IMLebanon

نصرالله: الصواريخ “بتطعمي خبز”… ولن نتردد بالذهاب إلى حرب

اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله، أن “اتفاق الترسيم البحري إنجاز تاريخي وكبير للشعب اللبناني وللمقاومة”، مشيرا إلى أنه “بعد الكلام منذ سنوات عن وجود النفط والغاز أصبح لبنان بحاجة لترسيم الحدود”.

وجدد التأكيد أن “استخراج النفط من كاريش قبل ترسيم الحدود كان سيعني حتمًا مواجهة قد تتطور الى حرب اقليمية”، مضيفا: “في بعض ليالي المفاوضات كنا نصل إلى خلاصة تقول “رايحيين خلال أيام على الحرب” وفي نهاية المطاف بصلابة الموقف اللبناني وبجدية المقاومة و”المسيرات” تم التوصل الى الإتفاق ونعم المقاومة عامل حاسم”.

وتابع: “لن يستطيع أحد استخراج الغاز إذا مُنع لبنان من استخراج غازه وعندما تقتضي المصالح الوطنية الكبرى بتجاوز قواعد الاشتباك فالمقاومة لن تتردد لو اقتضى ذلك الذهاب الى حرب”.

وقال: “بالنهاية تبيّن أنه نعم “الصواريخ بتطعمي خبز””.

وذكّر نصرالله في كلمة، بأن “الحدود البرية بين فلسطين المحتلة ولبنان رسمها الانتداب الفرنسي والبريطاني ولكن لم يتم ترسيم حدود بحرية”.

وقال: “الكيان يعتبر أن حدوده من النيل إلى الفرات وهو أصلاً لا يعترف بحدود ويعتبر أن حدوده حيث تصل قوته وجبروته”.

وأضاف: “قلنا ونقول إن المقاومة لا تتدخل في ترسيم الحدود لأسباب كثيرة وإنما نقول ما تعتبره الدولة للبنان نحن نلتزم به”، مشددا على أنه “نرفض التخوين بالتنازل عن الخط 29 وما تقرّره الدولة تناضل من أجله المقاومة”.

ورأى نصرالله أنه “صار لزاما على اللبنانيين العمل على تحرير كل المساحات البحرية الواقعة شمال الخط 23 وعلى استنقاذها من الهيمنة والتسلط الاسرائيلي”، مشيرا إلى أن “اتفاق ترسيم الحدود البحرية يتضمن تحديد المياه الإقليمية والمناطق الاقتصادية للبنان في البحر”.

وتابع: “النقاش حول الخط 23 و29 خارج المقاومة وكان الأفضل من المطالبين بالخط 29 ان يبدأو نضالهم بتاريخ 1-10-2011”.

كما أوضح أن “إسرائيل رسمت الخط 1 من الناقورة واعتبرت المنطقة البحرية لها، ولبنان كان قال إن له حقوقاً في تلك المنطقة”، كاشفا عن أن “الشركات التي تعهدت في السنوات الماضية بالعمل في البلوكات الجنوبية منعتها أميركا”.

وأكد أن “كل المنطقة الواقعة شمال الخط 23 أصبحت واجبة التحرير تحت عنوان إقليمي إقتصادي وأصبح هناك قضية وطنية تعني الشعب والمقاومة”.

ولفت إلى أنه “منذ بدء التفاوض إلى ما قبل المرحلة الأخيرة لم ُيطلب من المقاومة شيئا محددا وكان الخيار في البداية هو اللجوء إلى الامم المتحدة التي نصحت بأن تقود أميركا وساطة من هذا النوع”.

وأردف: “الحكومة اللبنانية بناءً على تفويض من مجلس النواب حددت وفق قرار رسمي لبناني أن حدودنا هي الخط 23 والذي يبدأ من خط محدد قرب الناقورة”.

وكشف نصرالله عن أنه “حصل توافق ضمني بين الرؤساء وعلى مستوى الدولة بين 2009 و2010 أن يتابع الملف رئيس مجلس النواب نبيه بري ويباشر هذا الملف”.

وشدد على أن “لبنان الرسمي على مستوى القرار رفض “خط هوف”، وبدأ الضغط الأميركي على المسؤولين في الدولة وفي نهاية المطاف الموقف الرسمي بقي رافضًا لهذا الخط”، مؤكدا أن “بري لم يقدم تنازلات عن حقوق لبنان وتحمّل المرحلة ووصلنا إلى مرحلة إعلان إتفاق الإطار”.

وأشار إلى أنه “بعد تبدّل الادارة الأميركية تم تكليف هوكشتاين وقدم طرحاً جديداً متقدم عن طرح هوف ولكن لا يستجيب للمطالب الللبنانية وهنا بدأت تحولات في المنطقة والعالم”.

وعن انتقال الملف من بري إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، قال الأمين العام للحزب: “نعتبر أن الملف إنتقل من يد أمينة الى يد أمينة ومن رجل صلب في المفاوضات الى رجل صلب في المفاوضات”.

وقال: “استنادا الى الموقف الرسمي أعلنت المقاومة أنها لن تسمح للعدو من استخراج النفط والغاز من كاريش قبل اتفاق يستجيب للمطالب الرسمية اللبنانية”.

ونوه بـ”الفريق اللبناني الذي قام بجهد كبير وتعرض لضغوط كثيرة والمفاوضات لم تكن سهلة”، معتبرا أن “صلابة وصمود المفاوض اللبناني والرؤساء كان أساسيا بعملية التفاوض”.

إلى ذلك، أفاد بأن “ظروفا دولية وإقليمية ومحلية ساهمت في الوصول إلى الإتفاق والأهم هو إلتقاط لبنان الرسمي والمقاوم هذه اللحظة التاريخية، وتضامن الرؤساء بين بعضهم وشجاعة وصلابة الرئيس المفاوض كانت مساعدة ويسجل هذا الانجاز أنه تم في عهد فخامة الرئيس ميشال عون وهذا لا يلغي الجهود الأخرى”.

وأضاف: “نعتقد بشكل موضوعي ودون مبالغة أن لبنان في هذه المعركة الأخيرة حصل على كل ما أراده والنتيجة ممتازة وكبيرة ونتحدث عن انتصار كبير”، مؤكدا أن “لبنان حصل على كل ما أراده ورفض الخط 1 وخط هوف وتحمّل الضغوط الأميركية والإسرائيلية وأصرّ على الخط الـ23 وحصل عليه كاملاً بالإضافة إلى البلوك 8 و9 و10 مع كامل حقه في حقل قانا وهناك التزام من إسرائيل بألا تقترب منه”.

وقال: “من المهم جداً التذكير أن الترسيم لم يقدم ضمانات أمنية من تحت الطاولة لإسرائيل وإلا لكان هذا إنجاز عظيم لحكومة يائير لابيد”، مشددا على أن “الإسرائيلي اعترف بتوازن الردع ولم يحصل أي شبهة تطبيع بالاتفاق حتى التوقيع لم يتم على ورقة واحدة وتم تسليم الوثائق الى الأمم المتحدة”.

وأعلن أن “هناك مساحة ضيقة بقيت عالقة خلال المفاوضات وهي من مياهنا الإقليمية وهي محتلة من قبل العدو ومن واجب لبنان العمل في أي وقت من أجل تحريرها”، متابعا: “إسرائيل كانت تعلم أن تهديدنا حقيقي وجدي ولبنان وصل إلى فم الحرب لكنه لم يدخل بها”.