IMLebanon

آخر الأخبار

لبنان

مانشيت

مقالات

الرئيس سلام في طرابلس وعكار: إصلاحُ ما أفسده دهرُ الفاسدين وبائعي الحقوق أحمد الأيوبي   بتاريخ 3 آذار 2025 نشرنا في «اللواء» مطالعة سياسية أمنية تنموية تحت عنوان «سلام مطالَب بزيارة طرابلس والشمال: الأولوية لتطهير الأمن والقضاء وإطلاق التنمية بالشراكة مع القطاع الخاص» وقد جاءت زيارة رئيس الحكومة لتستجيب لكل ما حمله المقال من هموم وقضايا أهل طرابلس والشمال وعكار. خَرَقَ رئيسُ مجلس الوزراء نواف سلام انتظارَ طرابلس الطويل للدولة بعد عقودٍ من التجاهل والتهميش والازدراء لأهلها وقضاياها وبعد تعرّضها لعوامل التهديم والاستهداف وهي تواجه محنتها معزولةً محاصَرةً محرومة من حقوق أبنائها ومصلوبة على انتظاراتٍ لا تأتي، وبعد أن تعرّضت لاجتياحاتٍ وُلدت من التحالفات السوداء فاحتلّ المفسدون مواقعها وأجلَوا عنها أصحاب الكفاءة والريادة، وبقيت مرافقُها مُضاعَةً رغم وجود رئيس حكومة ووزراء منها تعاقبوا على المواقع فزادت معهم أوضاع المدينة تدهوراً.. فجاءت زيارة سلام لتُحيي الطموح باستعادة الحياة في مدينةٍ لم تعرف السلام حتى بعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها.  وضع سلام الإصبع على الجرح عندما حدّد مكامن الخلل في العملية الأمنية بالقول: «نحن أتينا الى هنا لنؤكد أننا نريد أن يكون الاستقرار الأمني في طرابلس مستداماً، وهذا يتطلب منّا التشديد بتنفيذ القوانين وعدم التهاون بتوقيف كل من يخل بالامن مهما كانت التغطيات التي يدعي انه يتمتع بها، واحالتهم الى الاجهزة القضائية المختصة، مما يتطلب  تعاوناً اكبر  بين محتلف الاجهزة الامنية المعنية وتعزيز حضورها». حضر سلام مع نائب رئيس الحكومة طارق متري وزير الدفاع الوطني ميشال منسى ووزير الداخلية أحمد الحجار ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزيرة التربية ريما كرامي متزوِّداً برؤية واضحة وعميقة لملفات طرابلس وعكار وخاض نقاشاً مطوّلاً مع القيادات الأمنية برزت فيه طبيعة العوائق التي تحول دون استتباب الأمن في المدينة ليخلص الجميع إلى أنّ الأمن هو أمنٌ اجتماعي قبل أن يكون عسكرياً وأنّ هناك حلولاً ممكنة التطبيق إذا وُجِدت الإرادة والقرار، وخاصة لجهة تحرير وتفعيل مرافق طرابلس وبدء توفير فرص العمل، ومواجهة آفة المخدِّرات. الحجار يصيب كبد الحقيقة كان لافتاً كلام وزير الداخلية أحمد الحجار الذي كانت له مداخلة جامعة كشف فيها «أنّ الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات حول الجرائم التي ترتكب في طرابلس»، وأنّ «أيّ تقصيرا من قبل الأجهزة الأمنية سيعرّض المقصّر إلى المحاسبة» وطلب التشدّد في مواجهة هؤلاء المخلين بالأمن، وعدم الأخذ في الاعتبار أي انتماء سياسي وعدم الرضوخ لأي حماية سياسية يتم توفيرها لهؤلاء الذي يرتبكون الجرائم»، وقد وصلت الرسالة إلى المعنيين من النواب، وكان بعضهم حاضراً، لكنّ هذا التوجه يلزمه ملاقاةٌ في الإصلاح القضائي لمنع التخادم بين بعض القضاء وبعض الساسة، ولعل هذا ما أشار إليه الرئيس سلام عندما تحدث عن التعيينات القضائية الآتية. وعد سلام بزيارة قريبة مقبلة إلى طرابلس «بعد أن نكون قادرين على إطلاق عدد من المشاريع الإنمائية وألزم سلام نفسه