IMLebanon

مبادرة الحريري تمتص التصعيد 

حراك الحريري بات «الحدث»

واولى الثمار امتصاص التعنت والتصعيد

خطف الرئيس سعد الحريري منذ عودته السبت الى بيروت الاضواء وباتت حركته التي تحمل عنوان «كسر المراوحة الرئاسية»، هي «الحدث». وبغض النظر عما سيتمخض عن جولاته ولقاءاته المرتقبة، قمحا أو شعيرا، يُسجّل لزعيم «المستقبل» أنه نجح مرة جديدة في تحريك الجمود القاتل الذي كان أصاب جبهة الاستحقاق فأعاد بعض النبض الى شرايينه، علما ان مصادر سياسية مستقلة تؤكد ان الرقصة الرئاسية تحتاج الى طرفين ولا يمكن ان يقودها الرئيس الحريري منفردا اذا لم تتم ملاقاته في منتصف الطريق.

وغداة زيارة الحريري بنشعي التي أعقبها سيل من التحليلات والسيناريوهات المتضاربة بين من حسم ان الغرض منها كان ابلاغ رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية بقرار «المستقبل» دعم ترشيح العماد عون، وبين من قال انها طبيعية لتنسيق الموقف بين الرجلين، كشفت أوساط من شاركوا في الاجتماع الليلي لـ وكالة الانباء «المركزية» أن الطرفين تشاورا وتناقشا مطولا في الملف الرئاسي وفي ما يمكن فعله لملء الشغور، الا ان اللقاء لم ينته بأي قرارات جديدة واتفق على ان يواصل كل فريق اتصالاته مع حلفائه.

هذا وسيواصل الرئيس الحريري لقاءات وعلمت «الشرق» أنه سيلتقي الرئيس أمين الجميّل ونجله رئيس «حزب الكتائب» الشيخ سامي الجميّل والدكتور سمير جعجع، وأيضاً الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون وسواهم أيضاً وأنّ ذلك كله سيسبق القرار الحاسم والأخير.

ابو فاعور في المملكة

ويتوقع ان يلتقي الحريري قريبا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، خصوصا في أعقاب عودة الوزير وائل ابو فاعور الذي أوفده زعيم «المختارة» الى السعودية لاستكشاف توجهاتها الرئاسية لبنانيا، في الساعات الماضية الى بيروت وقد زار اليوم السراي كما مقر الرئاسة الثانية.  وتوجهت الانظار الى بيت الوسط الذي احتضن امس اجتماعا لكتلة المستقبل ترأسه الرئيس الحريري في حضور الرئيس فؤاد السنيورة، وصف بالمفصلي، ذلك أنه خصص لبحث «مسارات جديدة» لملء الفراغ الرئاسي، وفق ما أفادت المعلومات المتوافرة.

احتمالات وخيارات جديدة

وخلا بيان الكتلة من أي موقف يدل الى تبدل في تموضع التيار الازرق «الرئاسي» واكتفى بتحميل «حزب الله» مسؤولية تعطيل الاستحقاق وبالتشديد على ضرورة وقف تعطيل النصاب، وضع مصدر في «المستقبل» عبر وكالة الانباء «المركزية» المعلومات عن «استدارة حريرية» في اتجاه الرابية في خانة «التوقّعات والتمنيات»، الا انه اوضح في المقابل ان «اي موقف رئاسي رسمي سيتم الاعلان عنه».

وأشار الى ان «الكتلة ستحاول وضع احتمالات او خيارات رئاسية جديدة لابقاء الباب مفتوحاً امام التواصل والمشاورات»، وكشف ان «موقفنا من تصريحات رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون واصراره على «العناد» اضافةً الى تصرّفات وزرائه، لم يتغيّر، لكن طالما اننا وصلنا الى «المأزق الكبير» ولم يبقَ سوى خيار العماد عون لإخراجنا من الفراغ، فلا شيء يمنع «مناقشة» هذا الخيار داخل الكتلة. وتابع «صحيح هناك اختلاف في وجهات النظر في الكتلة ومعارضة شديدة داخل «التيار» تجاه خيار عون، الا ان الرئيس الحريري يُعيد الان بحث الخيارات الموجودة والتشاور مع الكتلة والمكتب السياسي لـ «المستقبل» من اجل بلورة موقف رسمي ونهائي». ويذهب المصدر أبعد فيقول «اذا كان الخيار بين عون الذي لا نزال نعتبره «فزّاعة» وبين الفراغ، حتماً سنختار «الفزّاعة» كي نضع حداً لانهيار الدولة والمؤسسات».

الوطني الحر يعلق التصعيد

وتكثر المعلومات عن زيارة محتملة لرئيس «المستقبل» الى الرابية، والتيار الوطني الحر على «نشوته» الرئاسية، حتى ان التصعيد الذي كان يلوح باعلانه اليوم في حال أخفقت جلسة الانتخاب رقم 45 في ايصال العماد عون الى بعبدا، يبدو عُلّق في انتظار استكمال حركة الاتصالات الداخلية التي يقوم بها الحريري، علما ان مصادر متابعة لا تستبعد ان يلاقيها العماد عون بزيارة عين التينة في الايام المقبلة. وسيدل ما سيصدر عن اجتماع تكتل التغيير والاصلاح بعد الظهر، كما مواقف العماد عون التلفزيونية المنتظرة ليلا، الى خيارات التيار في المرحلة المقبلة.

