IMLebanon

الراعي: إننا أقوى من كل التحديات والظروف الصعبة

اشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى أننا “قمنا اليوم بجولة في انشاءات عدة في موقع “حديقة البطاركة” من دير مار اسطفان لاقامة الراهبات الانطونيات، الى معرض الوادي المقدس، الى واحة “زنابق حقل” الضابط الشهيد ابن الديمان ادوار فرنسيس عرب. وصلينا على نية المحسنين الذين حققوا هذه الاعمال”.

واضاف الراعي: “استمعنا في “بيت الذاكرة والاعلام”، الى الكلمات وشاهدنا العروض المصورة المتعلقة بتأهيل الموقع وتجهيزه، فتأكدنا، مرة جديدة، أننا اقوى من كل التحديات والظروف الصعبة التي نواجهها”.

وتابع الراعي: “لمسنا مدى التزام رابطة قنوبين رسالتها على رغم من هذه الظروف، وفي إمكاننا القول إن الرابطة لم تنقطع عن المشاريع والمبادرات الملموسة، ولم تؤثر على عملها لا ازمة كورونا ولا سواها، بل بالعكس نرى ان شدة الازمة ضاعفت ارادة العمل والتصميم والانجاز لدى الرابطة واصدقائها المؤمنين بغنى تراثنا الماضي من اجل المستقبل. فنكاد لا نختتم مشروعا حتى نفتتح سواه”.

كما لفت الى أنه “بهذا الزخم والعزيمة، نرى وجوها ثقافية وفكرية واجتماعية مشرقة تنضم الى مسيرة عمل رابطة قنوبين للرسالة والتراث بانضمامها الى مجلس امنائها لتعمل على التخطيط ورسم برامج العمل المتصلة بتراث الوادي المقدس”.

وختم: “لا يسعنا الا ان نحيي هذه الوجوه ونشكر حضور النائبين جورج عطاالله ووليام طوق معنا والمشاركة الداعمة لورشة العمل المذكورة. ونقدر الدور الحيوي الذي باتت تضطلع به الراهبات الانطونيات، والذي يسهم في احياء حديقة الحجر وجعلها اكثر واكثر في خدمة المؤمنين من ابناء الكنيسة وسائر اللبنانيين”.

كلام الراعي جاء خلال اختتامه الأنشطة السنوية التاسعة عشرة لـ”حديقة البطاركة” في الديمان، التي تنظمها “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” وجماعة الراهبات الأنطونيات

وبارك الراعي انطلاق أعمال المرحلة الأخيرة من أشغال دير مار اسطفان لإقامة الراهبات الأنطونيات في الموقع، ثم دشّن مبنى معرض الوادي المقدس، الذي بناه جوزف غصوب عام 2016، وموَّل أعمال رسم معالم الوادي الدينية للفنان أنطوان مطر، وأنجز البناء أخيراً آدي الشامي لعرض منتجات من النبيذ المحلي.

وكان قد جال البطريرك الماروني والحضور في لوحات الوادي التي حملت كل واحدة منها تعريفاً بها متعدد اللغات، وخريطة تقود الزوار من موقع المعرض الى المواقع التي بختارون زيارتها داخل الوادي.

وكانت وقفة في جناح معروضات النبيذ اللبناني. ووزعت مطبوعة تعريفية بالمعرض وبمحتوياته وبالأنشطة المستقبلية المعدّة في اطاره.

بعد ذلك، بارك البطريرك الماروني واحة “زنابق الحقل” للضابط الشهيد آدوار فرنسيس عرب (1915-1944) من الديمان، الذي استشهد خلال معركة نهر شيلدت، التي خاضها الجيش الكندي ضمن قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وقد أقامت الواحة الجمعية اللبنانية الكندية، التي أسّسها عرب عام 1938.

ثم انتقل الجميع الى “بيت الذاكرة والاعلام” حيث افتتح الزميل جورج عرب اللقاء.