بإنصاف طرابلس والشمال باستكمال التعيينات الأمنية القضائية والإدارية الآتية و»بعد انتهاء هذا المسار اذا كانت طرابلس أو الشمال غائبة عندها نقبل بالمسائلة والمحاسبة، مؤكداً أنّه لن يقع ظلم عليهما. كما جدّد سلام التزامه أيضاً بتحقيق العدالة معتبراً أنّ «ملف الموقوفين هو عنوان للظلم في الشمال وفي طرابلس بل انه عنوان لظلم انساني وقريبا سترون في السجون المكتظة محاكم لتسريع المحاكمات واخلاء سبيل الموقوفين، فعدد الموقوفين اليوم بلا محاكمات اكبر من المحكومين وهذا ظلم ما بعده ظلم ويجب ان يوضع حد له»، وهذا ملفان هامان تعرّض سلام بسببهما لحملات سياسية قاسية. الرسالة إلى عكار وصلت  أكّد سلام أنّنا «لا نعتبر أنفسنا في حالة بُعد عن عكار، ونحن نعلم ما الذي عانته على مدى عشرات السنوات من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها والجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها» معلناً «إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل في هذا المرفق». أجاب نواف سلام في زيارته لطرابلس وعكار على هواجس حملها أهل هذا الشمال المهمّش من دون إفراطٍ ولا تفريط، وأوضح أنّه لا يملك عصا سحرية لكنّه يملك الإرادة والقرار لتجاوز الإرث الثقيل وإطلاق عملية تنمية وإصلاح تسمحان باستعادة لبنان موقعه الرائد عربياً ودولياً.  نقطة واحدة شابت مشهد زيارة سلام إلى طرابلس، وهي بقاء محافظ جبران باسيل (رمزي نهرا) في سراي المدينة، وهو الذي عادى أهلها ولن يحصل انتظام فعلي لمؤسساتها الأمنية والإدارية إلاّ بإزاحته عاجلاً والإتيان بمحافظ يحفظ الأمانة ويصونها. يدرك أبناء طرابلس والشمال وعكار أنّ التنمية في مناطقهم ليست مرتبطة بافتقار الدولة للموارد المالية بل هي مرتبطة بالقرار وبالإصلاح مما يفتح الباب أمام تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص ويتيح للاستثمارات أن تتدفق من دون تكبيد الدولة أيّ أعباء، وما فعله نواف سلام أنّه قارب القضية من الباب العلمي والعملي وهو يوشك أنّ يقف معلناً تشغيل مطار رينيه معوض – القليعات وتحرير مرافق ستشكل رافعة نهوض اقتصادية طاوياً عهد التهميش والاستثمار في الحرمان ممّن سبق أن تولوا إدارة إفقار من كان من واجبهم تأمين العدالة لهم.  وفي هذا الإطار جاء دعم النائبين أشرف ريفي وإيلي خوري وترحيب «الجمعية اللبنانية للعمران البلدي (عمران)» والمؤسسة الوطنية للتنمية بخطوة سلام كتعبيرٍ عن تلقي المجتمع المدني في طرابلس وعكار الرسالة الإيجابية مع إبداء الاستعداد للتعاون في تحريك المرافق العامّة، وإطلاق المبادرات الخلاّقة المبنية على التعاون بين القطاعين العامّ والخاصّ.  لم يكن غريباً انطلاق بعض الأبواق والذباب الالكتروني للتشويش على زيارة سلام إلى طرابلس وعكار، فهناك من يرغب في إبقاء الحال على ما هو عليه لأنّه بقائه السياسي طالما قام على استغلال حاجات الناس وعلى شراء الذمم، لكنّ طرابلس فتحت قلبها لرئيس حكومة جاء إليها بزيارة تنفيذية لا رمزية، توشك أن تعلن انبلاج مرحلة جديدة يلخصها ما خاطب به سلام أبناء طرابلس وعكار بأنّه مدرك لكلّ معاناتهم وأنّه جاء ليصلح ما أفسده دهرُ السابقين والفاسدين وبائعي الحقوق ويعيد توجيه المسار نحو البناء والتطوير.