مشاورات حكومية الطابع

وفي الازمة الحكومية، تقرر التريث في دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد بحيث لا يلتئم هذا الاسبوع، افساحا في المجال امام المشاورات الجارية والتي قد تذلل عقدة مقاطعة وزيري التيار الوطني. وليس بعيدا، اوضحت مصادر في فريق «8 آذار» ان «اي انفراج رئاسي سينعكس ايجاباً على وضع الحكومة، لان كل الملفات باتت مترابطة مع بعضها البعض». واعتبرت ان «مفتاح الرئاسة بات الان بيد «تيار المستقبل» والرئيس الحريري، فاذا ذهب في خيار تبنّي ترشيح عون فهذا معناه ان الامور وُضعت على السكّة الصحيحة وان «سبحة الحلول» ستكر».

القيادة والاركان

ويُنتظر ان يصدر وزير الدفاع سمير مقبل قبل منتصف ليل 29 أيلول الجاري، قرارا بتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الاركان العميد وليد سلمان، سنة اضافية. الا ان مصادر تحدثت عن احتمال احالة سلمان الى التقاعد وتكليف ضابط بديل منه بالإنابة بحيث لا يبقى موقعه شاغرا، على ان يطرح تعيين رئيس جديد للاركان في اول جلسة لمجلس الوزراء. وعشية التمديد المنتظر، اجتمع مقبل امس في مكتبه في الوزارة بالعماد قهوجي وتطرق البحث الى الاستحقاقات الداهمة المتعلقة بالمؤسسة العسكرية كما الى الاوضاع الامنية في مختلف المناطق اللبنانية لا سيما ما شهده مخيم عين الحلوة.

وفد مجلس الشـيوخ الفرنسي يزور بري والسراي والحريــري

خياري: حان الوقت لحل لبناني ـ لبناني للمشكلات المؤسساتية

أكد وفد مجلس الشيوخ الفرنسي ان الوقت حان لحل لبناني – لبناني للمشكلات المؤسساتية، مشددا على ضرورة عودة المؤسسات الى عملها.

واصل الوفد برئاسة رئيسة مجموعة الصداقة الفرنسية – اللبنانية بارزا خياري وبرفقة السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، لليوم الثاني على التوالي لقاءاته كبار المسؤولين فزار مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتم عرض العلاقات الثنائية بين البلدين.

بعد اللقاء قالت خياري: اتينا الى لبنان كوفد من مجلس الشيوخ الفرنسي لنؤكد عمق الصداقة التاريخية مع الشعب اللبناني. واجرينا جولة من اللقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين حول الاوضاع والازمة المؤسساتية التي طالت عندكم والتي نأمل في ايجاد حل لها. اضافت: وجئنا الى هنا لكي نبدي دعمنا للرئيس بري، ونحن نعلم انه شخص قادر على بناء تفاهمات سياسية قام بها سابقاً، وهو يمتلك قدرة كبيرة على ذلك، ونحن فعلا نعتمد عليه في هذه المرحلة الصعبة بعد عامين من التعطيل المؤسساتي، حيث ان هناك وضعاً اقتصادياً متفاقماً ومسألة النازحين، وحان الوقت لحل لبناني – لبناني لهذه المشكلات المؤسساتية. ونقلنا مودة رئيس مجلس الشيوخ السيناتور جيرار لارشيه الذي زار لبنان اكثر من 35 مرة. * ما مدى التزام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعقد اجتماع لدعم لبنان؟

– هناك بلا شك اجتماع مخصص لدعم لبنان ، ونأمل من خلاله في ان يستطيع الرئيس الفرنسي اجراء عدد من الاتصالات مع القوى المعنية بالوضع اللبناني، فالرئيس كان التقى رئيس الحكومة في نيويورك وبات مقتنعاً اكثر بأن لبنان يجب ان يكون واحة للسلام ويعمل على ثقافة السلام وايجاد حل لأزمة المؤسسات اللبنانية.

في السراي

وزار وفد المجموعة البرلمانية للصداقة الفرنسية – اللبنانية، السراي، حيث التقى رئيس الحكومة وتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين.

بعد اللقاء قالت خياري: «نشكر الرئيس سلام لاستقبالنا، واستفدنا من هذا اللقاء لنعرب عن مدى تعلقنا وتعلّق فرنسا التاريخي بلبنان من خلال عرض ما يربط بين لبنان وفرنسا والعاطفة التي نكنها للشعب اللبناني، وهذه الصداقة هي التي تجعلنا نعود الى لبنان من حين لآخر».

أضافت: «نحمل رسالة دعم للرئيس سلام لنقول له انه من المهم بالنسبة الينا عودة المؤسسات لعملها وكذلك حكومته، وسألنا ما الذي نستطيع فعله اكثرفي محاولة لإيجاد حل للأزمة المؤسساتية في لبنان التي نعتبر انها طالت، ونرى الضعف الذي يعاني منه لبنان بسببها. ونحن من جانبنا لسنا راضين عن ذلك لأننا نحب لبنان ونود رؤيته يتمتع بكامل سيادته، ويعود الإقتصاد الى عمله، وكذلك موضوع اللاجئين مهم جدا للبنان، ولهذا جئنا نحمل لفتة صداقة في هذه الفترة الصعبة».

في بيت الوسط

كذلك زار الوفد الفرنسي الرئيس سعد الحريري في «بيت الوسط»، وتم عرض الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها .