IMLebanon

المشاغبون شوهوا الحراك الشعبي وال72 ساعة تنتهي مساء غد

يوم السبت الماضي،التاسع والعشرون من آب، يوم دون في سجل الشعب اللبناني، فهو يوم مختلف عن غيره، ففيه اجتمعت شرائح لبنانية مختلفة من هيئات المجتمع المدني، وتجمعت في وسط البلد، رافعة الصوت مطالبة بالحقوق وايجاد حلول للازمات التي ترافق اللبنانيين، شيبا وشبابا. الصوت دوى، عله يصل مسامع المعنيين. فلكل شخص نزل الى الشارع، همه، المعيشي الذي فجّرته أزمة النفايات المستشرية، والتي باتت تهدّد المواطن في عيشه وصحته، ومنها إلى أزمة الكهرباء والمياه، إلى البطالة التي يعاني منها الكثير من اللبنانيين، لاسيّما الشباب، وصولأً إلى العدالة والمطالب السياسية المتمثلة «بإسقاط الحكومة والنظام»، إنطلاقاً من انتخاب رئيس للجمهورية، المدخل لتغيير السلطة السياسية القائمة وطاقمها. 

فرصة لم تكتمل

الا ان الفرحة لم تكتمل، في ساحتي الشهداء ورياض الصلح، حيث كان التجمع، بدعوة من حملة «#طلعت_ريحتكم»، التي أعلنت أنّه سيكون هناك نحو 500 متطوّع، مهمتهم التنسيق مع القوى الأمنيّة والصليب الأحمر والدفاع المدني، لمواكبة التظاهرة ساحة الشهداء، فاندس المشاغبون مجددا، مفتعلين «المشاكل» مع القوى الامنية، فاحرقوا السياج الشائك في رياض الصلح، وما كان من القوى الامنية الا ان ناشدت المواطنين المتظاهرين سلميا الى اخلاء الساحة لتتعامل مع المندسين المشاغبين بالطرق المناسبة.

«طلعت ريحتكم» غير مسؤولة

وقد نجح عدد من منظمي الحراك المدني، في اقناع شبان اجتازوا الخط الاول من الاسلاك الشائكة، بالخروج من قرب المكعبات الاسمنتية في محيط السراي الحكومي والعودة الى صفوف المجتمعين في الساحة، في حين رفض آخرون المغادرة وواصلوا رشق القوى الامنية بالحجارة وعبوات المياه. وعلى الفور اعلن احد ناشطي «طلعت ريحتكم» عدم مسؤولية الحملة، او اي من منظميها عن تصرفات بعض الشبان في رياض الصلح واستفزازهم للقوى الامنية، المتمركزة خلف الاسلاك في محيط السراي.

«قوى الامن منكم ولكم»

واعلنت قوى الامن الداخلي، عبر حسابها على «تويتر» ان بعض المشاغبين خلعوا مدخل المبنى المحاذي للشريط الشائك في محيط السراي، في «محاولة لتخطي الحاجز الشائك الثاني». كما اعلنت عن «رمي مفرقعات نارية باتجاه عناصرها في رياض الصلح. واتبعت بتغريدة، أكدت فيها»قوى الامن الداخلي منكم ولكم ولحمايتكم».

 

الانطلاق من امام الداخلية

من أمام وزارة الداخلية في منطقة الصنائع ،انطلقت مسيرة «طلعت ريحتكم» الحاشدة، عصر السبت متوجّهةً إلى ساحة الشهداء مروراً بمنطقة برج المر، رافعة لافتات وشعارات أطلقوها منذ بدء التحرك الشعبي الذي غابت عنه أي أعلام حزبية، لتحلّ مكانها الأعلام اللبنانية والشعارات المدنية والحياتية. وشعار «حلّوا عنّا» هو واحد منها يعبّر عن سخط الطبقة الشعبية، التي واكبت تحركها عناصر من قوى الأمن الداخلي، والتي تركت سلاحها جانباً باستثناء الهراوات، لتأمين سلامة التظاهرة.

72 ساعة لتنفيذ المطالب

واختتمت  التظاهرات، بكلمة ألقتها ناشطة في حملة «طلعت ريحتكم»، ومما قالته: «تلاقينا ونزلنا بعلم لبنان وباستقلالية عن 8 و14 آذار. اليوم كسرنا الحواجز، اليوم فكينا الارتباطات التي ترهن مستقبلنا، اليوم منعطف أساسي في حياتنا وبداية تغيير».

وإذ حذرت المؤسسات الرسمية من «غضب المواطنين»، نددت بـ»الطبقة السياسية»، وأكدت أن «اليد واحدة بما يعني الاستمرار».

وأثنت على «تجاوب البلديات المتضامنة مع الحملة ضد النفايات والمطامر»، وقالت: «إن معركتنا ما زالت في أولها ومستمرة الى أن يصبح عندنا رئيس جمهورية وقضاء مستقل، وأن يبقى شبابنا هنا، وأن تسترجع البلديات أموالها، وأن يقف الهدر والإستدانة، وأن ترجع الأملاك العامة الى العموم، وألا نموت أمام المستشفيات، وأن تعيد الدولة المخطوفين».

وأكدت أن «هدف «طلعت ريحتكم» تحقيق دولة مدنية، والاستمرار في التظاهر الى أن يستقيل وزير البيئة محمد المشنوق، وكذلك الى أن نعرف من أطلق النار على المتظاهرين، وأيضا محاسبة الوزير (وزير الداخلية والبلديات) نهاد المشنوق، وإيجاد حل بيئي وصحي للنفايات، وحصول انتخابات نيابية شرعية»، مردفة «مشروعنا الدولة اللبنانية، وألا نكون جزءا من مشروع أحد».

وختمت «نحن هنا، وأمام الحكومة 72 ساعة كي تنفذ مطالبنا، وإذا لم تستجب فإننا ذاهبون الى التصعيد ليل الثلاثاء المقبل».

مشاركة من  كل المناطق.

 وكانت الوفود تقاطرت إلى ساحة الشهداء من كل المناطق، للانضمام إلى التظاهرة، حاملين الأعلام اللبنانية ويافطات بمطالبهم.

كذلك، شهدت مدن أميركية وفرنسية وايطالية واسترالية وكندية تظاهرات حاشدة، أكدت شعور المغتربين بمعاناة المقيمين بالنسبة الى المطالب الحياتية والمعيشية الملحة (…).