IMLebanon

الحريري: مسح شامل لوجود السوريين واثرهم على الاقتصاد اللبناني

عرض رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي مع سفير اليونان في لبنان تودوروس باساس، آخر التطورات والعلاقات الثنائية.

بعد اللقاء قال السفير باساس: «نقلت للرئيس تهاني رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس، وتمنياته له بالنجاح في مهامه، وكان اللقاء فرصة لتبادل الآراء وحرص الرئيس الحريري على الاطلاع على مجريات الاوضاع في اليونان».

أضاف: «كانت جولة أفق عمومية حول الاوضاع في محيطنا، وتناولنا العلاقات الثنائية، خصوصا ما يتعلق منها في مجالات الدفاع والثقافة والتعليم والسياحة، وسألتقي الرئيس الحريري مجددا مع زملائي سفراء الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة».

ثم استقبل الحريري السفير الايطالي ماسيمو ماروتي الذي قال: هذه زيارتي الأولى للرئيس الحريري بعد توليه مهامه، وكانت فرصة لتجديد التهنئة التي قدمتها حكومتي له، والدعم المستمر الذي تقدمه ايطاليا للبنان وحكومته».

اضاف: «بحثنا كذلك الأوضاع الإقليمية والعلاقات الثنائية وبرنامج التعاون المكثف بيننا، واطلعته على برنامج الدعم للقوات المسلحة اللبنانية في اطار برنامج التدريب والمهم ايضا هو برنامج التعاون مع الجيش اللبناني».

اضاف: «كما ابلغت الحريري أن وجود ايطاليا الان عضوا جديدا في مجلس الامن الدولي، وكونها الرئيسة الدورية لمجموعة الدول السبع، يشكل سببا إضافيا للعمل مع الحكومة اللبنانية في مختلف المسائل الدولية. وانا اتطلع لزيارة اعضاء في الحكومة اللبنانية لايطاليا للبحث معا في برامج التعاون والمساعدة التي ستقدمها ايطاليا للبنان خلال الاشهر المقبلة من هذا العام».

 كما استقبل الحريري وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون وعرض معه الاوضاع العامة وشؤونا وزارية. ثم التقى عبد الهادي المقدم.

وبعد الظهر التقى الحريري  في السراي الحكومي، الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ في حضور نائبها منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة فيليب لازاريني ومدراء مكاتب منظمات الامم المتحدة في لبنان.

مسح شامل

في مستهل اللقاء تحدث الحريري فقال: «أود أن أرحب بكم اليوم، وأنا سعيد أن ألتقي بكم جميعا. لقد عانى لبنان خلال السنتين الماضيتين، من جمود سياسي وبات الوضع فيه يتحول إلى غاية في الخطورة. وأنا كنت دائما أقول أنه لا بد أن يكون لدينا رئيس للجمهورية لكي تعمل الحكومة ومؤسسات الدولة كما يجب، واليوم أصبح لدينا رئيس جمهورية وحكومة ومجلس النواب سوف يعقد جلسة تشريعية له هذا الأسبوع، وآمل أن تقر مشاريع القوانين تباعا».

أضاف: «بالنسبة لي، تبقى أزمة اللاجئين السوريين في لبنان الموضوع الجوهري والنقطة الأكثر صعوبة وحساسية. ونحن ننظر إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة كشريك أساسي لنا في تحمل هذه الأعباء ونعتمد عليها من أجل التمكن من مواجهة هذه التحديات. والمطلوب برأيي اليوم كخطوة أولى، أن يكون لدينا مسح شامل لتواجد اللاجئين السوريين وأثرهم على الاقتصاد اللبناني الفعلي، من مختلف الجهات المالية والخدماتية والبنى التحتية. وهنا أيضا أعتمد على مشاركتكم وتقديماتكم. فهناك مناطق كالبقاع والشمال حيث بات تواجد عدد كبير من اللاجئين فيها يجعل معاناتها أكبر، و إذا نظرنا إلى مدى تأثير اللجوء السوري على لبنان لوجدنا أن البلد ككل يعاني من هذه المشكلة. فنحن الآن لدينا كهرباء أقل، مياه أقل، بنى تحتية أقل، وكذلك مدارس ومستشفيات أقل، وبالتالي اصبحت لدينا مشاكل في كل القطاعات، وحتى من الناحية البيئية، وهناك عمل دؤوب لا بد من القيام به في هذا المجال. كما أود بالمناسبة أن أشكر قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان على جهودهم والتزامهم تجاه لبنان سواء على الأرض أو في البحر، وسواء في قدراتهم العسكرية أو المدنية».

