IMLebanon

“التيار” و “القوات” يعارضان النسبية المطلقة

تترقب الساحة السياسية إنطلاقَ جولة المباحثات الجديدة في شأن قانون الانتخاب العتيد في الساعات القليلة المقبلة في حين يجمع المراقبون على التأكيد أن لا خيار أمام الأطراف المحليين في هذا الخصوص، وهم محكومون بالتوصل الى «اتفاق»، ذلك ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، تماما كما رئيس الحكومة سعد الحريري لن يقبلا بأي فشل على هذا الصعيد وقد ربطا تباعا نجاح العهد والحكومة، بنجاح القوى السياسية في استيلاد قانون جديد.

احتمالات الفراغ؟!

وعشية عودة الرئيس الحريري من مصر ووزير الخارجية جبران باسيل من الولايات المتحدة، والتي يفترض ان تُزخّم الاتصالات على الخط الانتخابي، قالت مصادر سياسية متابعة إن هذه الحركة ستتكثّف في غير اتجاه وبلا «هوادة» وصولا الى اقرار قانون انتخاب جديد في مهلة قد لا تتخطى تاريخ الثامن عشر من نيسان المقبل، أي قبل شهرين من الموعد المحدد للانتخابات النيابية، اذا سلّمنا انها ستحصل في 18 حزيران المقبل. أما اذا تم تخطيها فيُخشى من ارتفاع احتمالات الوصول الى الفراغ النيابي. وليس بعيدا، أشارت المصادر الى أن الصيغة الاخيرة التي طرحها باسيل لم تمت، وقد تشكل قاعدة ومنطلقا للمشاورات المنتظرة في المرحلة المقبلة، لافتة الى ان القانون – الحل» لا بد أن يكون «مختلطا» على ان تتم اعادة النظر في عدد المقاعد الذي سينتخب على الاساس النسبي وذلك الذي سيتنخب بالاكثري، كما سيتم البحث في توزيع الدوائر وفي المعايير التي يجب على أساسها تحديد نظام انتخاب النواب. ولا تستبعد المصادر أن يليّن «حزب الله» موقفه من صيغة «النسبية الكاملة»، فيرتضيها «جزئية» من ضمن قانون مختلط، ذلك أن الضاحية تدرك انها بتصلّبها قد تطيح الاستحقاق النيابي، الامر الذي سيصيب حكما عهدَ حليفها الرئيس عون بانتكاسة قوية.

التيار والقوات يرفضان

وشددت أوساط «الثنائي المسيحي» على «ان صيغة النسبية الكاملة على اساس لبنان دائرة واحدة لا يمكن ان تبصر النور تحت اي ظرف. وأكدت ان الثنائي الشيعي يسّوق فكرة تبني «المستقبل» صيغة النسبية والدائرة الواحدة خلافا لما اثبتت نتائج اتصالاتنا لجهة استمرار تمسكه بالمختلط تماما كما الحزب التقدمي الاشتراكي». وبمعزل عن الدوائر واحجامها واعدادها، أشارت المصادر الى «ان التحالف المسيحي ضد النسبية المطلقة ليس لترف الرفض او تسجيل الموقف بل كونها لا تحقق مبدأ صحة التمثيل الوطني المسيحي الذي يطمح اليه ويخوض معركة في سبيله، وسيبقى على تمسكه بصيغة باسيل التي من شأنها ان تؤمن وصول 58 نائبا بأصوات المسيحيين ولن يكون في وارد لا التهاون ولا التنازل لأي اقتراح آخر». واعتبرت الاوساط ان كل التهويل الكلامي خصوصا لجهة اعادة احياء الحديث عن مؤتمر تأسيسي ووضع اللبنانيين امام خيار وحيد، إما النسبية الكاملة او «التأسيسي» والا دخول لبنان في المجهول، معدوم الفاعلية لاننا لن نرضخ للتهويل والترهيب ولا للخيارات المستحيلة، فقط لان حزب الله يرى انه يحتاج في هذه اللحظة بالذات الى قانون انتخابي يخوّله الامساك بالسلطة خشية من تطورات خارجية يريد استباقها بوضع اليد على لبنان.

الحريري الايجابي

وواصل الحريري ضخ مناخات ايجابية تفاؤلية في الأجواء الانتخابية. فغداة تأكيده أن «قانون الانتخابات يناقش بايجابية وقريبا سيظهر قانون جديد كما يريده اللبنانيون»، قال امس خلال انهائه زيارته الرسمية الى مصر «لست عائدا إلى الهمّ اللبناني، بل أنا عائد إلى لبنان، هناك أمور كان يمكن أن نسعى إلى الانتهاء منها من قبل ولكننا لم نتمكن من ذلك سواء بالنسبة إلى قانون الانتخاب أو الموازنة. لكنني أرى أن الجو إيجابي وليس سلبيا وأعتقد أننا لسنا متجهين إلى أزمة، علينا أن لا نضخم الأمور، أنا واثق من أننا سنصل إلى قانون انتخاب يمثل كل اللبنانيين».

اذا نجح داعش

وفي الولايات المتحدة، أكد باسيل أنه «بعد عودة الحياة الدستورية الى طبيعتها في لبنان مع إنتخاب الرئيس ميشال عون، يبقى ان نتفق على قانون إنتخاب يؤمن صحة التمثيل». وفي ما خص التحالف الدولي لمواجهة داعش، قال من واشنطن إن «اذا نجح لبنان فشل داعش، واذا نجح داعش سقط لبنان والعالم أجمع. والحفاظ على لبنان هو الرد الأنسب على داعش».

الموازنة اليوم

 وساعات قبيل جلسة جديدة يعقدها مجلس الوزراء اليوم، يفترض مبدئيا ان يقر خلالها مشروع الموازنة العامة ويحيلها الى مجلس النواب بعدما أنهى بحثه فيها في جلسته الاخيرة الاسبوع الماضي، أكد الرئيس عون ان رهانه كان دائماً على الشعب اللبناني في العمل معا من اجل مكافحة الفساد وضبط مزاريب الهدر.