IMLebanon

دورة غير مسبوقة لمعرض فرانكفورت الدولي للسيارات الأسبوع المقبل ستركز على المركبات الكهربائية وذاتية القيادة وعالية التكنولوجيا الرقمية

GermanElectricCars
تستعد صناعة السيارات لانطلاق فاعليات الدورة الجديدة لمعرض فرانكفورت الدولي للسيارات الأسبوع المقبل، في ظل توقعات بأن تكون هذه الدورة غير مسبوقة من خلال عرض الشركات الكبرى لأحدث منتجاتها التي ستظهر لأول مرة خلال المعرض.
ومن المنتظر أن تكون أنظمة مساعدة السائق الإلكترونية المتقدمة والمركبات الكهربائية أبرز موضوعات المعرض، الذي يقام كل عامين في مدينة فرانكفورت.
يخصص المعرض يومين للصحافة والشركات اعتبارا من يوم الثلاثاء 15 أيلول/سبتمبر قبل أن يفتح أبوابه للجمهور اعتبارا من يوم 17 أيلول/سبتمبر وحتى 29 من الشهر نفسه.
بالطبع فإن الشركات الألمانية ستشارك في المعرض، باختيالها المعتاد بما تملكه من سمعة عالمية عالية.
وتشمل قائمة السيارات المنتظر أن تخطف الأبصار في المعرض السيارة الكابورليه فائقة الفخامة «مرسيدس بنز إس» حيث ستكون السيارة أول جيل جديد من هذه الفئة منذ 44 عاما.
كما تعتزم الشركة المنافسة «بي.إم.دبليو» عرض نسخة جديدة من سيارتها الفارهة «بي.إم.دبليو إس».
وسيعرض للمرة الأولى أيضا الجيل الجديد من السيارة «أيه»4 من إنتاج شركة «أودي» للسيارات الرياضية الفارهة.
وسيكون لدى عشاق السيارات الرياضية رغبة جامحة لمشاهدة النسخة الجديدة من السيارة «بورش911» ،ذات المحرك الجديد المزدوج ذي الشحن التوربيني بسعة 3 لترات، حيث ستحل محل النسخة الحالية لتقدم شكلا أكثر جاذبية وأداء أفضل.
وستظهر لأول مرة أيضا النسخة الجديدة تماما من السيارة «أوبل أسترا» في معرض فرانكفورت، وهي النسخة السابعة من هذا الطراز. وهي أقصر من النسخة الحالية بمقدار 5 سنتيمترات تقريبا وأقل ارتفاعا بمقدار 2.6 سنتيمتر، وهو ما يقلل وزنها ويقلل مقاومة الهواء.
أما «تويوتا موتور كورب» اليابانية فتعتزم الكشف عن الجيل الرابع من سيارتها الهجين «بريوس» إلى جانب السيارة الرياضية «ألفا روميو» الآتية من إيطاليا. وتعتزم «ألفا روميو» إعادة الروح إلى السيارة «جيوليا»، التي ظهرت لأول مرة منذ 5 عقود، حيث ستنافس السيارة الآتية من الماضي سيارات الفئة الثالثة من «بي.إم.دبليو».
وسيكون للسيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (إس.يو.في) مكانها في الدورة الجديدة لمعرض فرانكفورت، حيث تقدم شركة «مازيراتي» الإيطالية السيارة «ليفانتي» والتي تظهر لأول مرة أيضا.
وستواجه هذه السيارة منافسة من جانب السيارة «إف.بيس» من شركة «جاجوار» البريطانية والسيارة «بنتلي بينتايغا» والتي تشترك مع السيارة «كيو7» من «أودي» في قاعدتها، حيث أن الشركتين مملوكتين لمجموعة «فولكس فاغن» الألمانية. ومن المنتظر طرح السيارة «بينتايغا» للبيع العام المقبل.
وهذه السيارة تزن نحو طنين، ومزودة بمحرك قوته 600 حصان وستكون الأسرع في فئتها. وقد عرضت «بنتلي» مؤخرا تسجيل فيديو للسيارة الجديدة وهي تسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة في أحد مضمارات الاختبارات. ويبدأ سعر السيارة من 200 ألف يورو ( 222 ألف دولار) مع وجود فئات أخرى بتجهيزات أكثر وبسعر أعلى.
ورغم أن السوق التي تستهدفها هذه السيارة صغيرة للغاية، فإن هذه السوق موجودة بالفعل بحسب فولفغانغ دويرهايمر الذي قال لمجلة (أوتو موتور أند سبورت) الألمانية «عملاؤنا المستهدفون يمتلك الواحد منهم عادة 8 سيارات منها سيارتان من فئة إس.يو.في».
كما تعتزم شركة صناعة السيارات الكهربائية «تيسلا» المشاركة في المعرض بسيارتها «موديل إكس» الكهربائية للطرق الوعرة، والتي لم يتم طرحها للبيع، في حين تقول الشركة الموجودة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إن حوالي 30 ألف شخص طلبوا بالفعل شراء السيارة.
كما تعتزم «أودي» طرح النموذج الاختباري لسيارتها الكهربائية «كواترو»، والذي يعطي رؤية مسبقة للسيارة الجديدة تماما «كيو6» من فئة إس.يو.في، والمنتظر طرحها للبيع في الأسواق الدولية خلال عام 2018.
وبالطبع لا يكتمل أي معرض كبير للسيارات بدون سيارات السباق والسيارات الرياضية فائقة السرعة، حيث يتم عرض السيارة «فيراري 488 سبايدر» والتي تستطيع الانطلاق من الثبات إلى 100 كيلومتر في الساعة خلال 3 ثوان فقط، وتزيد سرعتها عن 300 كيلومتر في الساعة.
الأمر نفسه ينطبق على النسخة الجديدة من السيارة «لمبورغيني هوريكان» التي قد تكون أقل سرعة لكنها أكثر أناقة من حيث الشكل

