IMLebanon

الأبيض: نظامنا الصحي هش… والكوليرا جرس انذار

أكّد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض أننا “اليوم أمام عدو جديد، بالاضافة الى ما نذكره عن موضوع الدواء ومشاكل الاستشفاء، فجأة امامنا وباء جديد يشكل تحديا كبيرا امام النظام الصحي لدينا، ولأسباب عدة اولها ان هذا الوباء لا يتعلق فقط بقدرات النظام الصحي لدينا، بل بقدرات الوزارات الاخرى والاوضاع الميدانية منها خدمات شبكات توزيع المياه والصرف الصحي، بالاضافة الى الممارسات والفحوصات التي تتم في وزارة الزراعة والمدارس”.

وشدد الأبيض على أنّ “هذا الامر يتطلب ان نضع عيوننا على ما يحصل في الوزارات والادارات الاخرى ، كما اننا نعاني في نظامنا الصحي أزمة هجرة الطواقم الطبية والتمريضية الى خارج البلاد بسبب الاوضاع الاقتصادية التي نعانيها”.

جاء كلام وزير الصحة خلال افتتاحه المؤتمر العلمي الذي نظمته مؤسسة الاستشفاء والعناية النفسية، في ظل انتشار وباء الكوليرا تحت عنوان cholera outbreak 2022- updates-response، في قاعة المؤتمرات في “مستشفى الشيخ راغب حرب” في النبطية

وتابع: “لقد سجل حتى اليوم ان هناك اكثر من 40 في المئة من الاطباء في لبنان قد غادروا لبنان واكثر من 30% من الممرضين غادروا، وهذا يعني ان نظامنا الصحي الان هو هش، ووسط المقدرات القليلة، نرى ان تراكم الازمات لا على القطاع الصحي الذي بدوره يدفع ثمن عدم توفير الخدمات الاساسية كالكهرباء وغيرها وتجلعه يئن تحت كل هذه الازمات ويكاد يجهد لتقديم الخدمات التي يحتاج اليها المريض، وفوق كل ذلك، نجد اليوم لدينا وباء جديد يثقل هذا النظام الصحي والمجتمع يبذل كل الجهود للوقوف مع هذا النظام”.

كما أردف الأبيض: “بالنسبة الى المعركة مع الكوليرا، نحن نعرف ان هناك خطة دائمة في اي حرب وقد تعلمنا ذلك من المعارك التي جرت في الجنوب مع العدو وهي الجهوز اولا والتحضير الجيد لاي معركة، والموضوع الاخر هو السرعة، أي المبادرة وعدم الانتظار، وخطة وزارة الصحة كانت قائمة على المبادرة وعدم انتظار تزايد اعداد المصابين”.

وقال: “من هنا لاحظنا ان اعداد الوفيات بالكوليرا انحسرت واستطعنا تثبيت أعداد المرضى، ولكن لا يمكن هذا الامر ان يدعونا الى التراخي، بل الواضح، وبسبب الاهتراء في البنية التحنية لدينا في المجتمع، وبسبب البيئة الحاضنة للجراثيم ان نرى ارتفاع في الاصابات. ولذلك كان علينا ان نقوي اجراءات الوقاية، ومن هنا استطعنا توفير 600 ألف جرعة وصلت امس ليلا”.

وأمل وزير الصحة أنّ “تبدأ حملة التطعيم يوم السبت وستكون في المناطق الاكثر عرضة للاصابات وخصوصا في الشمال او بالبقاع الشمالي وصولا الى البقاع الاوسط،والهدف منها ان نقيم سدا منيعا وسط انتشار الوباء. ونأمل مع الجرعات الاخرى ان نستكمل حملات اللقاح كي نرفع نسبة الوقاية”.

ورأى أنّ “تفشي الكوليرا هو انعكاس لوضع معين لدينا في لبنان وهو انهيار مؤسسات الدولة، وما نراه اليوم ان المواطن اللبناني بكل نشاطه وجهوده يستحدث بدائل لمؤسسات الدولة ، بديل الكهرباء الواح الشمسية، يحفر ابارا للمياه. ولكن هناك امور يجب ان تكون فيها مؤسسات وتنسيق بين مختلف الجهات لتوفير الخدمات الشاملة”.

ولفت الأبيض الى أنّ انتشار الكوليرا يعكس كم ان هناك تراجعا كبيرا جدا جدا للخدمات الاساسية التي يمكن ان توفر للمجتمع حماية من كل هذا المشاكل التي نواجهها. والخوف انه اذا استطعنا الانتصار على موضوع الكوليرا او ان نوقفها، ولكن الارض لدينا قابلة لفتح ابواب من اوبئة اخرى يمكن ان تفيد من تلوث مياهنا وغياب الكهرباء”.

وختم: “علينا ان ننظر الكوليرا كجرس انذار لجميع المسؤولين في البلد ومن ضمنهم وزارة الصحة على انه اذا لم نتدارك هذا الامر ولم ننتبه اكثر ونعمل على تأسيس الخدمات الاساسية ونوفر لمجتمعنا شبكات الحماية، فاننا، حقيقة، نعرض هذا البلد ومجتمعه لاهتراء أكثر، ولعل الهجرة التي نعيشها في القطاع الصحي والتمريضي اليوم هي واجهة لهذا الموضوع”.