IMLebanon

توعّد باحتلال بيروت والبغدادي كان يبعث له بتحيّاته

توعّد باحتلال بيروت والبغدادي كان يبعث له بتحيّاته

الأزمة اللبنانيّة… عام آخر في الثلاجة

عين الحلوة ينزلق نحو الخطر والجيش يُنذر

ينقل وزير خارجية عربي عن نظيره الروسي سيرغي لافروف قوله ان الديبلوماسية الاميركية تبدو، احياناً، وكأنها ديبلوماسية الاشباح.

المراجع اللبنانية، على اختلافها، بدأت تتلقى الاشارات المتلاحقة «لا تنتظروا تسوية للازمة السورية قبل ظهور الادارة الجديدة في اميركا، ولا تنتظروا تسوية لازمتكم قبل ذلك».

«عام آخر في الثلاجة»، هكذا قال سفير اوروبي لمرجع روحي لبناني، لا تغيير قيد انملة في المشهد السياسي، على الرئيس تمام سلام ان يأخذ علماً بانه باق في السراي حتى الربيع الآخر، وربما ما هو ابعد.

الرئيس نبيه بري قال ان قوى 8 آذار و14 آذار في موت سريري، الرئيس سليم الحص يحذر من ان يصطحب الفريقان معهما الجمهورية الى الموت السريري، بعدما فعل كل ما باستطاعته لاغتيال الدولة في لبنان.

الذي يبعث على الذهول هو ردة فعل الاوساط الديبلوماسية على مسلسل الفضائح. واذ قال سفير اوروبي ان المنطقة كلها مستودع للفضائح، اشار، في كلام لـ «الديار» الى «ان لبنان هكذا». ضالع وضليع في التاريخ اللبناني المعاصر قال «كان هناك فؤاد شهاب، واحد وانتهى، لا تنتظروا مثل هذه الظاهرة مرة اخرى».

الدولة تمشي بالحد الادنى من الدولة. هكذا الى ان تحدث المعجزة في سوريا، وفي العراق، وان تتدحرج التسوية من جبال صعدة الى ضفاف المتوسط، وان كان ينقل عن جهة دولية مقيمة في لبنان انها تخشى ان يكون مآل المأساة السورية على غرار المأساة الفلسطينية، اي ان تبقى مشرعة هكذا الى الابد.

خلاصة السياق السياسي (والديبلوماسي) الراهن لا رئيس لسنتين، ولا رئيس لست سنوات، بل انتظار قاتل، يخشى ان يكون قاتلاً للجمهورية، سلام بات مقتنعاً بان مهمته ادارة الازمة، باقصى حد من الاعصاب الباردة، هو الذي يسأل الاصدقاء «كيف لهذه الحكومة ان تتولى ادارة الازمة؟». ما دامت تتعطل عجلاتها امام اي حفرة مهما كانت صغيرة.

لكن الذي يثير الهلع هو تطويع بعض الساسة الذين يعرفون بعلاقتهم بسفارات معينة، بل وبأجهزة استخباراتية معينة، للترويج بانه لن يكون رئيس للجمهورية في لبنان الا بعد حادث هام وخطير. وهذا ما جعل احد الوزراء يسأل «في مثل هذه الظروف، هل تبقى الجمهورية امام حدث خطير لتبقى رئاسة الجمهورية؟».

وراء الضؤ، ثمة سؤال يتردد بكثرة في هذه الايام: هل الجيش هو الحل؟ كان هناك فريق عسكري اميركي في اليرزة، واعتبر ان الجيش اللبناني «افضل جيش في العالم لجهة التعامل النوعي مع الاسلحة الاميركية المعقدة».

الفريق الذي على بيّنة من تفاصيل التفاصيل، لاحـظ ان هذا الجيش هو الوحيد الذي لا انشقاقات فيه. وبالرغم من كل الهزات السياسية والطائفية التي تضغط على المنطقة وعلى لبنان، من اصل 70 الف عسكري لم ينشق سوى جنديين (سعد الدين ودياب الذي قتل في مهين السورية).

الفريق الاميركي وصف الجيش اللبناني بـ «شريكنا في مكافحة الارهاب».

ـ المخاطر ـ

هذا لا يعني ان الجيش، وكما يفهم من كلام مراجع معينة لـ «الديار» لا يتوجس، وبحزم، من مخاطر ليس سببها التصدع السياسي الراهن والمزمن، فقط، بعد معركة «القريتين» في سوريا، وفد الى الجرود اللبنانية العشرات من مسلحي «داعش». ما زالت الاحتمالات السورية مفتوحة، الاجراءات التي اتخذها الجيش استثنائية، ورفعت جداراً فولاذياً في وجه المسلحين…

المشكلة ان مقاتلي «داعش» و«النصرة» الذين تحت الحصار الشديد، ومن الجانبين السوري واللبناني قد ينفذون عمليات لاحداث ثغرات في الحصار، ولكن مع التدابير التي تخذتها المؤسسة العسكرية تراجع الخطر الاستراتيجي على لبنان.

المراجع المعنية تقول ان الجيش «يحيط بكل شيء في منطقة المواجهة» ويضرب استباقياًَ. هذا ما حدث صباح امس حين نفذت قوة عسكرية عملية نوعية في اطراف عرسال ادت الى مصرع امير «داعش» في عرسال فايز الشعلان.

