IMLebanon

هل تستأف فرنسا مبادرتها الرئاسية

خريطة الحراك التصعيدي للتيار الوطني الحر تبدأ خطواتها بالانطلاق اعتبارا من 28 الجاري بالتزامن مع جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الخامسة والاربعين. ومع العودة الرئاسية يتوقع ان تنشط الاتصالات على الخطوط السياسية لمحاولة تخفيف وهج الحراك العوني وحصر مفاعيله في الشارع، خلافا لما يتطلع اليه التيار المُدرك انه سيكون وحده فيه، ما دامت سائر القوى السياسية في ضفتي الحلفاء والمناهضين تبدو اما غير موافقة واما مترددة.

مخرج لمجلس الوزراء؟!

وتتجه الانظار الى مصير جلسة مجلس الوزراء، وما اذا كانت ستتخطى المقاطعة العونية فستعقد الجلسة ولو شكلية. واكدت مصادر سياسية مواكبة للاتصالات ان العمل جار على ايجاد مخرج يفضي الى عقد الجلسة من دون اصدار قرارات على مستوى من الاهمية، كما في الجلسة ما قبل الاخيرة. ذلك ان التئام المجلس ضروري ان للسمعة الحكومية او لوجوب البت في ما آلت اليه الامور على المستوى السياسي مع تعطل الحوار الوطني، بحيث بات مجلس الوزراء الواحة الحوارية الوحيدة بين القوى السياسية. كما ان الجلسة المفترض عقدها قبل 29 الجاري موعد تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان اللواء وليد سلمان، يفترض ان يطرح خلالها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل لائحتين باسماء المرشحين لتولي المنصبين استنادا الى الالية المعتمدة، على رغم اليقين بأن تعيين بديلين في الظرف الراهن «من سابع المستحيلات». ويتجه مقبل كما بات معلوما الى تأجيل تسريح قهوجي لمدة عام. على ان يلجأ بالنسبة الى رئيس الاركان الى واحد من ثلاثة خيارات اولها الاكثر ترجيحا، ويقضي بتكليف العميد الاعلى رتبة من الطائفة الدرزية بادارة المنصب استثنائيا لتعذر تعيين البديل،الى حين توافر ظروف تثبيته في مجلس الوزراء، علما ان الخيارين الاخرين يدوران في فلك «ابقاء القديم على قدمه» وهي سابقة غير محبذ السير فيها نسبة لما يمكن ان ترتب من تداعيات ولكونها تخرق قانون الدفاع، وابقاء المنصب شاغرا وهو ما لا يتناسب ومقتضيات المرحلة الامنية.

دعم دولي

وبقيت العين اللبنانية مفتوحة في اتجاهين الاول، سياسي خارجي والثاني امني محلي. اما الاتجاه الاول فيتركز على نتائج اتصالات الوفد اللبناني  في نيويورك وما قد تفضي اليه من تحريك للاوضاع الداخلية من جهة، بعدما اجتمع رئيس الحكومة لاكثر من مرة مع «خصمه» في الحكومة وزير الخارجية جبران باسيل، بحيث ينتظر المراقبون ما اذا كانت الاجتماعات سهّلت الدرب الحكومي، وتحريك الاهتمام الدولي بلبنان من جهة ثانية وهو اذا لم يترجم عمليا، فان ترجمته قد تظهر لاحقا بالاستناد الى مواقف الدعم الصادرة عن كبار المسؤولين الدوليين وفي مقدمهم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ووزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، علما ان المحادثات دارت في شكل اساسي حول ملفي الشغور الرئاسي واللجوء السوري، وهما القضيتان اللتان استحوذتا على الجزء الاكبر من الموقف اللبناني في الجمعية العامة للامم المتحدة، والذي لاقى اصداء مرحبة من المسؤولين الدوليين.

فرنسا تستأنف جهودها؟!

وفي السياق، قالت مصادر مواكبة للمحطة اللبنانية الاممية ان مواقف الدعم الدولية للبنان، من شأنها ان تساهم في دفع الجهود الفرنسية التي يتحرك على خطها الرئيس هولاند قدما في الاتجاهين الرئاسي واللجوء السوري، اذ قد توفر له ارضا خصبة للاستثمار في ملف اجتماع مجموعة الدعم الدولي للبنان التي يعتزم عقدها في باريس في شهر تشرين الثاني المقبل، مستفيدا من الزخم الدولي لمساعدة لبنان. وتبذل الديبلوماسية الفرنسية، بحسب المصادر، جهدا استثنائيا للوصول الى هذا الموعد مع رئيس جمهورية يضع حدا للفراغ الرئاسي ويعطي دفعا اضافيا للاجتماع الدولي.

