IMLebanon

مهلة الـ 72 ساعة تنتهي اليوم وحوار بري يلقى تجاوبا واجماعا

كتب عبد الامير بيضون

دخل لبنان يومه الرابع والستين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية..

وعلى وقع التأزم السياسي – الاقتصادي – الاجتماعي تتجه الأنظار الى موقعين مختلفين:

– الأول باتجاه «الحراك الشعبي» وما سيؤول اليه، بعد مضي فرصة الـ72 ساعة التي أعطيت للحكومة، ولم يصدر بعد، أية اشارات حكومية دالة على امكانية التجاوب مع مطالب المتظاهرين، خصوصاً وان وزير البيئة محمد المشنوق قطع الطريق على أي احتمال للتجاوب مع المطالبين باستقالته، معلناً أنه لن يتنازل عن دوره وموقعه.. بل ان المفاجأة جاءت أمس باعلان الوزير المشنوق انسحابه من اللجنة الوزارية المكلفة حل أزمة النفايات، الأمر الذي حمل رئيس اللجنة النائب مروان حماده على الغاء الاجتماع..». والباقي بانتظار انعقاد جلسة مجلس الوزراء التي لم تحدد بعد..

– الثاني باتجاه مبادرة الدعوة الى الحوار التي أطلقها الرئيس نبيه بري، في الذكرى الـ37 لتغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه، أول من أمس، والتي لقيت تجاوباً واسعاً، من دون ان يطرأ جديد يحدد موعد انطلاق الحوار، المقرر في العشر الاوائل من أيلول الجاري.. على ان يقول «تكتل التغيير والاصلاح» كلمته اليوم، وسط معلومات تفيد بأنه يميل الى الحضور.. هذا في وقت تنكب «القوات اللبنانية» على درس قرارها من المشاركة او عدمها من باب تمسكها بضرورة «لبننة الاستحقاق الرئاسي..».

القمة الروحية في بكركي

وإذ أجمعت المواقف على الربط بين الأزمة السياسية والمطالب الشعبية، فإن الأمل بقي معقوداً على ما ستؤول اليه مبادرة الرئيس بري من سبعة بنود، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية..

ووسط لوحة الانتظار والترقب هذه، وفي وقت اعلن عن ارجاء القمة الروحية المسيحية – الاسلامية، التي كانت مقررة في بكركي يوم أمس، لأسباب عزاها البعض الى عدم اكتمال الاتصالات والمشاورات والبعض الآخر لتقاطعها مع دعوة الرئيس بري للحوار، فقد انتهت القمة الروحية المسيحية التي انعقدت في الصرح البطريركي يوم أمس، بدعوة من البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وحضور السفير البابوي المطران غابريلي كاتشا والقيادات والرؤساء والمرجعيات الروحية كافة – وصدر عن المجتمعين بيان من ست نقاط:

– مطالبة الأطياف السياسية كافة الاسراع في اعتماد خريطة طريق تبدأ بانتخاب فوري لرئيس الجمهورية.. وتأكيد وجوب استمرارية الحكومة الحالية في عملها طالما هناك فراغ في سدة الرئاسة الأولى.

2- أكد المجتمعون ان ما يحدث في لبنان اليوم هو نتيجة فراغ رئاسي متماد.. يجب معالجته من خلال التعاون بين كافة القيادات والقوى السياسية لتوحيد الكلمة واعادة الاعتبار الى النهج الوفاقي.

3- مطالبة الأسرة الدولية والعربية بوضع حد لما يجري في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وايجاد الحلول السياسية والسلمية.. واعادة جميع المهجرين والنازحين الى بيوتهم.

4- مع التأكيد على حرية التعبير الشعبي، فقد رأى المجتمعون «ان في اللجوء الى الشارع خطورة..».

5- التحذير من خرق الاعتصام والتظاهر بمندسين، مع التأكيد على رفض التجاوزات في التظاهرات.

6- ليخلص البيان الى الدعوة الى تغليب لغة الحوار والمحبة..

«المستقبل»: معركة طويلة

من جانبه، عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد قباني، وإذ وجه تحية «لجيل الشباب الذي كسر جدار الخوف ومعه جدار الانقسام العمودي بين 14 و8 آذار..»، فقد دعا «هؤلاء الشباب الى التحلي بالعناد والصبر والاستمرار لأن معركتهم طويلة ونظام الطوائف الذي يثورون عليه قوي..».

بدوره عضو الكتلة النائب عاطف مجدلاني، وإذ رحب بدعوة الرئيس نبيه بري الى الحوار، فقد رأى «ان الحوار اليوم هو مطلب شعبي وطني، ومشاكلنا لا يمكن ان تحل من خارج هذا الحوار.. انطلاقاً من ضرورة ايجاد حل لرئاسة الجمهورية..».

ورأى «ان الحراك الشعبي الذي حصل لا يمكن التغاضي عنه..» لافتاً الى ان «هذا الضغط الشعبي يجب ان يكون كافيا لتذهب كل القوى السياسية الى لبننة الاستحقاق وانتخاب رئيس للجمهورية..».