وعدّد أبرز عناوين عمل المرحلة المقبلة، وهي “إصدار كتاب أعمال المؤتمر الأول، وعقد المؤتمر الثاني حول التراث المسيحي المشترك في الوادي المقدس، استكمال خطة تجديد الحياة الروحية في وادي قنوبين، وانجاز أشغال ديري مار أبون وسيدة الكرم، إطلاق مركز الأبحاث الأركيولوجية المتعلقة بالوادي المقدس، إنجاز مبنى متحف الوادي المقدس لتوثيق وحفظ نتائج أعمال مركز الأبحاث المذكور وسواها”.

وتابع: “إطلاق مسارات الحج الديني وبخاصة مع موقع Meteora الأورثوذكسي في اليونان الذي بدأناه عام 2019، تفعيل عملية نقل التراث الى بلدان الإنتشار عبر التعاون القائم بين رعاة أبرشيات الإنتشار ورابطة قنوبين للرسالة والتراث، ومن خلال مشروع ربط المقيمين والمنتشرين بتطبيق الكتروني Application  المنطلق من هنا من “بيت الذاكرة والأعلام”، تفعيل التواصل مع الجهات العلمية والمانحة الوطنية والدولية للإفادة من خبراتها وقدراتها”.

ثم عرضت رئيسة دير مار اسطفان للراهبات الأنطونيات الأخت لينا الخوند التصاميم الهندسية لتأهيل وتجميل مداخل “حديقة البطاركة” وساحاتها وممراتها، التي أعدتها رابطة قنوبين سابقاً. كما عرضت أبرز أنشطة صيف 2022، وتركزت على الرسالة الروحية، وعلى خدمة المسنين والعناية بالأطفال.

بدوره، تناول رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، ما قامت به الرابطة منذ 25 عاما داخل الوادي وفي “حديقة البطاركة”.

وشكر الشدراوي للبطريرك الراعي على “تجديد الثقة بالرابطة وتعيينه أعضاء جددا في مجلس أمنائها”، وحيا “قبولهم التطوع والإنضمام الى هذه الورشة التراثية المتعددة الأوجه الروحية والثقافية والفنية والإجتماعية والتنموية”.

وقال: “نتطلع الى تطوير التعاون مع جماعة الراهبات ذوات الرسالة الروحية والثقافية المتصلة بتراث الجمعية الجليل، وبخبرتها الغنية في دير سيدة قنوبين. ويتركز هذا التعاون وينتظم في إطار واضح وشفاف يوزع الأعباء والواجبات والمسؤوليات والحقوق بين رابطة قنوبين وجماعة الراهبات”.

كما سلّم البطريرك الراعي أعضاء مجلس أمناء “رابطة قنوبين للرسالة والتراث” شهادات تعيينهم والاشارات البروتوكولية.

تبع ذلك، تكريم الأباتي أنطوان ضو الأنطوني، وقد قلّده البطريرك الراعي وسام سيدة قنوبين من الدرجة الأولى، تقديراً لـ”عطاءاته الفكرية ولخدمته الروحية وللدور الثقافي البارز الذي أداه في مختلف حقول العلاقات المسكونية والحوار المسيحي الإسلامي، وللإصدارات التاريخية المتعلقة بتراث الوادي المقدس عبر توليه مسؤولية أمانة الشؤون التاريخية في رابطة قنوبين.

ومنح البطريرك الراعي فادي ميشال غصن تقديرات “حديقة البطريرك”، وقد تسلم مجسم التقديرات عنه ممثله في الاحتفال المحامي انطونيو فرح.

الى ذلك، وجه البطريرك الماروني كلمة شكر وتقدير الى رئيسة الجامعة الاميركية للتكنولوجيا AUT غادة حنين التي اقامت “حديقة البطاركة” عام 2004 باكورة كل هذه الاعمال، والقنصل وديع فارس “الداعم الدائم” والى المدير العام لوزارة الاشغال العامة والنقل المهندس مطانيوس بولس “الحاضر الدائم” في هذه الورشة.

بعد ذلك، استضاف رئيس الرابطة الشدراوي الحضور الى غداء قنوبيني في استراحة الحديقة في “واحة عصام فارس للتنمية والتراث”.