IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الإثنين في 25/9/2017

 

 

على الأرض التي دخلها منفيا سار عليها اليوم سير الفاتحين منذ خمسة عشر عاما أقام فيها جنرالا مخلوعا عن حلم استقر في إقامة جبرية معزولة ومن المنفى السياسي واصل عمله السري بعد خمسة عشر عاما غير التاريخ مساره قلب صفحاته ليعيد كتابتها الجنرال أصبح رئيسا وعلى جادة الشانزيليزيه كانت الحفاوة بأول رئيس جمهورية في الشرق الأوسط يطأ قصرها بعد زيارة الرئيس فلاديمير بوتين هي ليست زيارة عادية ولم ترتد طابع الزيارة الرسمية بل جاءت من مقام أرفع برتبة زيارة دولة وبدعوة مباشرة من رئيس الدولة المضيفة وعلى وقْع الاستعراض العسكري لحرس الشرف وعزف النشيد أطلقت واحدة وعشرون طلقة ترحيبا بالرئيس الضيف ميشال عون رئيسا في الأليزيه حيث ستعقد اجتماعات الند للند في زيارة تكتسب أهميتها من عنوانها قبل أن تعرج على مسرى الأحداث في المنطقة لاسيما ما يتعلق بالأزمة السورية وما يزيدها أهمية أنها تأتي غداة الخطاب الفصل الذي ألقاه رئيس الجمهورية ميشال عون تحت قبة الأمم المتحدة وما تضمنه من مواقف متقدمة خصوصا ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية وهي تاليا تتزامن وما تعيشه المنطقة بأسرها من خلط أوراق يسكن التقسيم كالشيطان في تفاصيلها ومن شبه اتفاقية سايكس بيكو بما يجري حاضرا ما ظلم فإذا كان التاريخ قد راجع أوراقه الفرنسية مع رئيس لبنان فإن التاريخ على وشْك أن يعيد نفسه وهذه المرة من أبوابه العثمانية حين سقط حلم إقامة الدولة الكردية مع انهيار السلطنة اليوم شهر البرزاني ورقة الاستفتاء على إقامة دولة كردية مستقلة وذهب أكراد العراق إلى التصويت على حلم قادهم إليه البرزاني لا لإقامة وطن مفقود بل لترسيخ أقدام إسرائيل على خاصرة العراق وإذا ما سلك الاستفتاء طريقه إلى النعم فسيكون أهم إنجاز إسرائيلي بتمويل خليجي وستكون النعم لاء كبيرة في وجه كل العالم المعترض على الخطوة وقد بدأت بوادر الخراب الذي يقود البرزاني شعبه إليه تظهر مع الحصار الذي فرضتْه دول الجوار الرافضة للاستفتاء على الشعب الكردي المأخوذ رهينة مسعود مأخوذ بجريرة نتنياهو ولا عجب في أن تكون إسرائيل الوحيدة التي تدعم الانفصال وهي التي اغتصبت وطنا وفصلت قدسه عن قطاعه وتسعى لأن يكون لها شبيه قد يشعل في خياراته حربا إقليمية في وقت يخوض فيه العراق وسوريا حرب القضاء على الإرهاب ووسط البارود القابل للاشتعال في المحيط عادت السلسلة لتلتف حول أعناقنا من باب الضرائب وعليها ضرب القطاع العام والخاص بنقاباتها وهيئاته موعدا مع إضراب شامل غدا يحيي ساحة رياض الصلح بالتزامن مع جلسة السرايا على حق مكتسب في رتب ورواتب وما على أهل الحل والربط إلا أن يجدوا مصادر التمويل لا أن يفرضوا الضرائب على المساكين بحجة أنهم مع الشعب المسكين.