IMLebanon

لبنان في ثلاثة دول القرار والاستحقاق الرئاسي مؤجل للخريف

رئىس المجلس: لو وجدت بصيص أمل لباشرت المشاورات حول الرئاسة والانتخابات

لم تظهر أي معطيات جيدة تؤشر الى فكّ رموز الاستحقاق الرئاسي قريباً، ما يعني ان هناك مزيداً من التعقيدات يمكن ان تنشأ في ظل هذا الشغور الرئاسي.

ووفق مراجع بارزة، فانه لم تحصل منذ فترة غير قصيرة أية محاولة جديّة لمقاربة هذا الاستحقاق، خصوصا في ظل تمسك كل طرف بمواقفه، وبالتالي استمرار عناصر الازمة على حالها.

وتقول مصادر نيابية مقربة من الرئيس نبيه بري انه راودته فكرة اجراء مشاورات نيابية وسياسية للوصول الى مقاربة إيجابية حول انتخاب رئيس الجمهورية وقانون الانتخابات النيابية، لكنه بعد اجراء عملية جسّ نبض بعيداً عن الاضواء ومتابعة وتقويم المواقف المعلنة وغير المعلنة وجد «ان لا بصيص امل في الوصول الى نتائج ايجابية»، ما عبر مؤخراً امام زواره، ما جعله يتراجع عن هذه الفكرة.

وفي قراءة للمعطيات والمواقف المحلية من الاستحقاق الرئاسي يتضح جلياً وبحسب المصادر انه من الصعب بل المستحيل تغيير المعادلات التي تحكم هذا الملف طالما ان كل طرف واقف عند حدوده، فالعماد ميشال عون الذي طرح مبادرة انتخاب الرئيس من الشعب على مرحلتين، اصطدم بمعارضة شديدة من قبل خصومه في 14 اذار وموقف غير حماسي من حلفائه، ما جعله يطوي عملياً هذه الفكرة ويفضّل الانتظار.

أما تيار «المستقبل» تضيف المصادر الذي كان بدأ حواراً مع «الجنرال» حول الاستحقاق الرئاسي، عاد ليقف على خاطر حلفائه في 14 اذار لا سيما رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مستخدماً ترشيحه ورقة ابتزاز في وجه خصومه، ولم يجد النائب وليد جنبلاط سبيلاً الى تكريس موقعه الوسطي سوى بترشيح احد اعضاء كتلته هنري حلو للرئاسة. ثم عرض مؤخراً اقتراحاً بسحب هذا الترشيح مقابل سحب المرشحين المسيحيين القويين ترشيحهما اي العماد عون والدكتور جعجع، غير ان هذا الاقتراح لم يؤخذ على محمل الجدّ لا في الرابية ولا في معراب، بل جرى التعليق عليه من قبل اوساط الرجلين بسخرية واستهزاء.

ويقول مرجع لبناني بارز أن هذا «الستاتيكو» في مواقف الاطراف اللبنانية من انتخاب الرئىس الجديد يبقي مشهد هذا الاستحقاق على حاله، فلا 14 اذار قادرة على تأمين الاكثرية المطلقة، ولا 8 آذار واثقة من توفير هذا الرقم، ولا جنبلاط مستعد او قادر على تأمين نصاب الثلثين اذا ما انحاز الى هذا الفريق او ذاك.

من هنا فان الدعوات للذهاب الى المجلس النيابي لانتخاب رئيس الجمهورية هي مجرد دعوات «انشائية» ان صح التعبير على حدّ قول المرجع لأن الجميع يدرك عملياً انه من غير الممكن احداث اي تغيير في المعادلة النيابية داخل القاعة العامة، وان ما سيحصل هو تكرار للجلسة الاولى التي اظهرت عجز الاطراف عن تأمين الاصوات التي توفر فوز أحد من المرشحين المعلنين.

وبنظر مرجع بارز ان تشبث كل طرف بموقفه، واستهلاك هذا الوقت الطويل، جعل الاستحقاق الرئاسي يطير من يد اللبنانيين بنسبة عالية ليعود رهينة القرار الخارجي بنسبة عالية ايضاً.

ووفق قراءته للتطورات والمواقف الداخلية والخارجية يقول المرجع ان ما يجري حولنا لا يرفع نسبة التفاؤل بامكانية انتخاب الرئيس الجديد في وقت قريب، لا بل ان الاحداث المتسارعة في المنطقة تجعل لبنان في ثلاجة الانتظار، إلا على صعيد الوضع الأمني حيث ما تزال واشنطن والاوروبيون يريدون ان يبقى تحت سقف الاستقرار.

ولذلك نشط السفير الاميركي وبعض السفراء الاوروبيين في الأيام الاخيرة من خلال اتصالات اجروها مع المسؤولين اللبنانيين من اجل عدم تفاقم الوضع في الجنوب بعد الرد الاسرائيلي على اطلاق الصواريخ نحو الجليل.

وفي القراءة ان هذا الانتظار ربما امتد الى اوائل الخريف ما يطرح سؤالا جدياً اعتباراً من اليوم حول مصير الانتخابات النيابية، مع العلم ان هناك من اخذ يهمس من الخارج بأن التمديد الثاني للمجلس اخذت ترتفع اسهمه على وقع التطورات في الداخل والخارج.