مع الدخول في المهلة الدستورية الفاصلة عن مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا، وسط إنكباب بعض الكتل النيابية على تمييع الإستحقاق ورسم ملامح الرئيس القادر على التوفيق بين تناقضات القوى السياسيّة وولاءاتهم.

ملامح، لا بدّ من أن تسلك طريقها إلى ساحة النجمة إثر نضوج الإتصالات بين دول القرار الهادفة إلى ضمان مصالحها في لبنان، مع إستبعاد وصول رؤساء الكتل النيابية الكبرى، الأكثر تمثيلاً، بعد الإنتكاسة التي آل إليها عهد الرئيس عون «القوي»، وتحوّل الأقطاب المسيحيين بطبيعة الحال ممراً لتأمين الغطاء والإحتضان الشعبي لأحد ابناء الطائفة المارونية.

وفي السياق، يتروّى رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل عن حسم ترشحه أو في الكشف عن مرشحه الرئاسي ومعه «حزب الله»، وسط إستبعاده معاداة قاعدة «التيار» الشعبيّة والسير في إحتضان رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجيّة، الحائر أيضاً في أمره بعد النتائج التي آلت إليها الإنتخابات النيابية ومحاولة رئيس الحزب «التقدمي الإشتراكي» وليد جنبلاط الإنفتاح على «الحزب»، والتسويق لمرشحٍ وسطي كالوزير السابق ناجي البستاني كما تردد، أو غيره، خلافاً لمطالبة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع برئيسٍ يشكل تحدياً لنهج الفساد القائم وهيمنة «حزب الله» على مفاصل القرار. وعلى الرغم من أن مواصفات «جعجع» الرئاسيّة تتلاقى ومطالب الثوار التغييريين، يجهد تكتل «نواب الـ 13»، إلى مقاربة الإستحقاق الرئاسي عبر إطلاق مبادرة تشكل مساحة لتلاقي القوى السياسية على إختيار مرشحٍ قادرٍ على التواصل بين جميع القوى السياسيّة، وذلك خلافاً لمطالبهم «الثورية» الهادفة إلى تحقيق التغيير الفعلي في النهج السياسي القائم.

وإلى جانب الكتل النيابية، تدخل المراجع الدينية في صلب هذا الإستحقاق الوطني، ومع إستبعاد «القوات اللبنانية» تكرار تجربتها السابقة مع «التيار الوطني الحر» والإتفاق على مرشحٍ في بكركي، يسعى مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان إلى جمع النواب السنة بما يضمن فاعليتهم في إختيار الرئيس المقبل بعد هيمنة «حزب الله» على قرار الطائفة الشيعيّة ونوابها.

إلا أن جميع هذه المبادرات لا بدّ أن تتجسد في مرشحٍ يشكل إنتخابه إمتداداً لداعميه. ومع الإقرار بغنى اللغة العربية وإتساع مفرداتها، فإن جميع المبادرات والمواصفات لا بدّ أن تتجسد في مرشحٍ يحظى بدعم القوى السياسيّة الممثلة في البرلمان. ومع إستبعاد إتفاق القوى الموالية لإيران مع القوى الهادفة إلى إستعادة الدولة قرارها، أي «حزب الله» و»القوات اللبنانية» على مرشح واحد، فإن جميع المبادرات ستجد نفسها أمام مرشحٍ مدعوم من القوى السيادية وآخر موالٍ لسياسة إيران التوسعيّة في المنطقة، ما يسقط ورقة «التين» عن المرشحين الرماديين، مسترئسي السفارات ومصالحها في لبنان.

وعلى الرغم من عدم وجود آلية واضحة ومهل محددة للترشح لرئاسة الجمهورية، يجد بعض «الموارنة» الذين يتعاطون الشأن العام أنفسهم مرشحين طبيعيين لهذا الإستحقاق، في حين سجّل خلال الأيام السابقة، إعلان الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للخصخصة زياد حايك، وسفيرة لبنان في الأردن سابقاً ترايسي شمعون ترشحهما لرئاسة الجمهورية، لينضما بطبيعة الحال إلى المرشحين الجديين غير المعلنين حتى الساعة سمير جعجع وجبران باسيل. وإلى حين تمكن أمين عام «حزب الله» من التوفيق بين مرشحي قوى 8 آذار على تأييد الوزير السابق سليمان فرنجية، جرى التداول في اسم النائب السابق إميل رحمة ورئيس الرابطة المارونية خليل كرم والوزير السابق وديع الخازن والسفير جورج خوري كمرشحين مقربين من النائب جبران باسيل يشكل وصولهم إمتداداً للعهد الحالي في بعبدا.

ولا يمكن إستبعاد الوزير السابق ناجي البستاني من خيارات قوى «8 آذار» التي تشكل تقاطعاً مع مساعي رئيس «الإشتراكي» الهادف إلى المشاركة في صناعة الرئيس و»لبننة الإستحقاق»، بعد توارد أسماء العديد من المرشحين المقربين من الفرنسيين، ومن بينهم سمير عساف، سليم إده، ناصيف حتي، كما زياد بارود ونعمة افرام الذي ينشط على أكثر من جبهة من أجل تعبيد طريقه الى بعبدا. ولا يغيب عن السباق أسماء دميانوس قطار وجهاد أزعور، وبيار الضاهر، وكميل أبو سليمان ومي ريحاني للتوافق حولهم، في حين ينضم ميشال معوض وسامي الجميل إلى لائحة المرشحين الطبيعيين مع إستبعاد رئيس «القوات اللبنانية» حتى الساعة إطلاق برنامجه ورؤيته السيادية للرئيس القادر على مواجهة الفراغ وعزل لبنان عن الخارج، قبل أن تنقضي المهلة الدستورية ويدخل لبنان في فراغٍ رئاسي يعيد الحسابات وتموضعات القوى السياسية حول اسم العماد جوزاف عون.