الانجاز الامني النوعي

وفي الاتجاه  الامني، بقيت الاضواء مسلطة على الانجاز الامني النوعي لمخابرات الجيش التي دحرت مسلسلا ارهابيا دمويا كان تنظيم «داعش» يعتزم تنفيذه في لبنان، من خلال توقيف «اميرها» في مخيم عين الحلوة عماد ياسين، الذي أقرّ في التحقيق معه بمعلومات بالغة الخطورة في شأن مخططات الارهاب المرسومة للبنان. وفي حين خيم الهدوء على المخيم امس، كما اجواء الارتياح لتوقيف «الرأس الداعشي المدبّر»، اكدت مصادر صيداوية مطلعة ان اجتماعا سياسيا أمنيا لبنانيا- فلسطينيا عقد ليل أمس في ثكنة محمد زغيب العسكرية في صيدا، ضم مدير فرع مخابرات الجيش العميد الركن خضر حمود ووفدا من القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة واللجنة الامنية العليا، بحث في الاوضاع الامنية في المخيم. وعلم ان القوى الفلسطينية وضعت العميد حمود في اجواء الاجتماعات التي عقدت في بيروت وعين الحلوة خصوصا لجهة العمل على ضبط الوضع ميدانيا في حي الطوارىء، منعا لدخول طابور خامس على خط التوتير وايقاع الفتنة. وابلغته الموقف الفلسطيني الرسمي الذي يفيد بأن لا مصلحة لاحد في التصادم مع الجيش، بل إن المصلحة الفلسطينية تكمن في الحرص على افضل العلاقات والتنسيق المشترك لسحب فتيل الاحتقان.

المعارضة التيارية

على خط آخر، وفي اول خطوة لها بعد قرارات الفصل من التيار الوطني الحر، تعقد المعارضة الداخلية العونية خلوة يوم غد، تجمع ما يقارب 120 من كوادر «المعارضة الحزبية العونية «لبحث الخطوات المستقبلية ورسم نهج التعاطي الجديد ، على أن تصدر بعدها سلسلة مما يمكن تسميتها «أفكارا جديدة».

ويتناول البحث سبل التواصل مع القواعد الشعبية، إضافة إلى الأزمة الديموقراطية التي يمر بها التيار وسبل معالجتها.

سلامة القطاع المصرفي

في المقلب المالي، شدد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة من الرباط، على «ضرورة تطبيق المعايير الدولية وإصدار الأنظمة المطلوبة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب في المنطقة، وهذا ما حصل في لبنان حيث حرص البنك المركزي من خلال سلسلة من التعاميم، على تطوير الهيكلية اللازمة للمحافظة على سلامة القطاع المصرفي وحمايته من مخاطر السمعة، وبالتالي تعزيز الثقة به من قبل المصارف المراسلة». كما أشار إلى «ضرورة تكثيف التعاون والتواصل من قبل جميع المصارف في المنطقة مع دوائر الإمتثال لدى البنوك المراسلة، لما لذلك من دور في الحدّ من سياسات تقليص المخاطر وحماية النظام المالي والمصرفي في دولنا العربية».

عملية كبيرة للنظام في حلب

اقليميا، وبعيد فشل المجموعة الدولية لدعم سوريا في إعادة إرساء الهدنة، أعلن الجيش السوري بدء عملية عسكرية كبيرة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الجيش السوري يشن هجوما بريا واسعا مدعوما بغارات روسية. في المقابل، قتل وأصيب العشرات في سلسلة غارات على الأحياء الشرقية من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، استهدفت بعضها ثلاثة مراكز للدفاع المدني ما ادى الى توقفها عن العمل، حسب ما قال ناشطون. وكشفت مصادر ميدانية أن «أكثر من 25 قتيلا سقطوا في حلب جراء 65 غارة جوية خلال الساعات الماضية»، من دون أن تحدد هوية الطائرات التي ضربت المنطقة عقب إعلان دمشق عن شن هجوم.