IMLebanon

8 انتحاريين يضربون في القاع:عشرات الشهداء والمصابين

مجلس الوزراء يواجه اليوم تقرير وزير المال التحذيري

العناية الالهية اوقعت الانتحاريين الاربعة في صمود الاهالي

«القاع» خط الدفاع عن لبنان

اهتز  لبنان، كله امس على وقع التفجير الذي لم تشأ يد الارهاب، الا ان تخص به بلدة القاع الحدودية الصامدة التي استفاقت فجرا على هول مأساة ضربتها في الصميم دفع فيها خيرة من شبابها ضريبة الدم فداء عن الوطن الذي كان الانتحاريون الاربعة يستعدون على ما يبدو في القاع لتسديد ضربتهم في مكان آخر، فشاءت العناية الالهية ان يقتصر اجرامهم على خمسة شهداء  وخمسة عشر جريحاً.

والخطير في ما جرى، معطوفا على تفجير «بلوم بنك» الذي بقي مجهول الهوية، انه عاد ليكرس تحويل لبنان مجددا الى ساحة مواجهة مع الارهاب الانتحاري، وسط حالة من الانكشاف السياسي التام، يعاني منها البلد المترنح على حافة الهاوية، تحت وطأة الازمات المتناسلة والمفتوحة، فارضا تحديا إضافيا على الحكومة التي تنتظرها هذا الاسبوع جولتان غدا والخميس يفترض ان تفعّلا العمل الحكومي الا انهما لا تخلوان من المواد الملتهبة من النفط الى الاتصالات لجهة التمديد مرة جديدة للشركتين المشغلتين لقطاع الخليوي، وأمن الدولة بعد احالة نائب المدير العام العميد محمد الطفيلي الى التقاعد، وسد جنة على رغم عدم ادراجها كلها على جدول اعمال الجلستين ، علما ان جلسة الغد ستخصص في معظمها لعرض تقرير وزير المال علي حسن خليل حول الوضع المالي والحلول المقترحة لعدم بلوغه حد الازمة.

فائض الوطنية كيف يترجم؟

 وكما في كل جولة استهداف ارهابي، وفيما اهالي الضحايا غارقون في مآسيهم وفاجعتهم، تنهال المواقف وردات الفعل السياسية المستنكرة، وسط تساؤل لم يجد بعد كل جولات الارهاب المتنقل جوابا :هل يجدي فائض «الروح الوطنية» في المواقف السياسية مواجهة للتفجيرات الارهابية التي عادت تستبيح لبنان في ترجمة الاجماع على رفض الفتنة خرقاً للازمة السياسية وتحريكاً حقيقياً لجهود وقف الفراغ وفك مسار الازمة الرئاسية عن مسارات المصالح الاقليمية التي يتباهى رابطو مصير الاستحقاق بها بتغليبها على المصلحة الوطنية وتقديم خيرة شباب لبنان على مذابحها؟

محج للسياسيين …

واذا كانت القاع المفجوعة تحولت محجا للسياسيين من وزراء ونواب حيث زارها وزير الخارجية جبران باسيل ووفد نواب «الكتائب» ونواب «القوات اللبنانية» دعما لصمود اهلها في ارضهم، فان الزيارة الابرز كانت لقائد الجيش العماد جان قهوجي الذي انتقل صباحا الى البلدة متفقدا موقع التفجير ومغادرا من دون تصريح، الا انه أكد لاحقا ان «أي عمل ارهابي لن يؤثر اطلاقا على قرار الجيش في محاربة الارهاب وحماية لبنان والحفاظ على استقراره»، علما ان المؤسسة العسكرية لطالما حذرت في الاونة الاخيرة من حصول عمليات ارهابية، واتخذت اقصى الممكن من اجراءات وتدابير احترازية، قد تكون اليوم خلف عدم تمكن الانتحاريين الاربعة من بلوغ اهدافهم التفجيرية المرسومة في مناطق اخرى في الداخل اللبناني.