«حزب الله» للمتظاهرين: من أنتم؟

وفي المواقف، فقد كان لـ«حزب الله» يوم أمس، على لسان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، موقف لافت ازاء «الاعتصامات والتظاهرات التي تطالب بمكافحة الفساد». آخذاً عليها بأننا «نريد رفع الصوت ضد التكفيريين لا نسمعه، ونريد رفع الصوت ضد العدو الصهيوني لا نسمعه، ونريد رفع الصوت ضد الدول التي تمول الارهابيين والصهاينة وتدعمهم وتتواطأ معهم، وهذا الصوت غير مسموع..»؟!.

وتوجه رعد الى الحراك في بيروت «بالسؤال عن هوية الذي يقود الناس في تلك الساحات..»؟ وقال: «اننا لا نسلم قيادتنا لأي كان ولا تأخذنا الشعارات..» مؤكداً على «ضرورة معرفة المنطلق والى أين نريد ان نصل وما هو برنامج العمل.. ونخطط لمسيرتنا بشكل شامل..».

وفي السياق ذاته فقد شدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، على أنه «لا يمكننا القول إن الجميع في لبنان هم فاسدون وان كل الاحزاب والسياسيين والمسؤولين والشخصيات والرموز هم مورطين.. والذين يطلقون شعارات ويحاولون استهداف هذه الجهة او تلك إنما يرفعون شعارات سياسية لا علاقة لها بالمطالب المحقة للناس..» ورأى أنه «من الصعب ان تنجح ثورة شعبية في لبنان لتغيير النظام نتيجة التركيبة الطائفية..».

جعجع: ما من مطلب أهم من انتخاب الرئيس

وخلال عشاء لـ«منسقية زحلة» في «القوات اللبنانية»، كان لرئيس القوات سمير جعجع، كلمة عبر الهاتف، قال فيها: «ان الأزمة التي نمر فيها الآن هي أزمة نتنة وكريهة، لكننا نبقى ونقاوم الى نهاية المطاف..» داعياً الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية «لأن ما من مطلب أهم من انتخاب الرئيس الذي يجب ان يكون في صلب أولوياتنا واهتماماتنا، حتى لو تخطتها أزمة النفايات والوضع الاقتصادي والمعيشي والأمني.. واذا أردتم ان تصلوا الى نتيجة فما عليكم إلا المطالبة بانتخاب الرئيس خطوة أولى، وإلا فكل هذه التحركات قد تؤدي الى نتيجة عكسية».

وتساءل: «في حال استقالت الحكومة فمن سيقوم بتأليف حكومة جديدة؟ لا أحد. والمجلس النيابي في حال تمّ حله فمن سينتخب مجلساً جديداً»؟.

وفي المواقف من مبادرة الرئيس بري فبعد المواقف المؤيدة من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط و«المردة» و«الكتائب» وآخرين.. فقد رحب رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان بالمبادرة. ودعا «من ستشملهم الدعوة الى الحوار ان يضعوا كل الأجندات الخارجية على الرف..».

من جهتها تمنت «جبهة العمل الاسلامي في لبنان» التجاوب العملاني من كل الافرقاء والقوى السياسية مع مبادرة بري..» ورأت ان عقد الاجتماع سيكون الخطوة الأولى على طريق الألف ميل في ما يتعلق بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

مصير التظاهرة العونية

في غضون ذلك، تترقب الأوساط المتابعة ما سيؤول اليه مسلسل «الشارع العوني» الذي من المقرر ان يحط يوم الجمعة المقبل، اذا لم يطرأ ما يرجىء دعوة الجنرال النائب ميشال عون للنزول اليه، خصوصاً بعد المبادرة الحوارية التي أطلقها  الرئيس نبيه بري التي تحتم مناخ التهدئة السياسية..

.. و«طلعت ريحتكم»؟

في المقابل، تنتهي مساء اليوم الثلاثاء مهلة الـ72 ساعة التي أعطتها حملة «طلعت ريحتكم» السبت الماضي الى الحكومة للتجاوب مع المطالب التي أطلقتها.. وللغاية يعقد القيمون على الحملة اجتماعاً عصر اليوم، من المقرر ان يخرج بجملة خيارات..

دار الفتوى تنفي

على صعيد آخر، فلقد نفت «دار الفتوى» المعلومات التي تناقلتها وسائل الاعلام، الاسبوع الماضي، عن «لقاء سني» يضم مفتي الجمهورية ورؤساء الحكومات والوزراء والنواب الحاليين والسابقين للخروج بموقف «سني واحد من التطورات الأخيرة..».

وفي هذا، قال نائب رئيس «المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى» الوزير السابق عمر مسقاوي ان «الرئيس سلام طلب الغاء اللقاء ووافقه الجميع على ذلك اذ اعتبر ان لا حاجة لعقده..».