تنافس مع شركات تكنولوجيا المعلومات لصياغة مستقبل قيادة المركبات

ومن المنتظر أن يسود مزاج التفاؤل الدورة الجديدة للمعرض، لكن هناك أمرا ما يثير قلق هذه الشركات وهو الإنترنت.
تواجه شركات السيارات ثورة رقمية مع محاولة شركات الإنترنت الأمريكية العملاقة استعراض عضلاتها من خلال خدمات جديدة عبر الإنترنت والسيارات ذاتية القيادة (بدون سائق).
تسعى شركات الإنترنت العملاقة مثل «غوغل» إلى الحصول على شريحة من كعكة سوق السيارات، في حين تواجه شركات صناعة السيارات خطر فقدان السيطرة على هذه السوق مع تفضيل المشترين للسيارات على أساس مكوناتها التكنولوجية وليس شكلها ولا بريق عجلاتها.
يقول اكسيل شيميدت، خبير صناعة السيارات في مؤسسة «أكسنتور» للاستشارات الإدارية «في الأيام الماضية كانت سلسلة القيمة المضافة في صناعة السيارات واضحة وصريحة، حيث يوجد فيها المصنعون وموردو المكونات والوكلاء .. ما نراه اليوم هو أشبه بنظام بيئي لا يمكن أن يسيطر عليه منتج واحد».
ويمكن رؤية طموحات شركات تكنولوجيا المعلومات بسهولة. فـ»غوغل» تعمل منذ سنوات على تكنولوجيا للسيارات ذاتية القيادة. ووصلت جهودها إلى مرحلة إنتاج سيارات بالفعل يجري اختبارها وتنتشر بسرعة على الطرقات الأمريكية. كما تجري شركة «أوبير» لخدمات تأجير السيارات عبر الإنترنت أبحاثها حاليا لتطوير نظام آلي للقيادةز و»أوبير» من أغنى الشركات الناشئة في الولايات المتحدة. أما شركة «آبل» فيقال إنها تسعى أيضا لتطوير سيارة ذاتية القيادة خاصة بها. وحتى شركة الإلكترونيات اليابانية «سوني» تدرس جدوى تطوير سيارة ذاتية القيادة. في المقابل فإن مسئولي شركات السيارات الكبرى في ألمانيا يدركون مخاطر وجود المنافسين الجدد، حيث يقول مارتن فينتركورن، رئيس مجموعة «فولكس فاغن» أكبر منتج سيارات في أوروبا، ان «السباق من اجل تحديد شكل وسائل النقل في المستقبل قاس للغاية ولا أحد لديه الوصفة السحرية للنجاح فيه».
أما خبير سوق السيارات، فيلهلم شميدت، فيقول انه يستطيع تخيل سيناريو تنتج فيه شركات السيارات سياراتها ولكن بعقل قادم من «آبل» أو «غوغل».
في الوقت نفسه فإن الكثير من شركات إنتاج السيارات تبدي قدرا من اللامبالاة بالنسبة للخطر الذي تمثله شركات تكنولوجيا المعلومات.
غير أن دايتر تسيتشه، رئيس «دايملر» يمثل استثناء، حيث قال مؤخرا انه يمكنه العمل مع مهندسين من ج»غوغل» أو «آبل» في المستقبل، حيث تقدم «دايملر» خبراتها في مجال صناعة السيارات، في حين يقدم شركاؤها خبراتهم في مجال الكمبيوتر والإلكترونيات. ويرى فيرناند دودينهويفر، خبير صناعة السيارات في جامعة دويسبرجغ إيسن، أن «غوغل» و»آبل» غير مهتمتين بإنتاج سيارة كاملة حيث أن هامش الربح في صناعة السيارات ليس كبيرا للغاية.
فحتى منتجوالسيارات الفارهة غالية الثمن مثل «دايملر» يكافحون لكي يحققوا ربحا بنسبة 10 في المئة من السيارة التي يتم بيعها. ولكن دودينهوفر يشير إلى أن هذا يمكن أن يتغير، مشيرا إلى شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية «تيسلا» التي تمثل تحديا للأسماء الراسخة في صناعة السيارات.
ورغم أن شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى تمتلك أموالا كثيرة تتيح لها ضخ استثمارات كبيرة في صناعة السيارات، فإن شميدت يشكك في ذلك، ويقول ان «غوغل» غير مهتمة بإنتاج السيارة كمعدة، لكنها تتطلع إلى إقامة أنظمة لخفة الحركة في كل المدن الكبرى.