من جهتها اعلنت قيادة الجيش في بيان امس، انه «في إطار العمليات الاستباقية والنوعية التي تقوم بها وحدات الجيش على الحدود اللبنانية الشرقية ضدّ التنظيمات الإرهابية، وبنتيجة الرصد والمتابعة، هاجمت قوّة من الجيش صباحا، مركزاً قيادياً لـ«داعش» في أطراف عرسال، واشتبكت مع عناصره، ما أدّى إلى مقتل كلّ من أمير داعش في منطقة عرسال المدعو فايز الشعلان الملقب بـ«أبو الفوز»، ومرافقه السوري أحمد مروّة، وتوقيف المسؤول الأمني لداعش في المنطقة، السوري محمد مصطفى موصلّي الملقب بـ«أبو ملهم». وقد أصيب خلال الإشتباك ثلاثة عسكريين بجروح طفيفة.

وكان هؤلاء الإرهابيون قد شاركوا في قتال الجيش خلال العام 2014، وهم مسؤولون عن تجهيز عدد من السيارات المفخخة، والقيام بتفجيرات عدة استهدفت مراكز الجيش ومدنيين في بلدة عرسال ومحيطها».

ـ يوم لبنان آت ـ

وفي هذا السياق، قال احد وجهاء البلدة لـ«الديار» ان شعلان كان يوحي لمجموعته، وللمقربين من التنظيم ان يوم لبنان آت لا محالة، و«اننا لن نكتفي بطرابلس بل لا بد من بيروت»، والى حد الايحاء بـ«اننا اذا خسرنا الرقة او لن نخسرها ولو القوا عليها قنبلة نووية، فسيكون الثأر في مكان لا يتصوره حتى الخيال».

وكان «ابو الفوز»، وهذا لقبه يدّعي امام مرافقيه الذين كانوا يفاخرون بذلك، ان زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي كان يبعث اليه بتحيات شخصية.

ـ عين الحلوة والانفجار ـ

وتعقيباً على ما أشارت اليه «القبس» حول الوضع اللبناني (واحتمالاته) بين مخيمات عرسال ومخيم عين الحلوة، قال المرجع الامني ان هذا المخيم «ينزلق نحو الانفجار»، مشيراً الى حالة التروي التي تعاني منها حركة «فتح» التي يناهز عدد مقاتليها الـ900.

ولاحظ ان غالبية هؤلاء المقاتلين من عمر متقدم، ومن رتب عالية، والعناصر يتوزعون في ولاءاتهم، اذ ان هناك مجموعة ابوعرب، ومجموعة العردات، ومجموعة الشايب، ومجموعة شناعة، ومجموعة اللينو (محمود عبد الحميد عيسى)، ومجموعة المقدح «الذي لا وجه له ولا صدقية بسبب تذبذب مواقفه وعلاقاته»، وهو أقرب الى الاسلاميين منه الى «فتح»، حتى ان هناك من يصفه بـ«حصان طروادة» في الحركة.

وبحسب المرجع فان مجموعة «الشباب المسلم» التي يرأسها بلال بدر تزداد خطورة يوماً بعد يوم لتشكل مع المجموعات الاخرى، وكلها قريبة من «جبهة النصرة» نحو 150 مقاتلاً تكمن اهميتهم بأنهم يقاتلون بشراسة وبحرفية، وكان الجيش قد اختبر النوعية القتالية لهذا النوع من العناصر خلال معركة مخيم نهر البارد في صيف عام 2007.

ـ ممثل «داعش» ـ

وقد برز اخيراً على الساحة قائد مجموعة يدعى هلال محمد حلول، وهو يمثل «داعش» في المخيم، ويحاول اختراق المجموعات الاخرى.

ويشير المرجع الى انه في حين تعتمد هذه المجموعات هيكلية تنظيمية حديدية، وعلى مستوى عال من الديناميكية، تبدو «فتح» من دون قرار موحد ومن دون خيارات واضحة.

اما بالنسبة الى «عصبة الانصار» التي يتولى قيادتها ابو طارق السعدي بعد اختفاء شقيقه عبد الكريم السعدي (ابو محجن)، فهي لا تقل تشدداً، من الناحية الايديولوجية، عن المجموعات الارهابية، لكنها تحاول ان تظهر بمظهر الرافض للعنف في المخيم.وفي العدد تحل «العصبة» ثانية بعد «فتح» في عدد عناصرها المقاتلة (250).

ـ خطورة الاستقطاب ـ

وتبعاً لما يقوله المرجع، فان الخطورة بالنسبة الى المجموعات المتشددة انها تمارس سياسة الاستقطاب للشبان والفتيات، وهي تتمدد افقياً وفي كل الاتجاهات، ولا شيء يحول دون ان تتحول الى قوة كاسحة في مخيم لا تتجاوز مساحته الكيلومتر المربع الواحد ويضم 70 الف شخص اضيف اليهم ما بين 15 الفاً و20 الفاً لجأوا من سوريا.

ويؤكد المرجع ان الجيش الذي يضرب طوقاًحول المخيم لا ينام على حرير، بل هو في حالة تيقظ على مدار الساعة.

اضاف «لقد حذرنا قيادات الفصائل بضرورة ان يتخذوا القرار اللازم للحيلولة دون الجماعات الارهابية والتمدد، اذ ان سكان المخيم يعيشون في وضع بائس ولا يتحملون نكبة ثانية.

ولفت الى ان السلطة اللبنانية جاهزة لتقديم كل التسهيلات للفصائل من اجل احتواء المتشددين، ولكن «اذا ما تبين لنا انهم تمددوا واجتازوا الخط الاحمر، حينذاك لن نقف مكتوفي الايدي، وعلى قادة الفصائل ان يبادروا ويحموا المخيم».