IMLebanon

الراعي حزين جدًا!

bechara-raii-2

وصف راعي أبرشيّة جبيل المارونيّة المطران ميشال عون المصالحة التي تمت أخيراً بين “التيار الوطني الحر” الذي يتزعمّه العماد ميشال عون و”القوات اللبنانية” برئاسة الدكتور سمير جعجع، بأنها “مصالحة عميقة، ويجب أن نفرح لهذا التفاهم، لأننا نحتاج أن نكون موحَّدين، لأن الوضع في لبنان وفي الشرق، لا يسمح بأن يكون المسيحيون مشرذمين”.

وقال في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية: نرفض العودة الى المربعات الطائفية، وننادي بأن لبنان هو وطن للجميع، ويجب على كل طائفة أن تتمتع بحقوقها وبواجباتها، ولا نعمل فقط من أجل طائفتنا، بل من أجل لبنان. لكن في بعض الأحيان، عندما يشعر المسيحي بأنه مهمّش في أي مركز من مراكز الدولة، نجد نوعاً من الشعور بأنه لم يعد للمسيحي مكان في لبنان، والهجرة هي الحل الأمثل، لذلك، علينا ان نتّحد، ليس لكي نتقوقع ونعيش في مربّع طائفي، بل لكي يكون لنا كمسيحيين دور فاعل اكثر في بناء الوطن الذي نريده للمسلمين والمسيحيين على السواء.

واعلن المطران عون: أعتقد أن أجواء المصالحة تُعمّم، لأن القنوات بين الأحزاب ليست مقطوعة حالياً، وأنا أعلم أن ثمة حوار وجسور بين “القوات” و”المردة”، وحوار مع “التيار الوطني” وحزب “الكتائب” لم تنقطع ابداً، رغم أي مواقف تم اتّخاذها في بادئ الأمر، للوصول الى رؤية مشتركة على المستويين السياسي والوطني. لذلك يجب أن نفرح لهذا اللقاء (بين عون وجعجع)، وهذا التفاهم، يجب أن يمتد الى كل المسيحيين في هذه الأيام الصعبة، وخصوصاً أننا لانزال منذ ما يقارب السنتين، من دون رئيس جمهورية، نحن في وقت يوجب علينا أن نكون متضامنين على الأهداف السامية التي تثبّت وجودنا في لبنان وتجعلنا شركاء أقوياء لنا وزننا في الوطن، وهذا لا يتم إلا في حال كنا متفقين.

واعتبر ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي يقول دائماً: “أنا لا أدخل في لعبة الأسماء، ولا اريد ترشيح أحد”. وتجد سيدنا البطريرك حزين جداً لرؤيته، رأس الدولة المسيحي ليس موجوداً، لذلك، فهو يبارك أي مبادرة يمكنها أن تقرّب من الوصول الى انتخاب رئيس بغض النظر عن الأشخاص، إن كان عون أو فرنجية أو جعجع أو أياً كان… هو يدعو الى أن تكون اللعبة ديموقراطية كما اعتدنا عليها، أي لينزل المرشحان القويان الى البرلمان، ومعهما مرشح ثالث حظوظه أقل مثل النائب هنري حلو، ومن يجمع أكثرية الأصوات يربح، وبالتالي نبارك له الفوز، ويكون لنا رئيس عندها، لكن يبدو أن ثمة حسابات أخرى عند المسؤولين والزعماء بعلاقاتهم مع الخارج، تدفعهم الى التريّث من أجل حصول توافق على شخص معيّن.