IMLebanon

تناغم بين ميقاتي وفيصل كرامي؟

كتب جهاد نافع في صحيفة “الديار”:

لا ينتظر الرئيس نجيب ميقاتي تحالفا مع احد سواء في الانتخابات الفرعية إن حصلت،اوفي انتخابات ايار العام 2018، فهو مستعد لاي انتخابات بجهوزية لافتة اعلنها مؤخرا بالقول: «نحن لها»..

احاديث عديدة تتداولها المجالس السياسية الطرابلسية وفي الدائرة الشاملة للضنية والمنية حول احتمالات شتى عمن يحظى بخيار ميقاتي في اللائحة التي ما تزال في المطبخ السياسي لتيار العزم على نار هادئة جدا، ولا يعني ذلك ان الحراك السياسي الانتخابي ليس حاميا، بل هو في مسار التحضير والاعداد والترقب كي يأتي الخيار منسجما مع نهج «العزم» السياسي الذي استطاع أن يرسم خطا افقيا في الحياة السياسية الشمالية رغم كل ما واجهه والى اليوم هذا النهج من حملات كانت تتصاعد او تخفت تبعا لتطورات المنطقة محليا واقليميا ودوليا وحسب المشاريع السياسية التي تجد توظيفا لها وتصريفا في طرابلس التي اعتمدت في السنوات التي مضت صندوق بريد لرسائل سياسية اقليمية متنوعة الاهداف.

ومن يتابع حراك ميقاتي يتلمس جيدا التناغم السياسي القائم بينه وبين الوزير فيصل كرامي الذي اعتاد المواقف غير الملتبسة من جملة قضايا اجتماعية محلية ووطنية على مستوى الساحة اللبنانية او على المستوى الاقليمي بحيث لم يترك مجالا للتبصير في مواقفه حيال ما يجري وخاصة حين يتعلق الامر بقضايا طرابلسية او شمالية او حين يمس مركز الرئاسة الثالثة بما يرمز اليه في المعادلة السياسية اللبنانية.

ويشير مصدر سياسي طرابلسي الى انه في الآونة الاخيرة برزت تكهنات وتسربت معلومات عن مساع تجري لتقريب وجهات النظر بين الرئيسين نجيب ميقاتي وسعد الحريري واوحت التسريبات بدور ما لولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي يشكل القاسم المشترك بين الرئيسين اللذين يتمتعان بعلاقات مميزة مع ولي العهد السعودي وحيث كان  ميقاتي سباقا في تقديم التهنئة له حيث صودف وجوده في العمرة لحظة حصول الحدث السعودي، ومن ثم علاقة الود المميزة بين ولي العهد والحريري، وتضيف المصادر انه من الممكن ان يوعز ولي العهد الى الرئيسين باللقاء والتحالف وحينها يمكن ان اللائحة الذهبية في الدائرة الشمالية الاولى باتت الاكثر حظا بين اللوائح رغم ان الصوت التفضيلي قد يفعل فعله في هذه الدائرة، علما ان الحريري هو الاكثر حاجة الى حليف طرابلسي قوي يتكىء عليه في معركته الانتخابية الصعبة التي لم يستطع لغاية الآن من استرداد شارعه الذي تناثر وذهب اكثر من نصفه باتجاه تيار اللواء ريفي الذي شكل ظاهرة سياسية فريدة على الساحة الطرابلسية وجعلته يضع خطط التمدد نحو مناطق شمالية اخرى، بل ونحو مناطق لبنانية وصولا الى البقاع واقليم الخروب وبيروت، لا سيما وان  ريفي برع في وضع الخطط السياسية والاستراتيجية لتياره مستقطبا قيادات فاعلة في المجتمع المدني لها وزنها الاجتماعي والشعبي ووجوه جديدة غير محاطة بعلامات استفهام، ومستفيدا من  تململ الناس من وجوه سياسية دأبت على وعود لم تنفذ آخرها وعود الحريري الاخيرة التي لاقت امتعاضا من قيادات سياسية خاصة وعد بمشاركة طرابلس في اعمار حلب والمناطق السورية الاخيرة مما استدعى موقفا من الوزير فيصل كرامي ليقول: نحن لم نستطع اعمار باب التبانة فكيف نشارك في اعمار حلب؟ واذا كانت هذه هي خطة الحريري الاقتصادية الانمائية لطرابلس فعلى الدنيا السلام».

يرى المصدر ان احتمال التحالف بين ميقاتي والحريري في طرابلس لا يزال ممكنا ولم تغلق الابواب لكن على الرئيسين التوافق على كل الاسماء المرشحة وان تعتمد مقاييس في اختيار الاسماء بحيث لا يكون الاسم المرشح عبئا على اللائحة والا اي ثغرة سوف توفر للخصم فرص الفوز، وعلى سبيل المثال المقعدين المسيحيين في طرابلس حيث يبدو ان اسم الوزير جان عبيد بات اقرب الى الخيار الاوفر حظا توافقا بين القيادات الطرابلسية باعتباره حصد في الانتخابات السابقة ثلث اصوات الطرابلسيين في مواجهة تسونامي اللائحة المحظية حينذاك وان اي اسم ماروني اخر سوف يشل عبئا ثقيلا على اي لائحة،واسم عضو المنطقة الاقتصادية في الميناء انطوان حبيب بات اسما معروفا كونه يحظى باعلى نسبة من اصوات الارثوذكس في الميناء اولا والزاهرية ثانيا وهو اسم متداول جدا في الاوساط الطرابلسية.

اما خيارات المرشحين في الضنية والمنية فيمكن التوافق عليها وللرئيس ميقاتي حلفاء في الضنية يعتمد عليهم وليس النائب السابق جهاد الصمد ببعيد عنه رغم ان اي حسم بهذا الاتجاه لم يحصل، وفي المنيه الخيار للناخب في المنطقة حيث لميقاتي اكثر من خيار ممن هم على تواصل مباشر معه وتنسيق تكاملي ضمن نهجه السياسي.