IMLebanon

عون: أؤيد “الطائف” وأطالب بتطبيقه

 

اعلن رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون انه «سيدعو في اليوم التالي بعد الانتخابات النيابية التي حتى لو جرت وفق قانون «الستين»، الى استفتاء شعبي حول انتخاب رئيس الجمهورية»، وشدد على ان مساعينا كانت ولا تزال تقوم على قاعدة: فليكن الخلاف سياسيا ما شاء له ان يكون، لكن الا يتعدى ذلك الى ان يمد احد يده على الاخر. يمكن ان يكون الخطاب حاداً او ناريا على الا يولّع النار في البلد».

كلام عون جاء خلال استقباله في الرابية نقيب الصحافة عوني الكعكي واعضاء مجلس النقابة حيث تطرّق رئيس التكتل الى مختلف الشؤون الداخلية، خصوصا الاستحقاق الرئاسي وقانون الانتخابات وتعديل الدستور والطائفية السياسية والاستفتاء الشعبي والارهاب.

تصريح الكعكي

بعد اللقاء، تحدث النقيب الكعكي  فقال:  «تشرفنا بلقاء عون وكان صريحا في كل المواضيع لا سيما الأمور المطروحة، وشرح المواضيع سابقا وحاضراً بإسهاب، وظهر التفاؤل عليه. اما بالنسبة للاتفاق مع «القوات اللبنانية» فهذا ينعكس إيجابا على الإتفاقات مع الطوائف الأخرى. كما اشار الى زيارته الى دار الفتوى للمعايدة بعيد الفطر، اضافة الى الزيارة التي قام بها الى الرئيس نبيه بري». واوضح ان «همّ العماد عون الا يبقى مركز الرئاسة شاغراً والمساعي كبيرة، واعتبر عون انه ليس علينا الا نترك مجالا للتدخلات في بلدنا».

اضاف «العماد عون متفائل بهذا البلد وهو مع اتفاق «الطائف» كما ارسل برسائله الى ملك المغرب والملك عبدالله والى الرئيس بوتفليقة»، مؤكدا انه «يؤمن بالوطن وبلبنان ويتمنى له الخير».

ولفت الى انه تم التطرق الى الإنتخابات البلدية، مشيراً الى ان «عون اوضح ان الانتخابات جرت في بعض البلديات بالإتفاق مع «القوات اللبنانية» وفي بعضها الآخر منفردين، لكن هذا لا يُفسد في الود قضية»، وشبّه هذا بفرنسا وبالإنتخابات بين الإشتراكية واليمينية بحيث تقام الحملات والإنتخابات صباحا ويهنئون بعضهم ليلا. اما في ما خص حكم الشعب فهذا يلزمه تعديلا دستوريا، لكن يجب ان نصل اليه يوما».

وردا على سؤال عن قانون الإنتخابات، قال «بحثنا في هذه القضية ويقول العماد عون انه منذ 8 سنوات نكثر من المشاريع وتتعقد الأمور». وعما اذا كنا سنبقى على قانون الستين، اجاب «لم يقل هذا، لكن لم يكن متفائلا بقانون جديد».

حلول خارجية

وعما اذا تم التطرق الى بوادر حلول خارجية لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان مارك  ايرولت، اجاب «إذا فكر الخارج انه يستطيع ان يتدخل فهو آت الى العنوان الخطأ، يستطيعون ان يتدخلوا اينما ذهبوا، لكن ليس في هذا المنزل وليس مع العماد عون».

محضر اللقاء: وفي ما يلي محضر اللقاء الذي عرض النقيب الكعكي وقائعه وهو كان استهله بالسؤال الاتي: ان التفاهم الذي عقد بينكم في «التيار الوطني الحر» وبين حزب «القوات اللبنانية» اراح البلد، واعطى موجة تفاؤل بمستقبل البلد، كذلك فإن المبادرات الطيّبة التي قمت وتقوم بها كان لها الاثر الايجابي الكبير وضاعفت من موجة التفاؤل، واعني تحديداً زيارتك الى دار الفتوى ولقاءك مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مهنئا بعيد الفطر السعيد، وايضا زيارتك رئيس مجلس النواب نبيه بري في اليوم ذاته وكأنك اصبت عصفورين برمية واحدة».

اضاف «العرف كان يقضي بزيارة رئيس الحكومة المفتي في عيد الفطر، لكن الرئيس المرحوم صائب سلام كان على خلاف مع المفتي المرحوم الشيخ حسن خالد، فأوقف الرئيس المرحوم سليمان فرنجية العمل بهذا العرف تضامنا منه مع سلام».

وتمنى النقيب ان «نكون قد دخلنا في نهاية مرحلة السلبيات والفتن وبداية صفحة جديدة من الايجابيات تنعكس برداً وسلاما على لبنان واللبنانيين».