وقائع

وفي تفاصيل العملية، هزت 4 تفجيرات انتحارية متتالية بلدة القاع فجرا، في نقطة تقع بين الجمارك اللبنانية وكنيسة مار الياس، تسببت بسقوط 5 شهداء هم فيصل عاد، ماجد وهبي، جوزيف ليون، يوسف الأحمر وجورج فارس وأصابة نحو 15 شخصا بجروح توزعوا على مستشفيات البقاع والعاصمة. وفي التفاصيل كما روتها قيادة الجيش في بيان أن «عند الساعة 4:20 من فجر اليوم، أقدم أحد الإرهابيين داخل بلدة القاع على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، تلاه إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور، ما أدّى إلى استشهاد عددٍ من المواطنين، وجرح عدد آخر بينهم أربعة عسكريين، كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأوّل»، مشيرة في بيان لاحق الى «أن زنة كل حزام ناسف من الاحزمة الاربعة التي استخدمها الارهابيون في تفجيرات القاع بلغت 2 كلغ من المواد المتفجرة والكرات الحديدية».

… الى وجهة اخرى؟!

وبالتزامن فرض الجيش طوقاً أمنياً حول المحلة المستهدفة وباشر عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثاً عن مشبوهين، فيما تولّت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث، وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الذي تفقد القاع أيضا مديرية المخابرات في الجيش والشرطة العسكرية إجراء التحقيقات الأولية. وأشارت المعلومات المتوافرة الى ان ثلاثة من الإنتحاريين هم من الجنسية السورية والعمل جار لتحديد جنسية الرابع وأنهم لم يأتوا من «مشاريع القاع». وافادت ان وجوه الانتحاريين لم تتشوه، الامر الذي يجب ان يسهّل التعرف اليهم. من جهة ثانية، كشفت معلومات أمنية أنّ الترجيحات الأولية تفيد بأنّ منطقة القاع لم تكن هي الهدف الفعلي للانتحاريين، لافتة الى ان هؤلاء كانوا على الارجح متوجهين الى وجهة أخرى لتنفيذ عملياتهم قبل ان يتم كشفهم في القاع، والعمل جار لكشف هذه الوجهة. في المقابل، لم تستبعد مصادر أمنية أخرى ان يكون هدف الانتحاريين استهداف حافلات عسكرية تنطلق من القاع صباح كل يوم.

 جولة الانصاري

على صعيد آخر، لفتت جولة قام بها مساعد وزير الخارجية في الجمهورية الاسلامية الايرانية جابر الانصاري على عدد من المسؤولين اللبنانيين، ذلك أن الديبلوماسي تسلّم مهامه حديثا ضمن جملة تعيينات جديدة شهدتها القيادة الايرانية استبدلت شخصيات متشددة بأخرى أكثر اعتدالا وقربا من العرب… والتقى الانصاري يرافقه السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي رئيس الحكومة تمام سلام في السرايا، حيث جرى عرض للاوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة. كما زار عين التنية والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقصرَ بستسرس حيث بحث مع وزير الخارجية جبران باسيل في موضوع الإرهاب في المنطقة وسوريا.

تقرير خليل لمجلس الوزراء

 في المقلب الآخر، يُطلع وزير المال علي حسن خليل مجلس الوزراء في جلسته المخصصة اليوم لعرض الواقع الإقتصادي والمالي اللبناني وتطوراته، على تقريره المالي تحت عنوان «الوضع المالي والإقتصادي». وبحسب مصدر رفيع في وزارة المال لـ»المركزية»، يشرح الوزير خليل في التقرير، «الوقائع المالية العامة بالأرقام المفصّلة»، ويتحدث عن «النفقات التي لا تزال تُعتمد على القاعدة الإثني عشرية وموازنة العام 2005، باستثناء بعض القوانين التي أقرّت لفتح اعتمادات للوزارات والإدارات العامة وغيرها، وهي محدودة جداً في ظل غياب التشريع». ويحذر، من أن «إذا لم يتخذ مجلس الوزراء أي إجراء حيال كل ما ذكر، ولا سيما إجراءات تكفل تحسين الواردات وإقرار تشريعات للإنفاق، فلبنان قريب من ملامسة أزمة مالية واقتصادية في كل ما للكلمة من معنى».