IMLebanon

المرتضى: الثقافة هي هوية لبنان الوحيدة

شدد وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى على إيمانه الراسخ بأن “السلطة القضائية إذا قالت كلمة العدل بعيدا من السياسة والبهرجات الإعلامية المغرية، فإن قولها ينبغي له أن يكون غالبا ليكون به الحق والوطن غانمين”، مؤكدا أن “الثقافة هي هوية لبنان الحقيقية الوحيدة، وهي التي بها لا بغيرها، يعبر حواجز الأزمنة ويدخل إلى فلك الحضارة الإنسانية التي ليست في عمقها ومآلها إلا سجل المآثر الثقافية البشرية”.

كلام المرتضى جاء خلال زيارة الى مركز عبدالله غانم الثقافي في بسكنتا، في حضور رئيس المركز، رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا القاضي غالب غانم، رئيس مجلس القضاء الاعلى السابق القاضي جان فهد، المحامي وسام غانم، رئيس بلدية بسكنتا جورج علم، الامين العام للحركة الثقافية في بسكنتا والجوار الاستاذ فرنسوا حبيقة وحشد من الفاعليات والشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية في بسكنتا والجوار .

وقال المرتضى: “صنين جبل بقمتين من ناس وصخر، يتقاسمان سكن الخضرة وجيرة الغمام، فإن تعبا يهويان صعدا كما كتب سعيد عقل، فالقمم لا تألف إلا السماء. وفي حمى صنين تقيم بسكنتا قريرة بدورها وبدورها، وبمنابع الثقافة التي تسيل فيها كينابيع مائها المتحدرة من صوب الشخروب ومن كل صوب. ولهذا يستعجل القادم إليها طريقه، مخافة أن تضيع ثانية من رحلته خارج شميم الزهر وحميم الكتب، في صيف طري النسائم والغصون، فكيف وصيفها الآن على وشك رحيل؟”.

وتابع: “كنت سألت الدكتور غالب غانم تأجيل موعدنا إلى يوم آخر، يمكنني من أن أطيل اللقاء بكم، بعدما بينت له ما أنا فيه من عبء مشاغل طارئة؛ لكنه مارس علي سلطان القانون الذي لم يغادره يوما، ولو تقاعد منه بمرتبة الشرف، فعقد جلسة مستعجلة للهيئة العامة لمحكمة التمييز الأدبية، برئاسته الأولى، وأصدر قرارا نهائيا مبرما أن لا مجال للتأجيل”.

واضاف: “أنا الآن ههنا مجيب طوعا ذلك القرار، لإيمان راسخ بأن السلطة القضائية إذا قالت كلمة العدل بعيدا عن السياسة والبهرجات الإعلامية المغرية، فإن قولها ينبغي له أن يكون غالبا ليكون به الحق والوطن غانمين”.

وتطرق الى الهالة التي تميز بها من سمي المركز باسمه: “نحن هنا إذا في صرح ثقافي عريق تسمى باسم الشاعر المعلم عبدالله غانم، الذي مهما قلت في شخصه لن أزيدكم به علما. حسبي أن أشيد بمن شيد، وفتح هذه المضافة المعرفية لآلاف الرواد سنويا، من تلامذة ومدرسين ومفكرين، يصرفون بعضا من أوقاتهم في مراودة الأوراق عن كلماتها، والكلمات عن أفكارها، والأفكار عن سبل تمكين الوطن من استعادة جيله الجديد إلى أحضان العلم والأدب.”

واضاف المرتضى: “لطالما رددت في مناسبات عديدة أن الثقافة هي هوية لبنان الحقيقية الوحيدة، وهي التي بها لا بغيرها، يعبر حواجز الأزمنة ويدخل إلى فلك الحضارة الإنسانية التي ليست في عمقها ومآلها إلا سجل المآثر الثقافية البشرية”، لافتا الى  ان “هذه الهوية تجذرت في نفس المعلم عبدالله غانم وفي نفس ناسك الشخروب ميخائيل نعيمة ونفوس رهط واسع من أهل الفكر الذين أنبتهم هذا الجبل الملهم، كما وصفه شارل قرم، فإذا بهم طلاعو الثنايا، الغواصون على المحابر، الراسمون لبنان صيغة فريدة من ضوء لا يغيب”.

وختم وزير الثقافة: “في الحديث الشريف: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له.” المعلم عبدالله غانم عندما رحل عن هذه الفانية ترك الثلاثة مغا: العلم النافع للناس، والأولاد الذين بهم يعتز هو ولبنان، وهذا الصرح الذي تحول صدقة جارية لكل أهل العلم”.

كما جال المرتضى والحضور في ارجاء حديقة القاضي جورج غانم الثقافية التي شيدت كهدية رمزية، تخليدا لروح القاضي غانم يوجد داخلها محطات ثقافية و19 مقعدا ثقافيا، يحمل كل منها اسم أديب من بسكنتا والمتن، أمثال ميخائيل نعيمة، رشيد أيوب، المونسنيور حبيقة، عبدالله غانم، أمين معلوف، توفيق يوسف عواد، مارون عبود، أمين الريحاني، سليمان كتاني وجورج غانم، إلى الأخطل الصغير وغيرهم.

والحديقة موجودة على ارض درب الادباء في بسكنتا حيث تستضيف أحداثا ثقافية ترفيهية، من ندوات ومعارض ومشاغل وليال ثقافية. حديقة ثقافية متاحة أمام المدارس والجامعات والقيمين على المعارض ومقدمي الفنون الراقية”.