IMLebanon

وزير البيئة: نحن أمام تأخر كبير في بناء مدننا

افتتح في قاعة مصباح البزري في القصر البلدي لمدينة صيدا قبل ظهر اليوم الأربعاء، “منتدى صيدا البيئي: نحو مدينة مستدامة بيئيا – صيدا نموذجا”، برعاية وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، وبتنظيم مشترك بين بلدية صيدا وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة – مكتب غرب آسيا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة.

حضر الافتتاح مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، ممثل مطران صيدا للموارنة مارون العمار الخوري جان ماري شديد، محافظ الجنوب منصور ضو، نائب رئيس بلدية صيدا إبراهيم البساط وعدد من أعضاء المجلس البلدي، رؤساء عدد من بلديات اتحاد صيدا – الزهراني، أعضاء في امانة سر ولجان “صيدا تواجه” وفريقا عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة ومؤسسة الحريري وفاعليات رسمية واقتصادية واجتماعية وهيئات ومؤسسات صحية وبيئية وتربوية ونقابية وأهلية.

وقال وزير البيئة: “سأبدأ ببعض الأخبار التي تحدث في محيطنا: مدينة تضع هدفا خلال العشرين عاما المقبلة ان تكون مدينة الـ “20 دقيقة”، بمعنى أنه في الـ 2040، أي أن تمكن سكانها من الوصول والحصول على كل حاجاتهم بالتنقل فقط 20 دقيقة، ومدينة أخرى تبني نقلا مستداما عبر مترو حديث يستوعب نصف مليون مسافر يومياً، وأخرى تبني أكبر محطة للطاقة الشمسية بقدرة تصل إلى حوالي 1500 ميغاوات (أي أقل من نصف ما يحتاجه لبنان) بكلفة ملياري دولار”.

وأضاف: “ان ما تكلمت عنه من هذه المشاريع ليس من نسج الخيال ولا أجزاء من روايات علمية بل هي تحدث في عالمنا العربي، في دبي والدوحة واسوان، وفي دول شقيقة لطالما كنا كلبنانيين شركاء في العمل المشترك والتعاون وحتى في تنفيذ هذه المشاريع. إذا، نحن امام تقدم هائل في بناء مدن المستقبل خاصة لدى الأشقاء العرب يقابله تأخر كبير في مدننا في لبنان حيث نغرق في إدارة الشؤون اليومية للناس، نصارع أبسط الأمور مثل ادارة النفايات وهي مكدسة في شوارعنا، ونصارع المجاري الملوثة لشواطئنا، والإنبعاثات القاتلة لهوائنا. والسؤال كيف لمدننا وسكانها وأهلها ذو علم وطاقات هائلة، وكيف لمدننا التي كما تقول السردية صدرت الحرف وطورت التجارة البحرية أن تغرق في أبسط الأمور وتتراجع إلى هذا الدرك؟”.

وتابع: “الإجابة هنا ليست فقط متعلقة بقلة الأموال وإن تضاؤل التمويل للمشاريع التنموية هو واقع، لكن القضية أبعد من ذلك. فلنتحدث قليلا عن الكهرباء: يقدر ما صرفه اللبنانيون على الكهرباء 40 مليار دولار هذا الكم الضخم من الدين العام ذهب على الكهرباء- صرفنا واهدرنا هذه المليارات على موضوع واحد هو الكهرباء وخلال الأشهر الماضية صرف اللبنانيون نصف مليار دولار على الطاقة الشمسية والطاقة البديلة. والإجابة ليست فقط في توهن الإدارة ، وان كان ضعف الإدارات العامة يصيب مقتلاً في إدارة شؤون الناس . والإجابة كذلك لا علاقة لها بغياب الحلول التقنية بل هي موجودة وبكثرة لحل مشاكلنا في إدارة النفايات، للطاقة البيئية وللنقل المستدام . إذن ما هي المعضلة؟”.

وأشار إلى أن “المعضلة الأساس لتدهور الوضع البيئي في مدننا وفي كل لبنان، هو ضعف واستضعاف المؤسسات، وهنا سأتكلم عن 3 نقاط: أولا: غياب المحاسبة وسيادة القانون، ثانيا: إضعاف الإدارات المحلية، ثالثا: توهن الثقة بالمؤسسات. هذه النقاط الثلاث وربما غيرها هي أسس أو مداميك بناء مدننا بشكل مستدام ، فالمؤسسات والقوانين والثقة هي نقاط إنطلاق الحصول على تمويل وحسن التنفيذ ومهارة الإدارة لهذه المشاريع”.

وشدد على “أننا أمام فرصة للمدينة، وهذا المنتدى هو بداية الحوار حول الفرص المتاحة للمدينة وهي فرصة لإعادة بناء ثقة عامة مبنية على التعاون الحاصل في المدينة، يبدأ بتدعيم الإدارة المحلية في المدينة ومشاركة بلديتها والوقوف مع رئيسها ومجلسها البلدي للشروع في الإدارة المباشرة للكثير من القضايا واقصد هنا الملف الأبرز هذه الأيام وهو إدارة النفايات الصلبة فلنستفد من هذه الفرصة ونقف مع رئيس البلدية والمجلس البلدي والإدارة البلدية لادارة هذا المعمل بشكل مباشر، ونحن مستعدون لأن نساعد تقنيا وفنيا. وهذه قد تكون الخطوات الأولى لبداية المسار المستدام في المدينة، وقد اذهب لاحقا الى تأسيس وإنتاج طاقة بديلة وغيرها من الخطوات نحو مدينة مستدامة وتكون صيدا نموذجا”.

وأوضح ياسين أنه “إذا تضافرت هذه الجهود وهذا التعاون الوثيق وهذا الدعم للإدارة المحلية يمكننا العمل على المساعدة للحصول على التمويل. لقد ذكرت ان التمويل ليس المشكة الأساس رغم ضعف مالية الدولة حاليا، يمكننا الإستفادة من فرص التمويل المناخي والتي نعمل كوزارة على الإستفادة منها مع شركائنا في برامج الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، حيث تولي وزارة البيئة هذا الموضوع إهتماما خاصا عبر إطلاق مرفق الإستثمار الأخضر. هذا المرفق لجذب استثمارات في هذه القطاعات المرتبطة بالإستدامة والتعافي الأخضر وعبر الإستفادة من كل فرص التمويل المرتبطة بمكافحة المناخ وتركيز خاص ومبني عن قناعة تامة على المدن الساحلية كبيروت وطرابلس وصيدا وصور وجبيل وجونية. فلنتخيل إدارة متكاملة للنفايات مع فرزها من المصدر في المدينة، ولنتخيل نقلا عاما في باصات صديقة للبيئة ترعاها الإدارة المحلية، ولنتخيل محطة لإنتاج الطاقة النظيفة، وحدائق متعددة ومساحات خضراء  يحق لنا أن نحلم بصيدا مستدامة والأهم وهذه هي الرسالة أننا معا نستطيع تحقيق الحلم”.