IMLebanon

بقعة الكوليرا تتّسع في عكار: هل من داعٍ للهلع؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

ارتفعت في اليومين الأخيرين حالات الكوليرا على نحو مخيف، لا سيما في بلدة ببنين ومخيمّات النزوح فيها، وفي المحمّرة، والأعداد التي تصل إلى طوارئ مستشفى حلبا الحكومي كبيرة، وتنذر بأن الأمور إلى تطوّر أكثر.

التوتر والخوف يسيطران على الأهالي مقابل استنفار المستشفى، كونه الوحيد الذي يعمل على خط المعالجة، وذلك بعدما شُغلت كل الأسرّة فيه بالمصابين، وهناك العديد من الحالات تنتظر في الطوارئ، بعضها يتلقى علاجه ويعود إلى المنزل، أمّا الحالات التي تستدعي العناية فترسل إلى مستشفيي المنية الحكومي وطرابلس الحكومي، إذ لا أماكن في مستشفى عكار الحكومي.

في مخيّمات المحمّرة في عكار ظهرت الكوليرا في الأساس، وتحديداً في مخيم 045 حيث كانت الحالة الأولى، لكن بلدة ببنين تحوي مخيّمات أيضاً وقد شهدت عشرات الحالات التي نقلت إلى المستشفيات، وسط حديث عن تخطّي عدد الإصابات المئة، وتستقبل مستوصفات المنطقة العديد من الحالات يومياً؛ تتم معالجة البعض فيها، وتستدعي حالة البعض الآخر الدخول الى المستشفيات، في وقت لا يجد الأهالي حتى اللحظة من يعمل على معالجة أسباب المشكلة، وهي تلوّث مياه الريّ التي يستخدمها السكان لتعبئة الخزانات وريّ المزروعات في ظل انقطاع كامل للتيار الكهربائي منذ أشهر عن المنطقة، وعدم قدرتهم على تشغيل آبارهم، ويقال إنّ أصحاب الصهاريج يستخدمونها أيضاً.

وفي مستشفى حلبا الحكومي حيث يمكث العديد من المصابين، لا يعرف الشاب خضر الحاج من ببنين من أين التقط العدوى، لكنّه لا يستبعد أن تكون وصلته من المياه أو من الخضار المزروعة في المنطقة لأنّها «تروى بمياه الري وهي بالطبع مياه ملوثة».

من جهتها، تقول إحدى المصابات السوريات إنّ المياه التي يستعملونها تؤمنها الأمم المتحدة عبر صهاريج لكنّها لا تعرف إذا كانت ملوثة أم لا.

حتى اللحظة، لم تتشكّل أيّ خلية أزمة في عكّار للتعامل مع الكوليرا أسوة بما حصل في زمن «كورونا»، واذا استفحل الوضع وتفشّت الكوليرا أكثر ولم تعد مستشفيات المنطقة الحكومية قادرة على استقبال المرضى، فإن الأمور ستخرج حينها عن السيطرة.