IMLebanon

هل يجمع “الحزب” فرنجية وباسيل مرّة ثانية؟

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

خلال اللقاء الأخير الذي جمع فيه رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية برئيس «التيار الوطني الحرّ» جبران باسيل، أكّد الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله تأييده وحزبه لترشيح فرنجية وكرّر أمام ضيفيه أنّ «حزب الله» لم يسبق وأن وعد بالإلتزام بترشيح أي شخصية على غرار ما سبق وفعل مع الرئيس السابق ميشال عون. يعتبر «حزب الله» أنّ فترة الوعود قد ولّت وأنه لم يعد ملزماً بتكبيل خياراته بما من شأنه أن يعطّل البلاد شهوراً وسنين. الظرف لم يعد يحتمل مزيداً من الإنتظار. لكنّ ذلك لا يمنع أنّ «حزب الله» طمأن فرنجية الى خوض معركة وصوله الى سدة الرئاسة الأولى، ولكن ليس بصيغة الوعد.

وضمناً لا يتعاطى «حزب الله» مع باسيل على أنه مرشح للرئاسة. هو لم يعلن ترشيحه بعد، بل قال إنه غير مرشح. حتى ولو لم يتفوّه بقولها فإنّ «حزب الله» لا بدّ وأنّه يعتبر أنّ باسيل كان الرئيس الفعلي في عهد عمّه ميشال عون وكانت له اليد الطولى في الحكم، وأبعد من ذلك فانتخابه رئيساً اليوم سيكون بمثابة استمرار لعهد عون من وجهة نظر الخارج والفريق الذي طوّق عهده في الداخل والخارج.

في حديثه الأخير يوم الجمعة الماضي حسم الأمين العام التكهّنات وأعلن موقف «حزب الله» النهائي من المرشح الرئاسي. حدّد مواصفات تتطابق ومواصفات اثنين من حلفائه ممّن يبادلهما الثقة لمواقفهما الثابتة حياله والتي لا تحتمل أيّ جدل. جبران باسيل الذي عوقب لأجل الثبات على موقفه من «حزب الله» ورفض الإملاءات الأميركية بقطع العلاقة معه ضماناً لمستقبله السياسي فعوقب، وسليمان فرنجية الثابت في تحالفه معه ولم يتراجع كما كان ثابتاً في الموقف من سوريا ورئيسها طوال الحرب. تحدّث السيّد عن مرشح تطمئنّ له المقاومة كإميل لحود وميشال عون بينما قطع الطريق على حظوظ قائد الجيش جوزاف عون ورفض بالمطلق ترشيح ميشال معوّض، ولفت إلى أنّ موقع الرئاسة وأهميته يفرضان عدم اختيار أيّ كان رئيساً، بما يعني عدم انتخاب أي شخصية لا تتمتع بمواقف شجاعة وواضحة تجاه القضايا المصيرية. أما لناحية المفاضلة بين الحليفين فقد سبق وقال السيّد صراحة أنه يثق باثنين، جبران باسيل وسليمان فرنجية، وإلى أن يعلن باسيل ترشيحه فيُحدث تغييراً في المعادلة وهذا مستبعد، فإنّ المستفيد الأول من حديث السيد هو فرنجية حكماً، وفق ما توضح مصادر مطلعة على موقف «حزب الله»، أكدت قائلة «إذا كان باسيل لم يعلن ترشيحه وهو أبلغ أنه ليس مرشحاً فالمقصود في المواصفات التي حدّدها السيّد، هو سليمان فرنجية حكماً وليس قائد الجيش جوزاف عون لأنّ «حزب الله» لن يثق «بميشال سليمان ثانٍ» والهجوم الذي شنّه على التدخّل الأميركي في الجيش له مغزاه وأبعاده». خلال الاجتماع معه، قال السيّد لباسيل صراحة «في عهد الجنرال عون لم تطعن المقاومة في ظهرها وسليمان فرنجية مطمئن في هذا المجال».

لكن حجر العثرة في طريق انتخاب فرنجية هو رفض باسيل لترشيحه وهو ما سيسعى «حزب الله» الى حلحلته وسيستمرّ في مساعيه، ومصادره المقربة تقول إنّ اجتماعاً ثانياً يتم ترتيبه بين الرجلين سيعقد عند توافر الظروف المناسبة. لكن باسيل لا يفوّت فرصة الا ويؤكد رفضه ترشيح فرنجية. بعض المقربين لا يستبعد أنّ الرجل يريد تقطيع الوقت إلى حين نضوج المساعي الجارية برعاية قطرية لرفع العقوبات عنه. باسيل العائد من قطر، وضعت مصادر المقربين منه الزيارة في إطار مشابه للزيارة التي سبق وقام بها إلى تركيا وكان هدفها يومذاك التقريب في وجهات النظر مع سوريا. وتريد إضفاء بعدٍ على الزيارة أبعد من القضايا الداخلية في إشارة الى دوره الذي يتعدّى لبنان الى قضايا أكثر تعقيداً. ولكن المتعارف عليه، أن لباسيل دوره في دخول القطريين شركاء الى جانب «توتال» في التنقيب واستخراج الغاز على الحدود مع إسرائيل، وسرت مداولات أنّ القطريين فاعلون على خط الأميركيين بهدف رفع العقوبات عنه وأنّ المساعي نضجت تقريباً، وفي اعتقاد المقربين أنّ رفع العقوبات يمنح باسيل شرعية الترشح للرئاسة حكماً. لكنّ المصادر المطلعة على أجواء «حزب الله» ترى أنّه من الممكن الرهان على رفع العقوبات والوقت لا يسمح بمزيد من تقطيع الوقت، وتعتبر أنّ العقوبات ليست وحدها العقبة لأنّ ثمة عقبات داخلية تعترض ترشيحه منها رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيحه كما الرئيس سعد الحريري و»التغييريين» والحزب التقدمي الإشتراكي.

يمكن اعتبار كلام السيد بمثابة تأييد علني لفرنجية وإعلان رسمي عن بداية خوض معركته والشروع في ترتيب الأرضية لذلك داخلياً وخارجياً حيث ينشط فرنجية ويعقد لقاءات على جانب من الأهمية خاصة على المستوى العربي. وهو المسعى ذاته الذي يقوم به باسيل، وكلّ تجاه الدول القريبة منه ليبدو الأمر وكأنه سباق بين مرشحين خصمين، حليفهما واحد.