التنمية المستدامة

وتابع: «إن الهدف الأساسي لحكومتنا هو إرساء تنمية متطورة ومستدامة وازدهار على مستوى البلد ككل. فلبنان ملتزم بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة في العام 2015، ومن هنا نعد لخطة شاملة تحدد الأولويات بشكل واضح لكي نضمن أن لبنان، وبمساعدة ومشاركة كل منظمات الأمم المتحدة، سوف يحقق هذه الأهداف».

وختم: «أود أن أشكركم على كل ما قدمتموه من دعم للبنان، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي على وجه خاص بقي دائما لاعبا أساسيا مع مختلف الحكومات المتعاقبة، وآمل ان تتواصل الشراكة اليوم».

كاغ

بعد اللقاء قالت كاغ: «لقد كان لي الشرف مع كل زملائي الموجودين هنا ضمن عائلة الامم المتحدة ونائبي السيد لازاريني بلقاء الرئيس سعد الحريري وفريق عمله، وكانت فرصة هذا العام لاعادة التأكيد على تجديد الالتزام القوى من قبلنا جميعا، في الامم المتحدة هنا في لبنان، تجاه هذا البلد ومؤسساته وبالطبع لتامين نجاح المشاريع التي وضعتها الحكومة في البيان الوزاري والمشاريع التي يتم تطويرها».

اضافت: «وكانت مناسبة ايضا لاجراء حوار صريح جدا ومنفتح في ما يتعلق بمجالات التعاون ودعم لبنان في سلامه وامنه واستقراره وتطوره وحقوق الانسان فيه. كما تعلمون فان الامم المتحدة ممثلة بشكل واسع في لبنان من خلال فريق عمل كبير متعدد، ومشاريع وبرامج كثيرة ومتنوعة من خلال استراتيجية الامم المتحدة وهم يعملون بجهد على التخطيط لها وتنفيذها بحيث تكون اكثر فعالية وتأثيرا وتخدم الحكومة واهدافها بشكل افضل».

وتابعت: «ننظر الى عدد من الاولويات لهذا العام، وهي بالطبع تتضمن اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، كما اننا نامل بالتاكيد ان يصار الى اعتماد كوتا نسائية في التمثيل البرلماني، كما نلحظ في اطار اهتماماتنا مواضيع تتعلق بمنع العنف والتطرف خاصة وان لبنان يعيش في مناخ متقلب جدا في المنطقة. واننا نتطلع الى دعم القوات اللبنانية المسلحة والقوى الامنية».

عمل مستمر

واردفت: «كما ناقشنا مع الرئيس الحريري كيف باستطاعتنا ان نؤمن افضل دعم ممكن لتقوية ومساندة وبناء قدرات العديد من الوزارات المستحدثة بهدف تأمين النجاح لعملها، وهذا يشمل وزارات النازحين والمرأة وبالطبع مكافحة الفساد، وهذه امثلة منها. هناك عمل مستمر لموضوع لم يكتمل بعد وسنظل نعمل في سبيله وهو تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1701 برؤية اوسع نستطيع من خلالها الاستمرار في تجنيب لبنان التهديدات للمحافظة على سيادة اراضيه وتعزيز امنه.ان لبنان دائما اساسي في المنطقة وهو يمثل نموذجا للتسامح والعيش المشترك في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تهديدات وعدم استقرار. علينا نحن كعائلة الامم المتحدة ان نبذل جهودا اكثر لمساعدة حكومة لبنان وشعبه لمواجهة هذه التهديدات، وهذا الامر لن يستفيد منه لبنان فقط بل المنطقة ايضا».

وقالت: «كما تطرقنا خلال اللقاء الى تأثير الازمة السورية على لبنان اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وكيف يمكننا تقديم المساعدة للمجتمعات اللبنانية الضعيفة الى جانب النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين من خلال الانروا».

وختمت: «لقد كانت مناقشات مميزة جدا مع الرئيس الحريري وهي الاولى من بين اخرى ستتبعها، ومن الواضح ان رئيس الحكومة يريد العمل وتحقيق انجازات، ونحن نشاركه رؤيته هذه وعازمون على تحقيق الانجازات من اجل لبنان».

من جهة ثانية يقيم الرئيس الحريري عشاء على شرف  مجلس أمناء وإدارة الجامعة الأميركية في بيروت لإطلاق حملة  بكل جرأة: سعياً إلى الريادة والإبتكار والخدمة.