لخلاف سياسي

ومضى النقيب الكعكي متحدثا في المحضر: رحّب العماد ميشال عون في بداية حديثه بالنقيب والزملاء، وقال «مساعينا كانت ولا تزال تقوم على قاعدة فليكن الخلاف سياسيا ما شاء له ان يكون، لكن الا يتعدى ذلك الى ان يمد احد يده على الاخر. يمكن ان يكون الخطاب حاداً او ناريا على الا يولّع النار في البلد».

واعطى عون لمحة عن نشأته في بيئة مختلطة في حارة حريك والغبيري ثم في المدرسة (الفرير) حيث كان يجلس على المقاعد الدراسية المتجاورة المسيحي والمسلم السني والمسلم الشيعي… ومن ثم في مؤسسة الجيش التي هي المؤسسة الوطنية الكبرى التي تضم ضباطا ورتباء وجنودا  من مختلف المناطق والطوائف».

انتقاد الاشخاص لا الطوائف

 واذ اكد انه ينتقد الاشخاص لا الطوائف»، كشف انه اشار الى هذه البيئة المختلطة في رسالته الشهيرة الى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، وهذا الكلام صدر عني في عز الازمة التي كانت متفاقمة في الثمانينات وقلت لميتران انني (من منطلق هذه البيئة المختلطة) قاتلت واقاتل».

اضاف «طبيعتي لم تتغيّر ابداً ولن تتغير، ومع ذلك يقولون انني ضد اهل السنّة. وهذا قول بعيد جداً من الواقع، فأنا انتقد اداء شخص ما في المسؤولية، انتقد الاداء وليس طائفة هذا المسؤول او ذاك فأنا بطبيعتي وممارستي احترم الرأي الأخر».

وتابع عون «لم اكن لأرد على الافتراءات الصحافية التي كانت تتناولني احيانا. انتم اهل المهنة تعرفون حسناتها وسيئاتها ولو كنت في وارد الرد على ما اتعرض له من افتراءات لكان علي ان اخصص مكتب محاماة خاصا بهذه المسألة».

وتدخل النقيب الكعكي ليقول: ان لبنان هو بلد الحرية والديموقراطية، وبالتالي حرية الصحافة مقدسة.

لا حرب نوايا

فردّ عون «صحيح انه بلد الحرية والديموقراطية وهذه حقيقة قائمة بذاتها، ولتكن الانتقادات «قد ما بدكم»، لكن «لا تعملوا لي حرب نوايا. انا اعتبر بانني لست فوق النقد، لكنني في المقابل ارفض «حرب النوايا» انا ليس في ذمتي دم. ضميري مرتاح، لكن حرب النوايا اخطر الحروب. وفي الغرب عموما واوروبا خصوصا اذا شنّ احد حرب نوايا على الاخر وحاسبه على نواياه يعود فيعتذر وانا اقول: حاربوني قد ما بدكم على الوقائع وليس على النوايا».

وعندما اثيرت مجدداً زيارتا عون الى دار الفتوى وعين التينة لمناسبة العيد، اجاب «هذا وطننا ومن مطالعاتي لميشال شيحا تيقنت ان لبنان يجب ان يبقى هكذا، وشيحا هو القائل «ان من يحاول الغاء طائفة في لبنان يحاول الغاء لبنان»، ولفت الى ان «العلاقة العمودية تجمعني بالله اما العلاقة الافقية فهي التي تجمعني بالانسان. لقد علمنا الدين ان الله خلقنا على صورته ومثاله، بينما نحن نريد ان نعمل الله على صورتنا ومثالنا».

الرئاسة

 هل الاستحقاق الرئاسي قريب؟

– «بداية اود ان اقول ان الخلاف معي على الاقـل، ليس شخصيا. انا قـاتلت تحـت شـعار  «سيادة

– حرية – استقلال» قبل وحتى عودتي الى لبنان. وبعد العودة قاتلت تحت شعار «التغيير والاصلاح» فهناك شبه اجماع على ان هناك تدهوراً اقتصاديا اجتماعيا وان هناك فساداً ضاربا اطنابه ولقد وصل لبنان الى شلل اقتصادي – اجتماعي، ولا ضابط لهذا الانهيار، لذلك قلنا بالتغيير ثم الاصلاح في اطار الدستور والانظمة».

تنفيذ الطائف

وعن تنفيذ الطائف، قال عون «في شهر تموز من العام 2014 وجّهت رسالة الى اللجنة العربية الثلاثية الضامنة تنفيذ انقاذ الطائف والممثلة بالملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وملك المغرب محمد الخامس والرئيس الجزائري بوتفليقة وطالبت بتطبيق الطائف، وحذّرت من ان هناك من يطالبون بالغاء الطائف، فطالبنا بحسن تطبيقه كي لا يصبح الغاؤه مطلبا شعبيا كبيراً ومتناميا».