الرئيس سلام في طرابلس وعكار: إصلاحُ ما أفسده دهرُ الفاسدين وبائعي الحقوق أحمد الأيوبي بتاريخ 3 آذار 2025 نشرنا في «اللواء» مطالعة سياسية أمنية تنموية تحت عنوان «سلام مطالَب بزيارة طرابلس والشمال: الأولوية لتطهير الأمن والقضاء وإطلاق التنمية بالشراكة مع القطاع الخاص» وقد جاءت زيارة رئيس الحكومة لتستجيب لكل ما حمله المقال من هموم وقضايا أهل طرابلس والشمال وعكار. خَرَقَ رئيسُ مجلس الوزراء نواف سلام انتظارَ طرابلس الطويل للدولة بعد عقودٍ من التجاهل والتهميش والازدراء لأهلها وقضاياها وبعد تعرّضها لعوامل التهديم والاستهداف وهي تواجه محنتها معزولةً محاصَرةً محرومة من حقوق أبنائها ومصلوبة على انتظاراتٍ لا تأتي، وبعد أن تعرّضت لاجتياحاتٍ وُلدت من التحالفات السوداء فاحتلّ المفسدون مواقعها وأجلَوا عنها أصحاب الكفاءة والريادة، وبقيت مرافقُها مُضاعَةً رغم وجود رئيس حكومة ووزراء منها تعاقبوا على المواقع فزادت معهم أوضاع المدينة تدهوراً.. فجاءت زيارة سلام لتُحيي الطموح باستعادة الحياة في مدينةٍ لم تعرف السلام حتى بعد أن وضعت الحرب الأهلية أوزارها. وضع سلام الإصبع على الجرح عندما حدّد مكامن الخلل في العملية الأمنية بالقول: «نحن أتينا الى هنا لنؤكد أننا نريد أن يكون الاستقرار الأمني في طرابلس مستداماً، وهذا يتطلب منّا التشديد بتنفيذ القوانين وعدم التهاون بتوقيف كل من يخل بالامن مهما كانت التغطيات التي يدعي انه يتمتع بها، واحالتهم الى الاجهزة القضائية المختصة، مما يتطلب  تعاوناً اكبر  بين محتلف الاجهزة الامنية المعنية وتعزيز حضورها». حضر سلام مع نائب رئيس الحكومة طارق متري وزير الدفاع الوطني ميشال منسى ووزير الداخلية أحمد الحجار ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ووزيرة التربية ريما كرامي متزوِّداً برؤية واضحة وعميقة لملفات طرابلس وعكار وخاض نقاشاً مطوّلاً مع القيادات الأمنية برزت فيه طبيعة العوائق التي تحول دون استتباب الأمن في المدينة ليخلص الجميع إلى أنّ الأمن هو أمنٌ اجتماعي قبل أن يكون عسكرياً وأنّ هناك حلولاً ممكنة التطبيق إذا وُجِدت الإرادة والقرار، وخاصة لجهة تحرير وتفعيل مرافق طرابلس وبدء توفير فرص العمل، ومواجهة آفة المخدِّرات. الحجار يصيب كبد الحقيقة كان لافتاً كلام وزير الداخلية أحمد الحجار الذي كانت له مداخلة جامعة كشف فيها «أنّ الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات حول الجرائم التي ترتكب في طرابلس»، وأنّ «أيّ تقصيرا من قبل الأجهزة الأمنية سيعرّض المقصّر إلى المحاسبة» وطلب التشدّد في مواجهة هؤلاء المخلين بالأمن، وعدم الأخذ في الاعتبار أي انتماء سياسي وعدم الرضوخ لأي حماية سياسية يتم توفيرها لهؤلاء الذي يرتبكون الجرائم»، وقد وصلت الرسالة إلى المعنيين من النواب، وكان بعضهم حاضراً، لكنّ هذا التوجه يلزمه ملاقاةٌ في الإصلاح القضائي لمنع التخادم بين بعض القضاء وبعض الساسة، ولعل هذا ما أشار إليه الرئيس سلام عندما تحدث عن التعيينات القضائية الآتية. وعد سلام بزيارة قريبة مقبلة إلى طرابلس «بعد أن نكون قادرين على إطلاق عدد من المشاريع الإنمائية وألزم سلام نفسه بإنصاف طرابلس والشمال باستكمال