*هناك موجة تفاؤل عند فريقكم تتردد المعلومات عنها في هذه الايام وهو تفاؤل حول الاستحقاق الرئاسي فما هي المعطيات؟

-هناك محادثات داخل الكتل النيابية والجميع يشعر بالحاجة الى رئيس للجمهورية، اضف الى ان من واجبنا الا ندع الناس تيأس».

قانون الانتخاب

وقيل للجنرال: البلد يتحضّر لانتخابات نيابية في الربيع المقبل، خصوصا ان الرئيس نبيه بري جزم بان لا تمديد للمجلس النيابي، فهل تعتبر ان البحث في قانون الانتخاب جدّي، خصوصا ان اجتماع اللجنة المشتركة تعذر عقده بسبب عدم اكتمال نصابها؟

فقال:  حتى لو انتخبنا على قانون الستين، فبعد انتهاء الانتخابات سأدعو في اليوم التالي الى استفتاء. يجب الرجوع الى الشعب لانه مصدر السلطات، وانا واثق ان فور انتهاء الانتخابات النيابية سيكون لدينا رئيس للجمهورية».

حول تعديل  الدستور

وقيل له: الامر يقتضي تعديلا للدستور؟

فقال: «ان الدستور كائن حي وهو ذاته ينصّ على آلية تعديله والمبدأ العام معروف: كل جامد يموت. والدستور ليس جامداً بل كائن حي والتعديلات فيه وهي دلالة الى حياته. ثم ان بعض الكائنات التي كانت حيّة انقرضت لانها لم تحسن التأقلم مع بيئتها فلم تطور ذاتها، وبالتالي كان مصيرها الهلاك».

وتابع «كلما زادت الموضوعات المطروحة على جداول الاعمال كلما طالت الجلسات من دون طائل، فمنذ ثماني سنوات ونحن لم نتمكّن من اقرار قانون للانتخابات، فهل يمكن ان نقره في جلستين؟ في مطلق الاحوال، انا قد أشارك في الجلسات».

الغاء الطائفية: وعن الغاء الطائفية من النصوص، قال عون «لا يمكنك ان تلغي نصا انت تعيشه، لذلك يجب ان تكون القوانين والانظمة مدنية بالكامل ويكون الدين في الدروس الدينية وحدها. الله سبحانه وتعالى اكبر من المزايدات، الله اكبر منها بكثير».

*هل هناك من احتمالات لزيارات قد تقوم بها الى الخارج؟

-»وفق الضرورة والدعوات».

الخارج و»الفيتو»

وعن مدى تدخل الخارج في الشأن اللبناني الداخلي، خصوصا في رئاسة الجمهورية؟ قال عون «الداخل يُدخّل الخارج في هذا الشأن اكثر مما يريد الخارج ان يتدخل، فنحن اللبنانيين نأتي بالخارج وبنفوذه».

وعمّا يتردد عن «الفيتو» السعودي، اوضح ان «السعودية قالت للبنانيين مراراً وتكراراً: اتفقوا ونحن معكم لا فيتو».

الانتخابات البلدية

 وعن عدم التوافق الشامل بين «التيار» و»القوات» في الانتخابات البلدية، قال عون «في «اعلان النيّات» مع «القوات» لم نتحدث عن الزامية التعاون في الانتخابات البلدية. نعم تنافسنا في بلدات عدة، لكن المهم اننا تنافسنا وما تضاربنا».

الارهاب

 واستنكر عون الارهاب الذي ضرب نيس في فرنسا امس، وقال «انا شايف الارهاب من زمان». وفي كتابي الى ميتران حذّرت بان الارهاب سيتحرك ابتداءً من نهاية القرن العشرين الماضي، وفعلا في العام الاول من القرن الحادي والعشرين الحالي اخذ الارهاب يضرب بقوة. وفي العام 1994 حذّرت عبر صحيفة «لوريان لوجور» بان لا حدود ستقوى على قمع الارهاب، وقلت ايضا انهم سيصلون الى الحكم، لكنهم لن يستمروا طويلا».

بين الاصولية والتكفير

 وتحدث العماد عون باسهاب عن الفرق بين الاصوليين والتكفيريين، مشيراً الى ان «الاوائل لا يشكّلون خطراً على سواهم عكس التكفيريين الارهابيين».وفي نهاية اللقاء مع نقابة الصحافة، اسهب عون في الكلام عن التحامل عليه من خلال اثارة قضايا مالية مزعومة كشف ان «لا اساس لها من الصحة وهو ما بات معروفا قضائيا وسياسيا ووطنيا الا لمن لا يريد ان يعرف او يقتنع بالحقائق».