التعيينات الأمنية القضائية والإدارية الآتية و»بعد انتهاء هذا المسار اذا كانت طرابلس أو الشمال غائبة عندها نقبل بالمسائلة والمحاسبة، مؤكداً أنّه لن يقع ظلم عليهما. كما جدّد سلام التزامه أيضاً بتحقيق العدالة معتبراً أنّ «ملف الموقوفين هو عنوان للظلم في الشمال وفي طرابلس بل انه عنوان لظلم انساني وقريبا سترون في السجون المكتظة محاكم لتسريع المحاكمات واخلاء سبيل الموقوفين، فعدد الموقوفين اليوم بلا محاكمات اكبر من المحكومين وهذا ظلم ما بعده ظلم ويجب ان يوضع حد له»، وهذا ملفان هامان تعرّض سلام بسببهما لحملات سياسية قاسية. الرسالة إلى عكار وصلت أكّد سلام أنّنا «لا نعتبر أنفسنا في حالة بُعد عن عكار، ونحن نعلم ما الذي عانته على مدى عشرات السنوات من إهمال، ولدينا خطط واضحة لرفع الظلم عنها والجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها» معلناً «إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل في هذا المرفق». أجاب نواف سلام في زيارته لطرابلس وعكار على هواجس حملها أهل هذا الشمال المهمّش من دون إفراطٍ ولا تفريط، وأوضح أنّه لا يملك عصا سحرية لكنّه يملك الإرادة والقرار لتجاوز الإرث الثقيل وإطلاق عملية تنمية وإصلاح تسمحان باستعادة لبنان موقعه الرائد عربياً ودولياً. نقطة واحدة شابت مشهد زيارة سلام إلى طرابلس، وهي بقاء محافظ جبران باسيل (رمزي نهرا) في سراي المدينة، وهو الذي عادى أهلها ولن يحصل انتظام فعلي لمؤسساتها الأمنية والإدارية إلاّ بإزاحته عاجلاً والإتيان بمحافظ يحفظ الأمانة ويصونها. يدرك أبناء طرابلس والشمال وعكار أنّ التنمية في مناطقهم ليست مرتبطة بافتقار الدولة للموارد المالية بل هي مرتبطة بالقرار وبالإصلاح مما يفتح الباب أمام تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص ويتيح للاستثمارات أن تتدفق من دون تكبيد الدولة أيّ أعباء، وما فعله نواف سلام أنّه قارب القضية من الباب العلمي والعملي وهو يوشك أنّ يقف معلناً تشغيل مطار رينيه معوض – القليعات وتحرير مرافق ستشكل رافعة نهوض اقتصادية طاوياً عهد التهميش والاستثمار في الحرمان ممّن سبق أن تولوا إدارة إفقار من كان من واجبهم تأمين العدالة لهم. وفي هذا الإطار جاء دعم النائبين أشرف ريفي وإيلي خوري وترحيب «الجمعية اللبنانية للعمران البلدي (عمران)» والمؤسسة الوطنية للتنمية بخطوة سلام كتعبيرٍ عن تلقي المجتمع المدني في طرابلس وعكار الرسالة الإيجابية مع إبداء الاستعداد للتعاون في تحريك المرافق العامّة، وإطلاق المبادرات الخلاّقة المبنية على التعاون بين القطاعين العامّ والخاصّ. لم يكن غريباً انطلاق بعض الأبواق والذباب الالكتروني للتشويش على زيارة سلام إلى طرابلس وعكار، فهناك من يرغب في إبقاء الحال على ما هو عليه لأنّه بقائه السياسي طالما قام على استغلال حاجات الناس وعلى شراء الذمم، لكنّ طرابلس فتحت قلبها لرئيس حكومة جاء إليها بزيارة تنفيذية لا رمزية، توشك أن تعلن انبلاج مرحلة جديدة يلخصها ما خاطب به سلام أبناء طرابلس وعكار بأنّه مدرك لكلّ معاناتهم وأنّه جاء ليصلح ما أفسده دهرُ السابقين والفاسدين وبائعي الحقوق ويعيد توجيه المسار نحو البناء والتطوير. أحمد الأيوبي